خرج لنا اخيرا عبد العزيز آل الشيخ ليفتي فينا دون علم كما فعل سلفه من قبل ابن باز، بما لم ينزل الله به من سلطان.. فقذف الشعب الايراني وكفّر أكثر من سبعين مليون نسمة، سنة وشيعة ونصارى وزرتشت وصابئة، ونعتنا بالمجوس... وكلنا ثقة انه لايعرف حتى معنى المجوس وما جاء في تفسيرهم من رجال العلم الاسبقين.وهنا نقول إن الله لم يذكر المجوس في القرآن الا في آية واحدة وقد اقترن اسمهم باتباع باقي الاديان السماوية "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
ويفهم من سياق الآية ان الله وحده هو الذي يقضي ويفصل بينهم وذلك ليس في الحياة الدنيا بل في الاخرة.. فلا ندري ان كان هذا الدعي عبد العزيز آل الشيخ له وكالة من الله او انه اعلم من الله بخلقه؟!
لكن، يبدو ان هذا الرجل هو مصداق الاية الكريمة "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه" فقد تعرض لاناس مسلمين وقذفهم بالشرك وكفّرهم دون ان يجادلهم بالتي هي احسن كما تعلمنا من القرآن الكريم.. ثم لم يعمل بما اوصى به الله رسوله (ص) حين قال جل شأنه: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ..".
ولكن لو سلمنا جدلا اننا مجوس حسب الدعي آل الشيخ وأسياده آل سعود، فهو لا يستطيع ان ينكر انه من اعراب الجزيرة والجاهلية وان السيارة الحديثة اليوم لا تغير من عصبيتهم، وقد قال الله تعالى فيهم: "الاعراب اشد كفرا ونفاقا".
ومن هذا المنطلق ولو كما قلت سلمت جدلا انني مجوسي واهلي وابناء بلدي ايضا! فهذا أفضل من ان نكون كفارا ومنافقين لسببين بسيطين:
اولا: اننا مقرونون باهل الكتب السماوية حسب الآية الكريمة ولم يختص الكلام بنا دون غيرنا.
ثانيا: ان الله هو الذي سيفصل بيننا يوم القيامة وهو اعلم بما في الصدور.
ثم ان حساب المشرك يختلف عن الكافر المنافق، فبينما اقترن اسم المجوس باهل الكتاب، اقترن اسم الاعراب الوهابيين السلفيين بالكفر والنفاق.. وبينما ذكر الله المجوس في هذه الآية الوحيدة في القرآن فقد ذكر المنافقين في اكثر من ثلاثين موضعا من القرآن نفسه.. ناهيك عن ان كل هؤلاء المنافقين كانوا من قريش ومن حولهم في مكة ومن يهود اعراب المدينة كبني النضير وبني قينقاع وغيرهم، ولا اظن ان احدهم كان من ايران.
لكن علينا ان نذكر هذا الدعي ابن الدعي انه حين كان اعراب النفاق يجمعون لقتل النبي (ص) وحاصروه واهله في شعب ابي طالب وكان ذلك وراء وفاة ام المؤمنين خديجة الكبرى (ع)، ويعذبون ابناءهم وغلمانهم لدخولهم الاسلام... كان سلمان الفارسي يترقب الايام حتى يحظى بلقاء النبي (ص) ويسلم على يده.. وحين جاء الاعراب المنافقين لاجتثاث المسلمين من المدينة المنورة وقتل النبي (ص) عصبية وليس ايمانا بما كانوا يفعلون، كان سلمان من هو اشار على المسلمين بحفر الخندق.. ولكي يبين النبي (ص) لمن حوله ان ميزان الاكرم عند الله التقوى فقال (ص) لصحبه: سلمان منا اهل البيت (ع) ولم يقل عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان من الخزرج وليس من ايران او من بلاد فارس، ولقبه المسلمون بكبير المنافقين.
ولو اراد هذا المفتي السعودي ان يعرف من هو وما هو مذهبه فليعد الى مخرجات مؤتمر غروزني وكان على رأسهم شيخ الازهر "العربي السني".. ولم يكن في ذلك المؤتمر اي عالم من "الشيعة الايرانيين" كي يأتي احدهم ويختلق عبد الله آخر.. فنقول للدعي الوهابي انكم لستم فرقة من المسلمين من إخوتنا اهل السنة والجماعة، فلا تقرنن اسمك بهم ويدك ولسانك ملوثتان بدماء المسلمين من اليمن وسوريا والعراق الى مصر وتونس وليبيا.. والرسول (ص) يقول: "المسلم من سلم الناس من يده ولسانه".
ولو اننا "الروافض" كما نعتنا هذا الدعي وكفرنا، فلنحتج الى العقل الذي لا نظنه قد اخذ منه بقدر حبة قمح.. اننا يا دعي آل سعود وآل الشيخ من اتباع من ذكرهم الله في القرآن وطهرهم من الرجس واوصى بهم رسول الله (ص).. نحن من اتباع علي (ع) ونحن شيعته، الذي قال فيه رسول الله (ص) امام الجميع "يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" وقال "انا مدينة العلم وعلي بابها" فهلا ترشدنا الى باب آل الشيخ وابن عبد الوهاب...
اقول كلا لان الاعراب اشد كفرا ونفاقا والله لايحب المنافقين، لكن الله اوصى نبيه (ص) بالتذكير ونحن انما نذكر لو نفعت الذكرى.
http://www.alalam.ir/news/1868067