لملائكة نزلت تنصر بالمهدي عندما ولدفلماذا الخوف و الغيبة ؟
الشبهة :

يدعي الشيعة ـ في قصصهم الكثيرة عن مهديهم الغائب ـ أنه لما ولد «نزلت عليه طيور من السماء تمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير! فلما قيل لأبيه ضحك وقال: تلك ملائكة السماء نزلت للتبرك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج»([1])! والسؤال: مادامت الملائكة أنصاره؛ فلماذا الخوف والدخول في السرداب؟!

* * * * *


الجواب:

نتكلم من جهتين :
الجهة الأولى نزول الملائكة أي هل يمكن نزول الملائكة عل حفيد رسول الله صى الله عليه وآله وسلم.
الجهة الثانية الخوف مع وجود الملائكة.
الجهة الأولى الكل يعرف أن الإمام المهدي هو حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو من ولد فاطمة وهذا عند الشيعة والسنة ولكن السنة بعضهم يقول لم يولد وبعضهم يقول ولد والشيعة أطبقوا على أنه ولد وعلم الإمام المهدي عليه السلام لدني حيث ان الله عز وجل هو المخبر له بوقت الخروج وان عيسى ابن مريم يكون مؤتمرا تحت أوامره فما المانع أن يؤيده الله عز وجل بالملائكة ؟

أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما بسندهما
(( عن أبي سعيد الخدري : أنّ أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ ثم جالت أخرى فقرأ ثم جالت أيضاً قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقلت : يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي ، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : إقرأ بن حضير قال فقرأت ثم جالت أيضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إقرأ بن حضير . قال فقرأت ثم جالت أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إقرأ بن حضير . قال : فانصرفت وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم))[2]

وأخرجـه النسـائي في السـنن الكـبرى و أبو القـاسم اللالكـائي الطبري في كرامات الأولياء وأبو نعيم الإصبهاني وأحمد بن حنبل وابن أبي عاصم في الآحـاد والمـثاني والطبـراني في المعجم الكبير ، والبيهقي في شعـب الإيمان .[3]
ويقول ابن تيمية :
وكرامات الصحابة والتابعين من بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جداً ، مثل ما كان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته ، وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين ... ([4])
ويقول ابن حجر الهيتمي :
وقد تنزلت الملائكة لاستماع قراءة أسيد بن حضير الكندي . ([5])
وأخرج الضياء المقـدسي في الأحـاديث المختارة بسنـده عن أبي سعيد :
((الخدري عن أسيد بن حضير وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن قال قرأت الليلة سورة البقرة وفرس له مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام فجالت جولة فقلت : ليس لي هم إلا ابني ، فسكنت ثم قرأت ، فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني ثم قرأت فجالت الفرس ، فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالتني فسكنت فلما أصبحت غدوت على رسول الله فأخبرته ، فقال اقرأ يا أبا يحيى . قلت : قـد قرأت يا رسـول الله فجالت الفـرس فقمـت وليس لي هـم إلا ابني قـال : قال : اقرأ يا أبا يحيى . قلت : قد قرأت يا رسول الله فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني فقال : إقرأ يا ابن حضير . قال : قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالتني فقال : ذلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم )). ([6])
وقال أبو بكر البيهقي في الاعتقاد ([7]) : وقد روينا نزول الملائكة للقرآن عند قراءة أسيد بن حضير ، وذلك أنه رأى مثل الظلة فيها أمثال المصابيح
فقال النبي : تلك الملائكة أتت لصوتك .
