بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ..كل يوم يواجه المؤمن بعقائده ومبادئه يواجه تحديا ونزالا ...كل يوم تضع فوضى الفساد والمفسدين والظلم والظالمين والانحراف والمنحرفين المؤمن أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن يرضخ لهوى النفس والشيطان فيكون من أتباع يزيد مفارقا مبادئه وعقائده ليكون كلانعام بل هو أضل سبيلا،وأما أن يختار مواجهة الانحراف والفساد والظلم فيلتحق بالحسين صلوات الله عليه فيكون من أتباعه وأنصاره ..هي أيام عاشوراء وارض وكربلاء.
حمل الحسين صلوات الله عليه قبل وفي واقعة الطف شعار الإصلاح وسعى سلام الله عليه بكل ما أوتي من قوة وصبر وتضحية وعزم وإصرار على تحقيقه واستمراره،أن عاشوراء تأسيس لمنهج الإصلاح الواقعي داخل كيان الأمة الإسلامية ولذلك كان لزاما أن يبحث المصلحون في خفايا تلك الحقبة التاريخية التي وقع فيها ابن رسول الله وإخوته وعياله وأصحابه ضحايا لقوم أو بالأحرى لأمة تدعي الإسلام ظاهرا وتقتله باطنا ...أن لولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ إلى يوم القيامة ....قدم الحسين كل تلك التضحيات من اجل أن يبقى شعار الإصلاح نابضا بالحياة مستمرا بالعطاء ..فكل الوقائع تؤكد وتدل أن الحسين قد أسس في واقعة الطف منظومة جهادية وفكرية لا يمكن أن تأتي بثمارهما في الزمن القريب بقدر ما استهدف صلوات الله عليه تقديم المنهج الذي يجب أن يستمر عليه المصلحون في مسيرتهم الإصلاحية،فبقاء ثورة الحسين بزخمها وبريقها وزهوها وتجددها من مسؤولية أتباع الحسين .أولك السائرون على نهجه المهيع ..على الذين يحملون شعار الإصلاح قلبا وقالبا ..
الثورة الحسينية لا تتوقف على شعائر تقام ومواكب تسير وعزاء يندب فيه الحسين فحسب. إنما تتوقف على من يكمل ما بدأه الحسين يوم العاشر من المحرم . بداية حركة الإصلاح داخل الآمة الإسلامية ..
بعد ستة عقود عن ولادة الإسلام وبعد أن أخذت الدولة الإسلامية بالاتساع في شرق الأرض وغربها. رفع الحسين صلوات الله عليه شعار أصلاح الآمة داخليا. لكن اغلب فئات الأمة الإسلامية تخلت عن هذا الشعار وتمخض عن هذا التخلي نتائج لا يحسد عليها المسلمون في طول تاريخهم المرير ..آمه يائسة خاوية حكمت من الطغاة والمستبدون والمنحرفون والفاسقون والى هذا اليوم تحكم بقوة هؤلاء ..
انظروا إلى ما وصلت أليه الأمة الإسلامية من تخلف وانهيار وتخاذل وفقدان إرادة وانحراف ..؟؟انظروا إلى ما عانت وتعاني من هوان وذله وضياع وشتات وتمزيق ؟انظروا كم كان الحسين صلوات الله عليه عظيما حين شخص داء الآمة ودوائها ؟؟
أكثر من ثمانية قرون والمسلمون يحكمون اسبانيا لكنهم بعد كل هذه القرون الطويلة فروا،هربوا لم يجدوا حتى كهف في جبال غرناطة يمارسون فيه طقوسهم العبا دية!! ..لم تستطع كل تلك القرون الطويلة أن تغير بلد بحجم أسبابنا لان خلفاء المسلمون فيها كانوا فاسدون عابثون كانوا لا يهتمون بشيء أكثر من اهتمامهم بالتسلط على رقاب الناس والسلطة والملك ..انشغلوا بالتنعم واللهو والليالي الحمراء والفجور والفحش..
لقد رفع الأمام الحسين صلوات الله عليه شعار الإصلاح في يوم العاشر من المحرم على آمل أن يأتي المخلصون من إتباعه ليرفعوا هذا الشعار المقدس ويقاتلوا من اجله .. ولان نجاح الثورة الحسينية يعتمد كل الاعتماد على أتباع الحسين الصادقون المخلصون. فهم الأمناء على تحقيقه داخل الآمة ..
فهؤلاء الأتباع الصادقون يعلمون أن الإصلاح يجب أن يبتدئ ويتحقق داخل كيان الآمة الإسلامية قبل أي مكان آخر ولذلك ستبقى الثورة الحسينية خالدة ما بقي الإتباع المخلصون الصادقون..فلا قيمة لثورة لا تجد من يحمل لوائها وشعارها وأهدافها ومبادئها وقيمها وأخلاقها ..والسلام على الحسين وعلى أتباع الحسين
منقول