النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

الممسوخات بحث شامل مختصر

الزوار من محركات البحث: 311 المشاهدات : 1606 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2012
    الدولة: بابل _الحلة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,707 المواضيع: 284
    التقييم: 329
    مزاجي: ضايج
    المهنة: Mathematics teacher
    آخر نشاط: 9/September/2013
    مقالات المدونة: 1

    الممسوخات بحث شامل مختصر

    ما

    ماهي حقيقة المسخ :
    المَسْخُ في اللغة هو تحويل خَلقٍ عن صورته الأصلية إلى صورة قبيحة ، أو تحويل صورته القبيحة إِلى صورة أَقبح منها ، أو تحويل خَلْق إِلى صورة أُخرى ، أو تشويه صورته ، ( أنظر كتاب‏ العين : 4 / 206 ، و لسان العرب : 3 / 55 ) .
    فالمسخ ليس خلقاً جديداً ، و إنما هو تقبيح لصورة الموجودِ المخلوقِ من قبل ، و هذا ما تُصرِّح به الآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث الشريفة ، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } ، ( سورة البقرة : 65 ) .
    و في الحديث : ... إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَسَخَ سَبْعَمِائَةِ أُمَّةٍ عَصَوُا الْأَوْصِيَاءَ بَعْدَ الرُّسُلِ ... ، ( الكافي : 6 / 243 ) .
    و في حديث آخر : ... فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَسَخَ قَوْماً فِي صُوَرٍ شَتَّى شِبْهِ الْخِنْزِيرِ وَ الْقِرْدِ وَ الدُّبِّ ... ، ( الكافي : 6 / 242 ) ، فالممسوخين كانوا بشراً مسخهم الله على صورة حيوانات فأصبحوا على هيئة تلك الحيوانات و صورتهم تقبيحاً لهم و لعملهم حتى يكونوا عبرة لمن يأتي بعدهم .
    فَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) فِيمَا كَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ جَوَابِ مَسَائِلِهِ : ... وَ حَرَّمَ الْخِنْزِيرَ لِأَنَّهُ مُشَوَّهٌ جَعَلَهُ اللَّهُ عِظَةً لِلْخَلْقِ وَ عِبْرَةً وَ تَخْوِيفاً وَ دَلِيلًا عَلَى مَا مَسَخَ عَلَى خِلْقَتِهِ ، لِأَنَّ غِذَاءَهُ أَقْذَرُ الْأَقْذَارِ مَعَ عِلَلٍ كَثِيرَةٍ .
    وَ كَذَلِكَ حَرَّمَ الْقِرْدَ لِأَنَّهُ مَسْخٌ مِثْلَ الْخِنْزِيرِ ، وَ جَعَلَ عِظَةً وَ عِبْرَةً لِلْخَلْقِ وَ دَلِيلًا عَلَى مَا مَسَخَ عَلَى خِلْقَتِهِ وَ صُورَتِهِ ، وَ جَعَلَ فِيهِ شِبْهاً مِنَ الْإِنْسَانِ لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الْخَلْقِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ... ، ( وسائل‏ الشيعة : 24 / 102 ) .
    و هنا لا بُدَّ من التنبيه بإن الحيوانات التي تعرف بالممسوخات كالكلاب و الخنازير و غيرها الموجودة في العصر الحاضر ليست منحدرة من أولئك البشر الذين مسخهم الله على هذه الصور .
    فقد رُوِيَ عن الإمام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) أنه قال : ... وَ أَمَّا الَّذِينَ تَرَوْنَ مِنْ هَذِهِ الْمُصَوَّرَاتِ بِصُوَرِهَا فَإِنَّمَا هِيَ أَشْبَاهُهَا لَا هِيَ بِأَعْيَانِهَا وَ لَا مِنْ نَسْلِهَا ... ، ( بحار الأنوار : 14 / 56 ) .
    الممسوخين و مصيرهم :
    الممسوخين لم يبقوا أكثر من ثلاثة أيام ثم ماتوا و لم يتوالدوا ، فقد رُوِيَ أَنَّ الْمُسُوخَ لَمْ تَبْقَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَ أَنَّ هَذِهِ مُثُلٌ لَهَا ، فَنَهَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَكْلِهَا ، ( وسائل ‏الشيعة : 24 / 108 ) .
