زهير ابن قين ( رضي الله عنه )
اسمه ونسبه
وهو زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي.قد ذكر أهل السير أن زهيراً كان رجلاً شريفاً في قومه، نازلاً فيهم بالكوفة، شجاعاً، له في المغازي مواقف مشهورة.
استشهد في كربلاء
في ليله العاشر من محرم
لمّا خطب الإمام الحسين فب أصحابه وأهل بيته ليلة العاشر من المحرّم، وأذن لهم في الانصراف حتى ينجو من القتل، أجابه أصحابه بما أجابوه، وكان ممّن أجابه زهير رافضا ترك الحسين فقال: «والله لوددت أنّي قُتلت ثمّ نُشرت ثمّ قُتلت حتّى أُقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك»[1][2][3]
يوم عاشوراء
وقف مقاتلا إلى جانب الحسين وخطب بجيش عمر بن سعد قائلا:
"يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب الله نذار، إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن أخوة، وعلى دين واحد، وملّة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أُمّة وأنتم أُمّة، إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرّية نبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله) لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد"
فلم يستجيبوا له,,وقال له شمربن الجوشن : إنّ الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.
فرد عليه زهير: أفبالموت تخوّفني؟ فوالله، للموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم[4]
خروجه للمعركة واستشهاده
حمل على جيش عمر بن سعد، وهو يرتجز ويقول:
«أنا زهير وأنا ابن القين ** أذودكم بالسيف عن حسين
إنّ حسيناً أحد السبطين ** من عترة البرّ التقيّ الزين
ذاك رسول الله غير المين ** أضربكم ولا أرى من شين
يا ليت نفسي قُسمت قسمين
وقال محمّد بن أبي طالب: فقاتل حتّى قتل مائة وعشرين رجلاً[5]ثمّ رجع فوقف أمام الحسين وقال له:
فدتك نفسي هادياً مهديّا ** أليوم ألقى جدّك النبيّا
وحسناً والمرتضى عليّا ** وذا الجناحين الشهيد الحيّا
فكأنّه ودّعه وعاد يقاتل، فشدّ عليه كثير بن عبد الله الشعبي، ومهاجر بن أوس التميمي فقتلاه، ولمّا صرع وقف عليه الحسين(عليه السلام) فقال: لا يُبعدنّك الله يا زهير، ولعن الله قاتلك لعن الذين مسخوا قردةً وخنازير[6]
قال العلماء فيه
قال محسن الأمين:"كان زهير أوّلاً عثمانياً ـ أي أنّه يميل إلى عثمان بن عفّان ويدافع عن مظلوميته ـ وكان قد حجّ في السنة التي خرج فيها الحسين إلى العراق، فلمّا رجع من الحجّ جمعه الطريق مع الحسين، فأرسل إليه الحسين وكلّمه، فانتقل علوياً وفاز بالشهادة"[7]
قال محمّد السماوي:"كان زهير رجلاً شريفاً في قومه، نازلاً فيهم بالكوفة، شجاعاً، له في المغازي مواقف مشهورة، ومواطن مشهودة"[8].
المراجع
1. ^ الإرشاد للشيخ المفيد ج2\92
2. ^ تاريخ الطبري 4 / 318
3. ^ مقتل الحسين ـ محسن الأمين / 106
4. ^ مقتل الحسين لأبي مخنف: 119
5. ^ بحار الأنوار للمجلسي 45/25
6. ^ أعيان الشيعة لمحسن الامين العاملي 7/72
7. ^ أعيان الشيعة 7/71
8. ^ أبصار العين في أنصار الحسين للشيخ محمد طاهر السماوي: 161