يا كربلاء تحدثي
دمعي جرى من مقتلي مثورا
لما تذكر خافقي عاشورا
ومضى الجوى في مهجتي متوغلاً
ولقد غدا وسط الحشا محفورا
أنا من يوالي آل بيت المصطفى
ولحزنهم يجري الدموع بحورا
هذا مصاب محمد في سبطه
جعل النهار من الجوى ديجورا
فالكون أظلم أرضه وسماؤه
إلا ابن هند قد بدا مسرورا
متبجحاً بالانتقام لجده
وبكفره متفوهاً مغرورا
ولقد قتلنا القوم من ساداتهم
قال ابن هند شعره المشهورا
ظنوا بأن قتل الحسين يزيدهم
إن ابن آوى لن يكون هصورا
لكنما قتل الحسين يزيدهم
ذكر ابن هند قد غدا مبتورا
أما الحسين السبط قد ملأ الدنى
فخراً وذكراً خالداً معمورا
يا كربلاء تحدثي عن مشهد
جعل الموالي باكياً مسرورا
لما يرى زوار سبط محمد
تترى ويغدو سعيهم مشكورا
ويرى النواصب حائرين بغيضهم
وفؤاد كل منهم مكسورا
أحسين يا سبط النبي محمد
يا سيداً ملأ البسيطة نورا
ذكراك يا نجل البتول وحيدر
أدمت قلوب المؤمنين دهورا
ولكم بكاك الوحش في فلواته
والطير صار لما جرى مذعورا
والأرض ناحت والسموات العلى
غضبي تجود بدمعها مسجورا
بكى الوجود على الحسين بأسره
يوم الطفوف ولم يزل مقهورا
ويكاد يقطر بالأسى لمصيبة
أنى لها بين الخطوب نظيرا
عجبي لقوم حاربوا أهل الكسا
وبرأس سيدهم أتوا مبتورا
من بعد ما قتله آل امية
ظلماً لترضى فاسقاً مخمورا
منعته من ماء الفرات وسددت
سهما بقلب محمد مجذورا
كشفت عن الحقد الدفين لأحمد
مذ كشرت أنيابها عاشورا
حب النبي وآله دين لنا
منهم وفيهم قد عرفنا النورا
أو بعد هذا نستبيح دماءهم
ونبيد في أرض الطفوف بدورا
ونقول إن أهل سنة أحمد
ظلماً من القول الكذوب وزورا
ترك النبي لنا عصارة جهده
عند الوصي لنأمن المحذورا
ومن الوصي إلى الزكي وصنوه
من ذكره ملأ الوجود حضورا
إني لأذكره بيوم مصابه
فتجود عيني بالدموع بحورا
يا ليتني كنت الفداء لنعله
فأكن أمام أبي تراب فخورا