    و الحيوانات التي تُعدُّ من الممسوخات إنما سُمّيت مُسوُخاً استعارةً لكونها على صور أولئك الممسوخين ، و لهذه الحيوانات أحكام خاصة في الفقه و الشريعة الإسلامية .
    من هم الممسوخين من الأقوام و الأمم و الأفراد ؟
    لدى مراجعة الأحاديث الشريفة يتبيَّن للباحث أن المسخ قد حصل في أمم كثيرة جداً ، منها بنو إسرائيل ( اليهود ) ، و جماعة من النصارى .
    فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : ... أَمَّا الْقِرَدَةُ فَالْيَهُودُ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ ، وَ أَمَّا الْخَنَازِيرُ فَالنَّصَارَى حِينَ سَأَلُوا الْمَائِدَةَ فَكَانُوا بَعْدَ نُزُولِهَا أَشَدَّ مَا كَانُوا تَكْذِيباً ... ، ( وسائل ‏الشيعة : 24 / 110 ) .
    و يظهر أيضا من مراجعة الأحاديث أن أفراداً من الأمم السابقة عوقبوا بالمسخ جزاءً على أفعالهم القبيحة و إرتكابهم لبعض الذنوب .
    رَوى أبو سَعِيد الْخُدْرِيِّ عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في حديث طويل : ... انَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَسَخَ سَبْعَمِائَةِ أُمَّةٍ عَصَوُا الْأَوْصِيَاءَ بَعْدَ الرُّسُلِ ، فَأَخَذَ أَرْبَعُمِائَةٍ مِنْهُمْ بَرّاً وَ ثَلَاثُمِائَةٍ بَحْراً ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : { فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَ مَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ }‏ ، ( الكافي : 6 / 243 ) .
    وَ رَوَى السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ ، رَأَيْتُ فِي تَفْسِيرِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ـ أي الامام محمد بن علي الباقر ـ ( عليه السَّلام ) ، قَالَ وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) وَ ذَكَرَ قِصَّةَ أَصْحَابِ السَّبْتِ وَ أَنَّ فِرْقَةً مِنْهُمْ بَاشَرُوا الْمُنْكَرَ وَ فِرْقَةً أَنْكَرُوا عَلَيْهِمْ .
    قَالَ السَّيِّدُ : إِنِّي وَجَدْتُ فِي نُسْخَةِ حَدِيثٍ غَيْرَ هَذَا : أَنَّهُمْ كَانُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ ، فِرْقَةٌ بَاشَرَتِ الْمُنْكَرَ ، وَ فِرْقَةٌ أَنْكَرَتْ عَلَيْهِمْ ، وَ فِرْقَةٌ دَاهَنَتْ أَهْلَ الْمَعَاصِي فَلَمْ تُنْكِرْ وَ لَمْ تُبَاشِرِ الْمَعْصِيَةَ ، فَنَجَّى اللَّهُ الَّذِينَ أَنْكَرُوا ، وَ جَعَلَ الْفِرْقَةَ الْمُدَاهِنَةَ ذَرّاً ، وَ مَسَخَ الْفِرْقَةَ الْمُبَاشِرَةَ لِلْمُنْكَرِ قِرَدَةً .
    ثُمَّ قَالَ : وَ لَعَلَّ مَسْخَ الْمُدَاهِنَةِ ذَرّاً لِتَصْغِيرِهِمْ عَظَمَةَ اللَّه‏ . ( مستدرك ‏الوسائل : 12 / 192 ) .
    أصحاب السبت :
    من أبرز الأقوام التي نالت عقاب المسخ هم أصحاب السبت : و هم قوم من بني إسرائيل ( اليهود ) الذين عصوا أمر ربهم و خالفوا نبيهم فمسخهم الله صورتهم إلى قردة .
    قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } ، ( سورة البقرة : 65 ) .
    و قال جل جلاله : { واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } ، ( سورة الأعراف : 163 _ 166 ) .
    و رُوِيَ في تفسير العياشي عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَرَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : كَانَتِ الْقِرَدَةُ هُمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ فَمَسَخَهُمُ اللَّهُ قُرُوداً ، ( بحار الأنوار : 14 / 55 ) .
