حين_يصبح_الحبّ_جريمة
ليتني لم أكبر لأرى العقوبات اللّاإنسانيّة التّي تُرتكب بحقّ الحبّ! ليتني لم أكبر لأرى الكمّ الهائل لـ"تقديس" الكراهيّة و ثقافة الموت! عزيزي الإنسان، ألا تعلم أنّك حينما تعشق محبوبك و تدافع عنه و تهتمّ به فأنت بنظر المجتمع الكارثة العظمى بأتمّ معنى الكلمة؟ ألا تعلم أنّك حينما تكون طيّب القلب تعرف معاني الإنسانيّة و تطبّقها بحذافيرها فأنت "شاذ" بنظرهم؟
كيف لا و أنت قد خرجت عن هذا القطيع! و أنت تمرّدت على كلّ السّلوكيّات السّائدة! مجتمع يعظّم أناه و يتفاخر بها و إن كانت غارقة في بحار الأخطاء، مجتمع يحبّ البشاعة و يحطّم كلّ معالم الجمال، مجتمع يفضّل العيش على هامش الأوهام و يهمل الحقيقة! ماذا تنتظر من هكذا مجتمع يغفر لك أخطاءك إذا سرقت أو نهبت أو تعدّيت على شخص أو قتلته، و يسلّط عليك أقسى و أشدّ العقوبات باسم "الشّرف" و "الدّين" إذا أحببت أحدهم بصدق و مارست معه طقوس الحبّ؟ أرجوكم لا تحدّثوني باسم الدّين للدّفاع عن وهم صنعتموهم أنتم و أسميتموه الشّرف! ترفضون كلّ أنواع الحبّ الطّاهر و العفيف الّذي لم يُدنّس بشرفكم هذا لكنّكم ترحّبون و تهلّلون بكلّ من يريد نشر ثقافة القتل قصد تدمير الإنسانيّة.
صديقي الإنسان! حين يصبح الحبّ جريمة، ارفض "شرفهم" و كّن "عاهرا" و رأسك مرفوع! كن فخورا بإنسانيّتك الّتي حافظت عليها!