يقول شبيه عدي ..لطيف يحيى
بعد احتلال الكويت تلقيت تعليمات بالتوجه الى هناك والى شركة الغانم بالتحديد ومحلات المجوهرات والموبيليا والمواد الغذائية لأشحنها الى مزارع عدي. حضروا الشاحنات القادرة على حمل السيارات وشاحنات أخرى. توجهت الشاحنات وتبعتها لاحقاً بصفتي عدي وبملابس عسكرية، وارتدى مرافقي ثياباً عسكرية. كانت التعليمات التي تلقيتها تقضي بشحن سيارات الـ “بي. ام. دبليو” و”المرسيدس” و”الجاغوار” والسيارات الفخمة. جئنا بالسيارات وأخذنا الأموال الموجودة في البنوك. أمضيت في الكويت ثلاثة أو أربعة أيام وقمت برحلات عدة اليها وتحديداً أربع مرات.
< هل دخلت قصر أمير الكويت؟
– نعم. وأمرت بتنظيف القصر تماماً بما في ذلك السجاد. وحتى البطانيات شحنت.
< كيف كانت القوات العراقية المنتشرة في الكويت تعاملك؟
– تعاملني بصفتي عدي. تحيات وسلامات ويحمل الضباط تحياتهم الى الرئيس. وهبّ الجنود للمساعدة وكانت تفتح لي الطريق والجيش يضاعف الحماية. كان معي نحو 71 شخصاً.
تابوت الذهب الكويتي
ذات يوم دخلنا منطقة الجهراء حيث يوجد معرض كبير للمجوهرات. كانت التعليمات تقضي بنقل الذهب. دخلنا فوجدنا من سبقنا اليه. صرخت بهم بوصفي عدي فدخل علي حسن المجيد ابن عم صدام الذي كان “محافظاً للكويت” بقرار من صدام. كان المجيد يعرف أنني البديل فقال لي: اذهب من هنا يا حيوان وقل … عدي ان لا يرسلك مرة ثانية الى المكان الذي أكون موجوداً فيه.
في هذا الوقت كان علي حسن المجيد جمع سبائك الذهب ووضعها في تابوت لفه بالعلم العراقي بقصد الايحاء بوجود جثة شهيد. وفي العادة لا يخضع نعش الشهيد للتفتيش. ووضع التابوت على السيارة وجاء بمقدم في الجيش وكلفه نقله الى عنوان هو احدى مزارعه. فأخذه المقدم الى المزرعة وعاد. وفي تلك الأثناء اتخذ صدام قراراً باعدام أي شخص يسرق من الكويت. واتصل علي حسن المجيد بصدام وقال له ان ضابطاً سرق الذهب من الكويت بغرض التخلص من المقدم، فسارع صدام الى اصدار الأمر عبر التلفزيون باعدام المتهم ونفذ حسن المجيد اعدام المقدم وظلت جثته معلقة في الشارع أربعة أيام.
عدت الى بغداد وأبلغت عدي بتصرف علي حسن المجيد فقال اتركه. ما وصل الى بغداد من الكويت بأوامر مني يقدر بـ 125 مليون دولار وشاعت آنذاك نكتة تشير الى تلك البضائع بالقول انها استوردت من الكويت. وكان الناس يضحكون ويقولون “استوردها” لكي لا يقولوا سرقها.