    قصة أصحاب السبت :
    قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) : كَانَ هَؤُلَاءِ قَوْماً يَسْكُنُونَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرٍ نَهَاهُمُ اللَّهُ وَ أَنْبِيَاؤُهُ عَنِ اصْطِيَادِ السَّمَكِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ ، فَتَوَسَّلُوا إِلَى حِيلَةٍ لِيُحِلُّوا بِهَا لِأَنْفُسِهِمْ مَا حَرَّمَ‏ اللَّهُ ، فَخَدُّوا أَخَادِيدَ وَ عَمِلُوا طُرُقاً تُؤَدِّي إِلَى حِيَاضٍ يَتَهَيَّأُ لِلْحِيتَانِ الدُّخُولُ فِيهَا مِنْ تِلْكَ الطُّرُقِ وَ لَا يَتَهَيَّأُ لَهَا الْخُرُوجُ إِذَا هَمَّتْ بِالرُّجُوعِ .
    فَجَاءَتِ الْحِيتَانُ يَوْمَ السَّبْتِ جَارِيَةً عَلَى أَمَانِ اللَّهِ لَهَا فَدَخَلَتْ فِي الْأَخَادِيدِ وَ حَصَلَتْ فِي الْحِيَاضِ وَ الْغُدْرَانِ ، فَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةَ الْيَوْمِ هَمَّتْ بِالرُّجُوعِ مِنْهَا إِلَى اللُّجَجِ لِتَأْمَنَ صَائِدَهَا فَرَامَتِ الرُّجُوعَ فَلَمْ تَقْدِرُوا [ تَقْدِرْ ] ، فَبَقِيَتْ لَيْلَتَهَا فِي مَكَانٍ يَتَهَيَّأُ أَخْذُهَا بِلَا اصْطِيَادٍ لِاسْتِرْسَالِهَا فِيهِ وَ عَجْزِهَا عَنِ الِامْتِنَاعِ لِمَنْعِ الْمَكَانِ لَهَا .
    فَكَانُوا يَأْخُذُونَهَا يَوْمَ الْأَحَدِ وَ يَقُولُونَ مَا اصْطَدْنَا فِي السَّبْتِ وَ إِنَّمَا اصْطَدْنَا فِي الْأَحَدِ ، وَ كَذَبَ أَعْدَاءُ اللَّهِ بَلْ كَانُوا آخِذِينَ لَهَا بِأَخَادِيدِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا يَوْمَ السَّبْتِ .
    ـ و مارسوا فعلتهم هذه ـ حَتَّى كَثُرَ مِنْ ذَلِكَ مَالُهُمْ وَ ثَرَاؤُهُمْ وَ تَنَعَّمُوا بِالنِّسَاءِ وَ غَيْرِهِنَّ لِاتِّسَاعِ أَيْدِيهِمْ بِهِ ، فَكَانُوا فِي الْمَدِينَةِ نَيِّفاً وَ ثَمَانِينَ أَلْفاً ، فَعَلَ هَذَا مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَ أَنْكَرَ عَلَيْهِمُ الْبَاقُونَ كَمَا نَصَّ اللَّهُ تَعَالَى : { وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ } ـ الْآيَةَ ـ .
    وَ ذَلِكَ أَنَّ طَائِفَةً مِنْهُمْ وَعَظُوهُمْ وَ زَجَرُوهُمْ عَذَابَ اللَّهِ وَ خَوَّفُوهُمْ مِنِ انْتِقَامِهِ وَ شَدِيدِ بَأْسِهِ وَ حَذَّرُوهُمْ فَأَجَابُوهُمْ عَنْ وَعْظِهِمْ : { لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } هَلَاكَ الِاصْطِلَامِ { أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً } ، فَأَجَابُوا الْقَائِلِينَ هَذَا لَهُمْ { مَعْذِرَةً إِلى‏ رَبِّكُمْ } ، هَذَا الْقَوْلُ مِنَّا لَهُمْ مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ إِذْ كَلَّفَنَا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَنَحْنُ نَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ لِيَعْلَمَ رَبُّنَا مُخَالَفَتَنَا لَهُمْ وَ كَرَاهَتَنَا لِفِعْلِهِمْ .
    قَالُوا : { وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } وَ نَعِظُهُمْ أَيْضاً لَعَلَّهُمْ تَنْجَعُ فِيهِمُ الْمَوَاعِظُ فَيَتَّقُوا هَذِهِ الْمُوبِقَةَ وَ يَحْذَرُوا عُقُوبَتَهَا .
    قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَلَمَّا عَتَوْا } حَادُّوا وَ أَعْرَضُوا وَ تَكَبَّرُوا عَنْ قَبُولِهِمُ الزَّجْرَ { عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ } مُبْعَدِينَ عَنِ الْخَيْرِ مُقْصَيْنَ .
