الرياض – عبدالمحسن الحربي
رحلت ريم، تلك الفتاة ذات الـ 22 ربيعاً التي سخرت كل طاقتها لتنقذ أخاها فيصل من الفشل الكلوي، رحلت بعد أيام قليلة من نجاح عملية شقيقها الذي تبرع له جندي من وزارة الدفاع السعودية، والذي نشرت "العربية.نت" قصته الأسبوع الماضي، لتودع عائلتها وشقيقها بعد أن تركت رسالة: "الحمد لله أرحت قلبي براحة أخي".
وقالت في أخرى: "الله يلبسك الصحة والعافية وتقوم لنا بالسلامة يا حبيب أختك أنت".
ريم كتبت في وصف صفحتها على تويتر وكأنها كانت تعلم أن الرحيل اقترب، قائلة "سنهاجر يوما إلى السماء، ما كانت الأرض وطنا لنا ولن تكون".
وتركت وصيتها مثبته على "تويتر"، بتاريخ 29 أبريل الماضي، تقول فيها: "بعد رحيلي انشروا ما ينفعني واتركوا ما يؤثمني. واذكروني بدعواتكم الطيبة، ولا تبكوا علي، بل احتضنوني بسجودكم".
رافقت ريم أخاها فيصل منذ ولادته قبل ١٢ عاماً، كانت كبقية العائلة متوجسة خائفة على مستقبل شقيقها مع مرضه، وتحلم بأن يجد له متبرع بالكلى، تسعى له في كل مكان وتحفه بالدعوات في كل حين، إلى أن كبرت تلك الفتاة وأتقنت التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فسخرتها لتبحث عن متبرع بالكلى لأخيها، وجالت في مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن "متبرع" حتى جمعت 50 ألف متابع.
منذ ثلاث سنوات وهي على هذه الحال تترقب، فيصل أصبح اسماً بارزاً تتلقفه القنوات والأخبار، اختارت له أخته أن يكون "محارب الفشل الكلوي"، وبتلك العبارة التي زينت صفحته على انستغرام جاء الخبر المبهج، متبرع لفيصل يدق الباب، ردت عليه ريم بكل فرح وأبلغت أباها، جاء المتبرع وانتقلت الكلى إلى فيصل بعد عملية مرهقة.
ماتت ريم وبقي حلمها يعيش في قلب شقيقها فيصل.
يذكر أن "العربية.نت"، نشرت في تقرير لها 27 سبتمبر الماضي، قصة فيصل وخبر تبرع الجندي بكليته له بعد الانتهاء من فحوص طبية دامت 16 شهرا.
وقال والد فيصل لـ"العربية نت" وقتها: "استقبلنا الخبر بنوع من الخوف والفرح والحزن، مشاعر لا توصف، لكن كنا مؤمنين بقضاء الله وقدره، وقلنا الله يكتب اللي فيه خير للجميع".
http://ara.tv/r336k