بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
..من الخطير ان يرتكب الانسان الفواحش والمنكرات ، والاخطر ان يصر عليها ولا يحدث نفسه بالاقلاع عنها..
ولكن الأكثر خطورة من هذين الامرين على الإطلاق ان يرى بان ارتكاب هذه الاعمال ليست من القبح ..
بل هي أمور محمودة لا ينبغي للإنسان ان يستحي من ممارستها والاصرار عليها ..
والوصول الى هذه المرحلة السلوكية يكون في العادة تدريجيا ضمن المجتمعات المحافضة..
بسبب تخطيط وتنفيذ من قبل جهات مناهضه للالتزام الديني ، تحاول زرع الفساد في جسم المجتمع..
لكي تصل به الى مرحلة تجعله يتقبل ظاهرة الفسوق ولا يستقبحها .
وهنا يأتي دور النهضة الحسينيه كصمام امان في المجتمع الاسلامي يحفظ افراده
من الضياع في مجاهل القبح والغرق في وحل الفساد ، فمن الامًور المنظورة على
ارض الواقع ، انه بمجرد حلول ذكرى حلول هذه النهضه المقدسة يقرر الكثيرممن
يجرؤونعلى ارتكاب المنكر بالاقلاع عنه ولو في العلانية فقط ، فيمتنعون مثلا عن
سماع الغناء المحرم ويستمعون بدل ذلك الى المراثي الخاصة بفاجعة عاشوراء ويقلع
العديد عن مشاهدة برامج التلفاز السيئة ويكتفون بمشاهدة البرامج الخاصة باحياء ذكرى
ألطف الاليمة ويمتنع العديد من الحضور في مجالس اللهو والمجونويقضون أوقاتهم
متنقلين بين مجالس الوعظ والإرشاد ومواكب العزاء على المصاب .. وهذه الظاهرة
التعبيرية في السلوك وان _ كانت موقتة بالنسبة للكثير _ فيها فائدة عظيمة قد لايحس
بها الا من يدرس ويتأمل جيدا في هذه الظاهرة ،، فالابن حينما يرى رب الاسرة قد
امتنععن ممارسة المآثم احتراما لذكرى فاجعة ألطف يترسخ في ذهنه _ من حيث لا يشعر _
_ ان هذه الذنوب من قبائح الأفعال ومن غير الممكن ان تتلاءم مع الفطرة الصافية وهذا
المقداركاف لان تبقى المعاصي والآثام مذمومة في نظر الأجيال بحيث لا يمكن ان يتوقع
يوما _ ولو في المستقبل البعيد _ ان ينشأ في المجتمع جيل يرى ان هذه المعاصي ليست
من القبيح وان من حق كل انسان ان يمارسها ولا يخجل من التجاهر بها .
وَمِمَّا يشهد على حقيقة ماتقدم ان عددا من المجتمعات الاسلامية التي لاتتفاعل مع ذكرى
فاجعة ألطف قد مُنيت بمثل هذا اللون من الانحرافات السلوكية فترى انواعا منالفحشاء
والمنكر أمورا مشروعة لا يخجلون من فعلها .. بل والتفاخر بها ... وهذا التأثير الذي
فرضه الامام الحسين ..عليه السلام.. على المجتمعات التي تحيي ذكراه الشريفة لم تتمكن
اي مناسبة من المناسبات _دينية كانت ام غيرها_ من ان تحدث تأثيرا شبيها به حتى بحلول
شهر رمضان الفضيل الذي يزداد الكثير فيه جفاءا وعصيانا فنشاهد اليوم ان العديد من الناس
يمتنعون عن الصوم دون عذر ويتجاهرون بالإفطار دون حياء وحتى على مستوى الاعلام
يزداد عدد البرامج اللهويه والخليعة ويزداد الجمهور المتابع لها بحجة حلول شهرالرحمة
والغفران .. وشهر التجاوز عن المسيئين .
ان حلول ذكرى مصاب تلك الثلة الطاهرة الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل الله تعالى لا يترك
_لمن يعتقد بقدسية الفاجعة_ عذرا يبرر ارتكاب مايخالف نهج الحسين ..عليه السلام.. وانصاره..
رضوان الله عليهم.. اذ انه لا يجد المرء حجة في ذلك الا ان يدعي انه يفرح بذكرىمصاب الحسين
..عليه السلام.. ويرضى بما فعله أعداءه به وباصحابه يوم العاشر من المحرم .
ان هذا التأثير المهم الذي نشاهده في المجتمعات التي تتفاعل مع ذكرى عاشوراء يعد وجها من وجوه
تلك الحقيقة الخالدة حقيقة احياء الامام الحسين ..عليه السلام.. للدين الاسلامي والمحافظه على قيمه
ومبادئہ الأصيلة مصونة من التحريف .ز
ولله در القائل :
ان الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء .
دمتــــــــــــم بخيــــــــــــر