    قَالَ : فَلَمَّا نَظَرَ الْعَشَرَةُ آلَافٍ وَ النَّيِّفُ أَنَّ السَّبْعِينَ أَلْفاً لَا يَقْبَلُونَ مَوَاعِظَهُمْ وَ لَا يَحْفِلُونَ بِتَخْوِيفِهِمْ إِيَّاهُمْ وَ تَحْذِيرِهِمْ لَهُمْ اعْتَزَلُوهُمْ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى قَرِيبَةٍ مِنْ قَرْيَتِهِمْ ، وَ قَالُوا إِنَّا نَكْرَهُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ عَذَابُ اللَّهِ وَ نَحْنُ فِي خِلَالِهِمْ ، فَأَمْسَوْا لَيْلَةً فَمَسَخَهُمُ اللَّهُ كُلَّهُمْ قِرَدَةً ، وَ بَقِيَ بَابُ الْمَدِينَةِ مُغْلَقاً لَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ .
    وَ تَسَامَعَ بِذَلِكَ أَهْلُ الْقُرَى فَقَصَدُوهُمْ وَ تَسَنَّمُوا حِيطَانَ الْبَلَدِ فَاطَّلَعُوا عَلَيْهِمْ فَإِذَا كُلُّهُمْ رِجَالُهُمْ وَ نِسَاؤُهُمْ قِرَدَةٌ يَمُوجُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، يَعْرِفُ هَؤُلَاءِ النَّاظِرُونَ مَعَارِفَهُمْ وَ قَرَابَاتِهِمْ وَ خُلَطَاءَهُمْ ، يَقُولُ الْمُطَّلِعُ لِبَعْضِهِمْ : أَنْتَ فُلَانٌ ؟! ، أَنْتَ فُلَانٌ ؟!
    فَتَدْمَعُ عَيْنُهُ وَ يُومِئُ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ .
    فَمَا زَالُوا كَذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ .
    ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَطَراً وَ رِيحاً فَجَرَفَتْهُمْ إِلَى الْبَحْرِ ، وَ مَا بَقِيَ مَسْخٌ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ .
    وَ أَمَّا الَّذِينَ تَرَوْنَ مِنْ هَذِهِ الْمُصَوَّرَاتِ بِصُوَرِهَا فَإِنَّمَا هِيَ أَشْبَاهُهَا لَا هِيَ بِأَعْيَانِهَا وَ لَا مِنْ نَسْلِهَا ... ، ( بحار الأنوار : 14 / 56 ) .
    المسوخات البرية و البحرية و أسماؤها :
    عَنِ الْكَلْبِيِّ النَّسَّابَةِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ـ أي الامام جعفر بن محمد الصادق ـ ( عليه السَّلام ) عَنِ الْجِرِّيِّ ؟
    فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَسَخَ طَائِفَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَمَا أَخَذَ مِنْهُمُ الْبَحْرَ فَهُوَ الْجِرِّيُّ ، وَ الزِّمِّيرُ ، وَ الْمَارْمَاهِي ، وَ مَا سِوَى ذَلِكَ ، وَ مَا أَخَذَ مِنْهُمُ الْبَرَّ فَالْقِرَدَةُ ، وَ الْخَنَازِيرُ ، وَ الْوَبْرُ ، وَ الْوَرَلُ ، وَ مَا سِوَى ذَلِكَ ، ( الكافي : 6 / 221 ) .
    بعض أصناف الممسوخين :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) قَالَ :
    1.
    الْفِيلُ مَسْخٌ كَانَ مَلِكاً زَنَّاءً .
    2.
    وَ الذِّئْبُ مَسْخٌ كَانَ أَعْرَابِيّاً دَيُّوثاً .
    3.
    وَ الْأَرْنَبُ مَسْخٌ كَانَتِ امْرَأَةً تَخُونُ زَوْجَهَا وَ لَا تَغْتَسِلُ مِنْ حَيْضِهَا .
    4.
    وَ الْوَطْوَاطُ مَسْخٌ كَانَ يَسْرِقُ تُمُورَ النَّاسِ ، (الوَطْواط : الخَطّاف أو الخفاش ، و الجمع : وَطَاوِط ) .
    5.
    وَ الْقِرَدَةُ وَ الْخَنَازِيرُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ .
    6.
