دون المبادئ قد فديت وجودا ورميت رمياً في الصلاح سديدا
ومضيت محمود الخصال منزهاً وتركت ذكراً لا يزال مجيدا
ونهجت نهجاً في الفضيلة حائز الشرف المؤثل طارفاً وتليدا
ونهضت نهضة سيد غدرت به ضعة العبيد وأخلفته رعودا
ووثبت وثبة ضيغم قد غاظه شره الكلاب فهب يردي الصيئدا
حلقت في جو الإباء مشمراً عن ساعديك ومشرئبّاً جيدا
وسللت سيفك في وجوهٍ طالما تخذت لها طيش الهوي معبودا
وشرعت رمحك في صدور أضمرت لبني النبي ضغائناً وحقودا
قابلت أوجههم بوجه عابس وفللت جمعهم وكنت فريدا
تبت يدا فئة جفتك ونافقت في الدين واختارت عليك يزيدا
تنسي الدهور الذكريات فتنقضي وتزيلها مهما اقتضت تشييدا
وتخف وقع الفادحات إذا مضي زمن, وإن كان المصاب شديدا
لكن ذكرك يا ابن بنت محمد يبقي علي مر السنين بديدا
وبكل عام ينجلي متحليا للمجد ثوباً والفخار برودا
يا قدوة الأحرار قبرك مخبأ الأسرار لاذ به العفاة رقودا
هو مهبط البركات قد حفت به زمر الملائك ركّعاً وسجودا
يرنو إليك المصلحون ليقتنوا درس الفضيلة غيّباً وشهودا
يلقي به درس الإباء لمن له قلب وألقي السمع ثم شهيدا
يدعو هتافاً بالذين تحمّلوا ضيماً وأحنوا للمذلة جيدا
ضحو النفوس لتستعيدوا مجدكم واستبسلوا كي تدركوا المقصودا
ثوروا علي الظلم العتيد وقاوموا الطاغي العنيد لتبلغوا المنشودا
واسترخصوا الادراج في نيل المني لا تخشووا الارهاب والتهديدا
لا تخشووا الارهاب والتهديدا وليبق ذكرك يا شهيد مجيدا
يا سيد الأبرار قد هزّت شجاك الراسيات وشقت الجلمودا
يا بهجة المختار ضعضع قبلك الاسلام والأيمان والتوحيدا
ورفعت رأس الفخر ترنو للعلي حزت السعادة إذ مضيت حميدا
وتركت صوت الحق يدوي صارخا بيّضت وجهي اذ صرعت فقيدا
لك في محاني الطف صيحتك التي ملأت سماع العالمين نشيدا
أنا قدوة للمصلحين أقودهم نحو الفضيلة سائغاً وشهيدا
هذا دمي فلترو ظامية الظبي منه, ولي تعزي السيوف وريدا
هذي نسائي تستباح حريمها قسرا وتهدي للبغي يزيدا
عش خالدا فالبيض في صفحاتها كتبت لذكرك يا حسين خلودا
السيد مرتضى القزويني