قال أبو بكر البيهقي في الاعتقاد :
وروينا تسليم الملائكة على عمران بن حصين ، وروينا عن جماعة من الصحابة أنّ كل واحد رأى جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي . ([8])
وقال أيضاً في دلائل النبوة :
باب ما جاء في رؤية عمران بن حصين الملائكة وتسليمهم عليه ، وذهابهم عنه حين اكتوى ، وعودهم إليه بعد ما تركه . ([9])
وأخرج مسلم في صحيحه بسنده عن حميد بن هلال عن مطرف قال :
قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به ، إنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جمع بين حجة وعمرة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد . ([10])
وقال البيهقي :
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، قال أخبرنا محمد بن أيوب ، قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي ، قال : حدثنا محمد بن واسع ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، قال : قال لي عمران بن حصين ذات يوم : إذا أصبحت فأغد علي ، فلما أصبحت غدوت عليه ، فقال لي ما غدا بك ؟ قلت : الميعاد . قال : أحدثك حديثين ، أما أحدهما فاكتمه عليّ ، وأما الآخر فلا أبالي أنْ تفشيه علي ، فأما الذي تكتم علي ، فإنّ الذي كان انقطع قد رجع ، يعني تسليم الملائكة ، والآخر : تمتعنا مع رسول الله قال فيها رجل برأيه ما شاء . ([11])
وقال النووي في شرح الحديث المتقدم عن مسلم في صحيحه :
ومعنى الحديث أن عمران بن الحصين رضى الله عنه كانت به بواسير فكان يصبر على المهمات ، وكانت الملائكة تسلم عليه فاكتوى فانقطع سلامهم عليه ، ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه ...الخ . ([12])
وقال أيضاً :
وفي صحيح مسلم عن عمران قال قد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت الكي فعاد يعني كانت الملائكة تسلم عليه ويراهم عيانا كما جاء مصرحا به في صحيح مسلم . ([13])
وقال ابن العماد الحنبلي أثناء حديثه عن عمران بن الحصين:
وكان يسمع تسليم الملائكة عليه حتى اكتوى بالنار فلم يسمعهم عاما ثم أكرمه الله برد ذلك . ([14])
وأخرج أبو داود في سننه بسنده عن مطرف ، عن عمران بن حصين قال:
نهى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم عن الكي فاكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن . قال أبو داود : وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه . ([15])
وتسليم الملائكة على عمران بن الحصين رواه عدد من الحفاظ بألفاظ متعددة منهم أبو نعيم الإصبهاني وابن عبد البر الأندلسي وابن سعد. ([16])
وقال القرطبي أثناء حديثه عن كرامات الصحابة :
ومن ذلك أن عباد بن بشير أو أسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فأضاء لهما رأس عصا أحدهما كالسراج ، وقد قدمنا مثل هذا ومن ذلك أن سلمان أو أبا الدرداء كانت بينهما قصعة فسبحت حتى سمعا تسبيحها ، وقد تظاهرت الأخبار بأن جماعة منهم رأوا الملائكة وكانت تسلم عليهم مثل عمران بن حصين و أسيد ابن حضير ، والأخبار في هذا كثيرة . ([17])
قال الحافظ جلال الدين السيوطي :
وأخرج ابن الجوزي في كتاب عيون الحكايات : بسنده عن أبي علي الضرير ، وهو أول من سكن طرسوس حين بناها أبو مسلم ، قال : إنّ ثلاثة إخوة من الشام كانوا يغزون ، وكانوا فرساناً شجعاناً ، فأسرهم الروم مرة ، فقال لهم الملك : إني أجعل فيكم الملك ، وأزوجكم بناتي ، وتدخلون في النصرانية ، فأبوا ، وقالوا : يا محمداه ، فأمر الملك بثلاثة قدور ، فصب فيها الزيت ، ثم أوقد تحتها ثلاثة أيام ، يُعرضون في كل يوم على تلك القدور ، ويدعون إلى دين النصرانية فيأبون ، فألقي الأكبر في القدر ، ثم الثاني ، ثم أدني الأصغر ، فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر ، فقام إليه علج فقال : أيها الملك ، أنا أفتنه عن دينه . قال : بماذا ؟ قال : قد علمت أنّ العرب أسـرع شيء إلى النساء ، وليس في الروم أجمل من ابنتي ، فادفعه إليّ حتى أخليه معها ، فإنها ستفتنه ، فضرب له أجلاً أربعين يوماً ، ودفعته إليه ، فجاء به فأدخله مع ابنته ، وأخبرها بالأمر ، فقالت : دعه فقد كفيتك أمره ، فأقام معها ، نهاره صائم ، وليله قائم حتى مرّ أكثر الأجل ، فقال العلج لابنته : ما صنعت ؟ قالت : هذا رجل فقد أخويه في هذه البلدة ، فأخاف أنْ يكون امتناعه من أجلهما كلما رأى آثارهما ، ولكن استزد الملك في الأجل ، وانقلني وإياه إلى بلد غير هذا ، فزاده أياماً ، فأخرجهما إلى قرية أخرى ، فمكث على ذلك أياماً ، صائم النهار ، قائم الليل ، حتى إذا بقي من الأجل أيام ، قالت له الجارية : يا هذا ، إني أراك تقدس رباً عظيماً ، وإني قد دخلت معك في دينك ، وتركت دين آبائي ، قال لها : فكيف الحيلة في الهرب ؟ قالت : أنا أحتال لك ، وجاءته بدابة فركبها ، فكانا يسيران بالليل ، ويكمنان بالنهار ، فبينما هما يسيران ليلة إذْ سمعا وقع خيل ، فإذا هو بأخويه ومعهما ملائكة رسل إليه ، فسلم عليهما وسألهما عن حالهما ، فقالا : ما كانت إلا الغطسة التي رأيت حتى خرجنا في الفردوس ، وإنّ الله أرسلنا إليك لنشهد تزويجك بهذه الفتاة ، فزوّجوه ورجعوا ، وخرج إلى بلاد الشام ، فأقام معها ، وكانا مشهورين بذلك ، معروفين بالشام في الزمن الأول ...الخ . ([18])
يقول ابن تيمية :

ومن هؤلاء من يأتيهالشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون في ذلك الموضع ومنهم من يطير بهمالجني إلى مكة أو بيت المقدس أو غيرهما ومنهم من يحمله عشية عرفة ثم يعيده من ليلتهفلا يحج حجا شرعيا بل يذهب بثيابه ولا يحرم إذا حاذى الميقات ولا يلبي ولا يقفبمزدلفة ولا يطوف بالبيت ولا يسعى بين الصفا والمروة ولا يرمى الجمار بل يقف بعرفةبثيابه ثم يرجع من ليلته ، وهذا ليس بحج ، ولهذا رأى بعض هؤلاء الملائكة تكتبالحجاج فقال : ألا تكتبونى ؟ فقالوا : لست من الحجاج يعنى حجا شرعيا . ([19])
قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب منعاش بعد الموت : حدثني زكريا بن يحيى ، حدثنا كثير بن يحيى بن كثير ،قال حدثنا شيخمن العمي يقال له معمر العمي قال :
إنّا لعند مريضلنا وهذا سنة ست وستين يقال له عباد نرى أنه قد مات ، فبعضنا يقول مات ، وبعضنايقول عرج بروحه إذ قال بيده هكذا يامه وفرج بيده ، فأين أبي فقدتكما جميعاً ، ثمفتح عينيه ، قال : فقلنا : كنا نرى أنك قد مت ، قال : فإني رأيت الملائكة تطوف منفوق رؤوس الناس بالبيت ، فقال ملك منهم : اللهم اغفر لعبادك الشعث الغبر الذينجاءوا من كل فج عميق ، قال : فأجابه ملك آخر بأن قد غفر لهم ، فقال ملك من الملائكة : يا أهل مكة لولا ما يأتيكم من الناس لأضرمت ما بين الجبلين نارا ، ثم قال أجلسونيفأجلسوه فقال : يا غلام اذهب فجئهم بفاكهة ، فقلنا : لا حاجة لنا بالفاكهـة . قـال : وقال بعضنا لبعض لئن كان رأى الملائكة كما يقـول لا
يعيش ، قال : فاحضرت أظافيره مكانه ، قال : ثم أضجعناه فمات . ([20])
قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتابالهواتف :
حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي ، أخبرنيفهير بن زياد الأسدي ، عن موسى بن وردان ، عن الكلبي -وليس بصاحب التفسير - ، عنالحسن ، عن أنس بن مالك قال : كان رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه (وآله) وسلممن الأنصار يكنى أبا معلق ، وكان تاجراً يتجر بماله ولغيره يضرب به في الآفاق ،وكان يزن بسدد وورع ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح ، فقال له : ضع ما معك فإنيقاتلك . قال : ما تريد إلى دمي ، شأنك بالمال فقال : أما المال فلي ، ولست أريد إلادمك ، قال : أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات . قال : صل ما بدا لك . قال : فتوضأ ، ثم صلى أربع ركعات ، فكان من دعائه في أخر سجدة أن قال : يا ودود ، يا ذاالعرش المجيد ، يا فعال لما يريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام ،وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أنْ تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني يا مغيث - ثلاثمرات – قال : دعا بها ثلاث مرات ، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذنيفرسه ، فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه فقال : قم . قال : من أنت ؟ بأبي أنت وأمي ، فقد أغاثني الله بك اليوم . قال : أنا ملك من أهل السماءالرابعة ، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثانيفسمعت لأهل السماء ضجة ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي : دعاء مكروب فسألت اللهتعالى أن يوليني قتله .
قال أنس رضي الله عنه : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غيرمكروب . ([21])
أقول : وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضاًفي كتاب مجابوا الدعوة ، وأخرجه أيضاً ابن الأثير في أسد الغابة . ([22])
وقال اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء :
أخبرنا علي بن عبد الله ، قال أنبأنا الحسين بنصفوان ، قال حدثنا عبد الله بن محمد ، قال حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي ، قالأخبرني فهير بن زياد الأسدي ، عن موسى بن وردان ، عن الكلبي- وليس بصاحب التفسير - ، عن الحسن ، عن أنس ، قال : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصاريكني أبا معلق ، وكان يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكا ورعاً ،فخرج مرة فلقيه لص مقنع بالسلاح ، فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك ، قال : ما تريدإلا دمي ؟! شأنك بالمال . قال : أما المال فلي ، فلست أريد إلا دمك . قال : أما إذاأبيت فذرني أصلي أربع ركعات . قال : صل ما بدا لك ، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات، وكانمن دعائه في آخر سجدة أنه قال : يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد أسألكبعزك الذي لا يرام والملك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شرهذا اللص ، يا مغيث أغثني -ثلاث مرات- قال : دعا بها - ثلاث مرات - ، فإذا هو بفارسقد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه ، فلما أبصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله، ثم أقبل إليه فقال : قم . قال : من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله تعالى بكاليوم ، قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة ، دعوت الله بدعائك الأول فسمعتلأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجيجاً ، ثم دعوتبدعائك الثالث فقيل دعاء مكروب ، فسألت الله عز وجل أن يوليني قتله .
قال أنس : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعابهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أم غير مكروب .[23]
ذكر ابن الجوزي في منـاقب أحمـد بن حنبل بالإسنـاد عـن أبي حفص القاضي ، قال :
قدم على أبي عبد الله أحمد بن حنبل رجلٌ من بحرالهند فقال : إني رجلٌ من بحر الهند خرجت أريد الصين ، فأصيب مركبنا ، فأتانيراكبان على موجة من أمواج البحر ، فقال لي أحدهما : أتحب أنْ يخلصك الله على أنْتقرئ أحمد بن حنبل منا السلام ؟ قلت : ومن أحمد ؟ ومن أنتما يرحمكما الله ؟ قال : أنا إلياس ، وهذا الملك الموكل بجزائر البحر ، وأحمد بن حنبل بالعراق ، قلت : نعم ،فنفضني البحر نفضة فإذا أنا بساحل الأبلة ، فقد جئتك أبلغك السلام .[24]
هذه نقولات أهل السنة في نزول الملائكة علىكثير من الناس من أولى هؤلاء أم الإمام المهدي عليه السلام؟
وهؤلاء يشنعون علينا عندما نقول ان الملائكة تنزلعلى الإمام المهدي لماذا لا يشنعون على البخاري ومسلم الذي يمثل عقيدتهم؟
الجهة الثانية : ان الله عز وجل وان أيد الإمامالمهدي بملائكة ولكن الله عز وجل شاءت مقاديره أن تسير وفق الأسباب والمسببات ولذلكرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مؤيدا من السماء ومحاطا بالملائكة وعندماأراد أن يقتله الكفار هرب إلى الغار حتى لا يقتل هل نقول كما يقول كيف تنزل عليهالملائكة وهرب إلى الغار وهذا إشكال يطرجه النصارى علىالمسلمين.
يحيى عليه السلام كان محاطا بالملائكةوأمره الله أن يدخل الشجرة فدخل وبعد ذلك قُتل, هل نقول كما يقول الكاتب أينالملائكة.
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محاطبالملائكة ومع ذلك كاد أن يقتل في أحد وكسروا رباعيته وبيضته, هل نقول كما يقولالكاتب أين الملائكة لم تحمي رسول الله.
فنقولللكاتب ان الله عز وجل هو الحكيم المطلق وشاءت حكمته ان يغيبه عن الناس مع وجودالملائكة وهذا لا يخالف الشريعة الالهية وكذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمشاءت حكمة الله عز وجل ان يغيبه في الغار بالرغم من وجود ملائكة محفوفةفيه.


--------------------------------------------------------------------------------
([1]) روضة الواعظين، (ص 260).
([2]) صحيحمسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج1 ص 584 ح 796 ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت ، صحيح البخاري ج4 ص 1916 ط. دار ابن كثير – دار اليمامة / بيروت سنة 1407 هـ 1987م .
([3]) السنن الكبرى للنسائي ج5 ص 13 ح 8016وص 27 ح 8074 ط. دار الكتب العلمية / بيروت 1411هـ - 1991م ، كرامات الأولياء ص 105، 106 ح 25 ط. دار طيبة / الرياض سنة 1415هـ - 1994م المسند المستخرج على صحيحالإمام مسلم ج2 ص 386 ، 387 ح 1809 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1417هـ- 1996م، مسند أحمد بن حنبل ج3 ص 81 ط.1 ، الآحاد والمثاني ج3 ص 468 ح 1928 ، المعجمالكبير ج1 ص 176 ح 561 وح562 ، جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي ص 346 ط.دارالمعرفة / بيروت سنة 1408هـ ، شعب الإيمان ج2 ص 549 ط. دار الكتب العلمية / بيروتسنة 1410هـ .
([4]) مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 276 .
([5]) الفتاوى الحديثية ص 108 .
([6]) الأحاديث المختارة ج4 ص 267 ح 1464 ط. مكتبةالنهضة الحديثة / مكة المكرمة سنة 1410هـ .
([7]) الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للبيهقي ص 201 ط. عالم الكتب / بيروت ط2 سنة 1405هـ ، 1985م .
([8]) الاعتقاد والهداية إلى سبيلالرشاد للبيهقي ص 201 .
([9]) دلائل النبوة للبيهقيج7 ص 79 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1405هـ - 1985م .
([10]) صحيح مسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج2 ص 899 ح 1226.
([11]) دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص 79.
([12]) شرح النووي على صحيح مسلم ج8 ص 206.
([13]) تهذيب الأسماء واللغات للنووي ج2 ص 351ط. دار الفكر / بيروت سنة 1996م.
([14]) شذرات الذهبج1 ص 58 وفيات عام (52 هـ ) ط. دار الكتب العلمية بيروت.
([15]) سنن أبي داود ج4 ص 5 ط. دار الفكر / بيروت.
([16]) المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم ج3 ص 326 ح 2849 ط. دار الكتبالعلمية / بيروت سنة 1996م ، الطبقات الكبرى ج4 ص 289 ط. دار صادر / بيروت .
([17]) الإعلام بما في دين النصارى من الفسادوالأوهام للقرطبي ص 383.
([18]) شرح الصدور بشرح حالالموتى والقبور للسيوطي ص 212 ، 213 ط. دار المعرفة / بيروت – دار المؤيد / الرياضسنة 1417 هـ - 1996م .
([19]) مجموع فتاوى ابن تيميةج11 ص 286 .
([20]) من عاش بعد الموت ص 34 ، 35 ط. مؤسسة الكتب الثقافية / بيروت سنة 1413هـ.
([21]) الهواتف لابن أبي الدنيا ص 24 ح14 ط. مؤسسة الكتب الثقافية / بيروت 1413هـ .
([22]) مجابوا الدعوة ص 64 ح23 ، أسد الغابة ج1 ص 1248 ، وراجع أيضاً : ألإصابة في تمييز الصحابة ج7 ص 379 رقم 10551 ط. دار الجيل / بيروت سنة 1412هـ ، الجواب الكافي لابن قيم الجوزية ص 7 ط. دار الكتب العلمية / بيروت .
([23]) كرامات الأولياء ص 154 رقم 111 .
[24] مناقب أحمد بن حنبل لابن الجوزي ص 190 ، 191باب 15
منقول