    وَ الْجِرِّيثُ وَ الضَّبُّ فِرْقَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُؤْمِنُوا حَيْثُ نَزَلَتِ الْمَائِدَةُ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ( عليه السَّلام ) فَتَاهُوا فَوَقَعَتْ فِرْقَةٌ فِي الْبَحْرِ وَ فِرْقَةٌ فِي الْبَرِّ ، ( الْجِرِّيثُ نوع من السمك يشبه الحيّات ) .
    7.
    وَ الْفَأْرَةُ فَهِيَ الْفُوَيْسِقَةُ .
    8.
    وَ الْعَقْرَبُ كَانَ نَمَّاماً .
    9.
    وَ الدُّبُّ .
    10.
    وَ الزُّنْبُورُ كَانَتْ لَحَّاماً يَسْرِقُ فِي الْمِيزَانِ ، ( الكافي : 6 / 246 ) .
    11.
    الطَّاوُسُ ، فَعَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ : الطَّاوُسُ مَسْخٌ ، كَانَ رَجُلًا جَمِيلًا فَكَابَرَ امْرَأَةَ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ تُحِبُّهُ فَوَقَعَ بِهَا ، ثُمَّ رَاسَلَتْهُ بَعْدُ فَمَسَخَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاوُسَيْنِ أُنْثَى وَ ذَكَراً وَ لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَ لَا بَيْضُه‏ ، ( الكافي : 6 / 247 ) .
    12.
    الدَّبَا ، وَ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى الدَّبَا لَيْسَ لَهُ جَنَاحٌ يَطِيرُ بِهِ إِلَّا أَنَّهُ يَقْفِزُ قَفْزاً أَ يَحِلُّ أَكْلُهُ قَالَ لَا يَحِلُّ ذَلِكَ لِأَنَّهُ مَسْخٌ ( راجع : تهذيب ‏الأحكام : 9 / 82 ) .
    13.
    الْمُهَرْجِلِ : وَ عَنِ الْمُهَرْجِلِ ؟ قَالَ : لَا يُؤْكَلُ لِأَنَّهُ مَسْخٌ لَيْسَ هُوَ مِنَ الْجَرَادِ ، ( تهذيب ‏الأحكام : 9 / 82 ) .
    14.
    وَ الدُّعْمُوصُ : كبرغوث ، و الجمع : دَعاميص و دَعامِص ، دويبة سوداء تغوص في الماء ، و تكون في العذرات ، ( مجمع البحرين : 4 / 170 ) .
    15.
    وَ الْعَنْكَبُوتُ .
    16.
    وَ سُهَيْلٌ .
    17.
    وَ الزُّهَرَةُ ، ( راجع : وسائل‏ الشيعة : 24 / 110 ) ، قَالَ الصَّدُوقُ : سُهَيْلٌ وَ الزُّهَرَةُ دَابَّتَانِ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ الْمُطِيفِ بِالدُّنْيَا ، ( وسائل‏ الشيعة : 24 / 110 ) .
    18.
    البعوض : صغار البق .
    19.
    القُمَّلة :
    20.
    الوَزَغ : الوزغ بالتحريك واحد الأوزاغ و الوِزغان ، و هي التي يقال لها سام أبرص ، و هي حيوان صغير أصغر من العظاية ، يقال إنه كان ينفخ على نار إبراهيم ( عليه السَّلام ) ، ( مجمع البحرين : 5 / 18 ) .
    21.
    العنقاء : قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : و في الحديث لا يجوز أكل شي‏ء من المسوخ و ذكر منها النقعاء بالنون و القاف و العين المهملة ـ كما في النسخ المعتمدة ـ ، و قد تعددت النسخ في اللفظة و لعلها مصحفة ، و يقرب تصحيفها بالعنقاء ، و هو الطائر الغريب الذي يبيض في الجبال ، ( مجمع البحرين : 4 / 398 ) .
    و هناك أحاديث أخرى تشتمل على بعض أوصاف الممسوخات نذكرها كالتالي :
    عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) قَالَ : الْمُسُوخُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ : الْفِيلُ ، وَ الدُّبُّ ، وَ الْأَرْنَبُ ، وَ الْعَقْرَبُ ، وَ الضَّبُّ ، وَ الْعَنْكَبُوتُ وَ الدُّعْمُوصُ ، وَ الْجِرِّيُّ ، وَ الْوَطْوَاطُ ، وَ الْقِرْدُ ، وَ الْخِنْزِيرُ ، وَ الزُّهَرَةُ ، وَ سُهَيْلٌ .
    قِيلَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) مَا كَانَ سَبَبُ مَسْخِ هَؤُلَاءِ ؟
    قَالَ : أَمَّا الْفِيلُ فَكَانَ رَجُلًا جَبَّاراً لُوطِيّاً لَا يَدَعُ رَطْباً وَ لَا يَابِساً .
    وَ أَمَّا الدُّبُّ : فَكَانَ رَجُلًا مُؤَنَّثاً يَدْعُو الرِّجَالَ إِلَى نَفْسِهِ .
    وَ أَمَّا الْأَرْنَبُ : فَكَانَتِ امْرَأَةً قَذِرَةً لَا تَغْتَسِلُ مِنْ حَيْضٍ وَ لَا جَنَابَةٍ وَ لَا غَيْرِ ذَلِكَ .
    وَ أَمَّا الْعَقْرَبُ : فَكَانَ رَجُلًا هَمَّازاً لَا يَسْلَمُ مِنْهُ أَحَدٌ .
    وَ أَمَّا الضَّبُّ : فَكَانَ رَجُلًا أَعْرَابِيّاً يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ .
    وَ أَمَّا الْعَنْكَبُوتُ : فَكَانَتِ امْرَأَةً سَحَرَتْ زَوْجَهَا .
    وَ أَمَّا الدُّعْمُوصُ : فَكَانَ رَجُلًا نَمَّاماً يَقْطَعُ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ .
    وَ أَمَّا الْجِرِّيُّ : فَكَانَ رَجُلًا دَيُّوثاً يَجْلِبُ الرِّجَالَ عَلَى حَلَائِلِهِ .
    وَ أَمَّا الْوَطْوَاطُ : فَكَانَ رَجُلًا سَارِقاً يَسْرِقُ الرُّطَبَ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ .
    وَ أَمَّا الْقِرَدَةُ : فَالْيَهُودُ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ .
    وَ أَمَّا الْخَنَازِيرُ : فَالنَّصَارَى حِينَ سَأَلُوا الْمَائِدَةَ فَكَانُوا بَعْدَ نُزُولِهَا أَشَدَّ مَا كَانُوا تَكْذِيباً .
    وَ أَمَّا سُهَيْلٌ : فَكَانَ رَجُلًا عَشَّاراً بِالْيَمَنِ .
    وَ أَمَّا الزُّهَرَةُ : فَإِنَّهَا كَانَتِ امْرَأَةً تُسَمَّى نَاهِيدَ ، وَ هِيَ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ افْتَتَنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ ، ( وسائل ‏الشيعة : 24 / 110 ) .
    وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنِ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : كَانَ الْخُفَّاشُ امْرَأَةً سَحَرَتْ ضَرَّةً لَهَا فَمَسَخَهَا اللَّهُ خُفَّاشاً .
    وَ إِنَّ الْفَأْرَ كَانَ سِبْطاً مِنَ الْيَهُودِ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَمَسَخَهُمْ فَأْراً .
    وَ إِنَّ الْبَعُوضَ كَانَ رَجُلًا يَسْتَهْزِئُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَ يَشْتِمُهُمْ وَ يَكْلَحُ فِي وُجُوهِهِمْ وَ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ فَمَسَخَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَعُوضاً .
    وَ إِنَّ الْقَمْلَةَ هِيَ مِنَ الْجَسَدِ ، وَ إِنَّ نَبِيّاً كَانَ يُصَلِّي فَجَاءَهُ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَجَعَلَ يَهْزَأُ بِهِ فَمَا بَرِحَ عَنْ مَكَانِهِ حَتَّى مَسَخَهُ اللَّهُ قَمْلَةً .
    وَ أَمَّا الْوَزَغُ فَكَانَ سِبْطاً مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسُبُّونَ أَوْلَادَ الْأَنْبِيَاءِ وَ يُبْغِضُونَهُمْ فَمَسَخَهُمُ اللَّهُ وَزَغاً .
    وَ أَمَّا الْعَنْقَاءُ فَمِنْ غَضَبِ اللَّهِ عَلَيْهِ مَسَخَهُ وَ جَعَلَهُ مَثُلَةُ ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ نَقِمَتِهِ ، ( وسائل الشيعة : 24 / 111 ) .

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    شكرا استاذ علي الشمري على المعلومات والموضوع الشامل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال