كيف يحميك الليمون من "أسنان السبانخ"؟!


هل لاحظت وجود طبقة حبيبية أو رملية تغطي أسنانك عقب تناول السبانخ؟ هذه الظاهرة حسب تقرير علمي منشور بالموقع الأميركي "livescience" تسمى "أسنان السبانخ"، وتحدث نتيجة احتواء الأوراق الخضراء لهذا النبات على كميات ضخمة من حمض الأوكساليك.

وأشار التقرير إلى أن حمض الأوكساليك يوجد بشكل طبيعي في الكثير من النباتات، لكن هناك فصيلة محددة من السبانخ تعرف باسم سبيناسيا أوليراسيا Spinacia oleracea تحتوي على كميات أعلى منه مقارنة بالأنواع الأخرى، حسبما يؤكد جيم كوريل، أستاذ أمراض علم النبات بجامعة أركنساس الأميركية، موضحاً أن السبانخ تستخدم هذا الحمض لتدافع عن نفسها ضد أعدائها، مثل الحشرات التي تحاول أن تأكلها.

وتابع أن السبانخ تحتوي على تركيزات عالية من المواد الأخرى، مثل البيتاكاروتين (النسخة الأولية من فيتامين أ)، واللوتين وحمض الفوليك والحديد والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم، والعنصر الأخير الذي يساهم أيضاً في حدوث الظاهرة المعروفة باسم "أسنان السبانخ".

وأوضح أستاذ أمراض علم النبات "عندما تمضغ السبانخ، يرتبط حمض الأوكساليك بالكالسيوم، ويحدث تفاعل بين هاتين المادتين يؤدي في النهاية لتكوين أوكسالات الكالسيوم، ومن ثم تتشكل في صورة بلورات أو كريستالات لا تذوب جيداً في الماء، وتطفو هذه الحبيبات على سطح فمك الداخلي، وهو ما يجعلك تحس بشعور وملمس غير تقليدي، وهو ما يفسر تلك الظاهرة الغريبة المعروفة باسم "أسنان السبانخ".

وأردف جيم كوريل "لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قد ينتهي المطاف أيضاً بترسب أوكسالات الكالسيوم داخل الكلى لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بالحصوات، نظراً لأن هذه البلورات لا تذوب تقريباً في الماء.

وأكد كوريل أن السبانخ ليست هي الغذاء الوحيد الذي يحتوي على تركيزات عالية من حمض الأوكساليك، بل هناك أيضاً البنجر ونبات الراوند والفراولة والمكسرات والشيكولاتة والشاي ونخالة القمح والبقوليات الجافة بصفة عامة (باستثناء الفاصوليا الخضراء)، وتساهم هذه الأكلات في تعزيز مستويات الأوكسالات بالبول، وترفع خطر الإصابة بحصوات الكلى. وهو ما ذكره كوريل وزملاؤه في البحث الذي نُشر في الدورية العلمية Euphytica عن تربية النباتات في يوليو/تموز 2016.



كشف أستاذ أمراض علم النبات أن الاعتماد على فصيلة جديدة من السبانخ قد يساهم في تغيير كل شيء، موضحاً أن هناك مئات الأنواع من هذا النبات، بعضها يحتوي على ضعف كمية حمض الأوكساليك مقارنة بالأنواع الأخرى والبعض الآخر يحتوي على تركيزات ضئيلة، موضحاً أنه يحاول جاهداً مع بعض زملائه تهيئة الظروف لزراعة أنواع معينة من السبانخ تحتوي على تركيزات قليلة من حمض الأوكساليك، وبالتالي يستطيع أن يستمتع بها الجميع دون مشاكل.

ولفت كوريل أنهم قد يلجأون لتطبيقات علم الجينات كي يتعرفوا على أفضل أنواع السبانخ التي يمكن زراعتها وتكاثرها، إذ إن قياس مستويات حمض الأوكساليك داخل كل فصيلة من السبانخ سيستغرق وقتاً طويلاً.

ومن العوامل الأخرى التي يضعها العلماء في اعتبارهم أثناء اختبار فصائل السبانخ المتعددة: المذاق، وهل يمتلك النبات الجديد القدرة على حماية نفسه من الحشرات، وأما في حالة مهاجمة الحشرات للسبانخ وعدم القدرة على مكافحة ذلك، فإن المزارعين سيلجأون في هذه الحالة للتقنيات الزراعية المعروفة من أجل السيطرة على الآفات التي تهاجم النباتات.

وأضاف التقرير أن عاشقي السبانخ يمكنهم الاستمتاع بطعامهم المفضل دون إزعاج أو مشاكل صحية عن طريق غلي السبانخ أو طهيها على البخار للتخلص من أوكسالات الكالسيوم، أو قد يلجأون لعصر بعض ثمرات الليمون على السبانخ الطازجة، إذ يساهم فيتامين ج (سي) الموجود في عصير الليمون في إذابة حمض الأوكساليك، كما يمكن تناول عصير الليمون أثناء أكل السبانخ حيث يتمتع بقدرة على تقليل هذا الغشاء الذي يتكون على أسنانك.

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Live Science. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.