أهمية الاقتصاد البيئي
تكمن أهمية الاقتصاد البيئي في حقيقة أن كافة الأنشطة الاقتصادية التي يقوم بها الإنسان ترتبط بالبيئة التي تقدم جميع أنواع الموارد وأيضًا تقوم بدور البالوعة التي تُلقى بها كافة نفاياتنا البشرية، لذلك وكخطوة لتمهيد الطريق أمام النمو الاقتصادي فإنه من الضروري تقدير أهمية المنتجات والخدمات التي تقدمها لنا الأنظمة البيئية على الأرض للحفاظ على استدامة الموارد والطاقة دون الإخلال بتوازن البيئة الطبيعية الهشة.

تتكون الاقتصاديات البيئية من دراسة علم البيئة وتفاعلها مع الأسواق الاقتصادية البشرية وتتناول أيضًا فهم القدرات وجوانب ضعف الكوكب من أجل الاستجابة لمختلف التحديات والنظر إلى الموارد البيئية على أنها أصول أساسية للاقتصاد العالمي. يقوم الاقتصاد البيئي باستكشاف التفاعل المشترك للتحليل الاقتصادي مع فشل السوق والتأثيرات الخارجية وحقوق الملكية وتقدير البيئة والنظر إليها على أنها من الأصول الرأسمالية.

وعلى سبيل المثال فإن المشكلات المعتادة التي قد يواجهها الاقتصاد البيئي في وقتنا الحالي تتضمن تقييم كيف يمكن لسياسات ولوائح الانبعاثات التأثير على إنتاجية الأعمال، وكيف يمكن للوائح الانبعاثات أن تؤثر في الاستخدام التقني والموقع والتنافسية الإقليمية في حالة تطبيقها من جانب واحد أو دور نظام الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات في الحد من الانبعاثات العالمية للغازات الدفينة أو تخصيص حصص الصيد لحماية بعض الأنواع في المنطقة من خطر الانقراض أو إيجاد أفضل أداة مستندة إلى السوق للتحكم في استخدام وقود الحفريات بالدولة (نظام تصريح قابل للتداول أو الإعانات المستهدفة أو الضرائب البيئية).

القضايا البيئية
ومن بين أمور أخرى يظهر تدهور السوق في الاقتصاد البيئي إذا كانت حقوق الملكية المصاحبة للسلع والموارد غير فعالة أو غير مكتملة إضافة إلى ذلك، يعد التدهور البيئي مؤشرًا على تدهور السوق الذي ينتج عن المؤثرات الخارجية المصاحبة للاستهلاك أو عمليات إنتاج أي سلعة عامة أو نتيجة فرط استخدام الموارد المتاحة بشكل عام. وتظهر المشكلات البيئية الأخرى نتيجة فشل الحكومة في تقدير القيمة الحقيقية للموارد البيئية عادة من خلال التأثير المشوه للإعانات العامة. ومن وجهة نظر الاقتصاد، فإن أفضل سوق تنافسي هو الذي يقوم بتخصيص فعال للموارد الاقتصادية المدارة عن طريق "الأيدي الخفية" لسعر السوق ووجود أفراد تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية وشركات ومنظمات تحاول تعزيز الصالح الاجتماعي إضافة إلى مصالحها الخاصة.

إذا كان الاقتصاد البيئي مهم للغاية لماذا لم يتم تناوله من قبل؟
في الحقيقة قد تم تناوله من قبل، فإذا ما نظرنا للماضي سوف نجد أن أول أنشطة اقتصادية ارتبطت بقوة بالبيئة الطبيعية. كان الأفراد يقدرون أرضهم وماشيتهم التي كانت مصدر الرزق لهم من خلال الزراعة وتربية الماشية والصيد بل يمكننا أيضًا أن نرى اليوم في المجتمعات البدائية للسكان الأصليين في أمريكا الجنوبية حيث يعتمد نشاطهم الاقتصادي على الطبيعة وفي المقابل كانوا يهتمون بالطبيعة ويحافظون عليها بل إنهم يطلبون إذن من "الطبيعة" قبل قيامهم بقطع الأشجار واستمروا في ذلك بصورة مستدامة حيث يقطعون الأشجار إذا كان ذلك ضروريًا للغاية ويقومون بزراعة أشجار أخرى مكانها
لماذا لم نسمع عن الاقتصاد البيئي من قبل على مدار الأربعين عامًا الماضية
فشلت مدارس الفكر الاقتصادي الكلاسيكي والكلاسيكي الحديث في تناول القضايا البيئية الخاصة بالإنتاج والاستهلاك مثل تخصيص الموارد والآثار البيئية والتلوث لأنها نظرت إلى تلك القضايا على أنها قضايا اجتماعية بحتة. وقد أصبحت تبعات قلة الاهتمام البيئي من جانب المؤسسات والحكومات واضحة خلال السبعينيات حيث زاد مستوى الضرر البيئي والتلوث حول العالم وظهر عدم استقرار الموارد غير المتجددة بعد أول أزمة في النفط. ومن هنا ظهرت المبادئ والسياسات البيئية كاستجابة لدمج المشكلات البيئية وتضمينها بالاقتصاد مثل مبدأ "الملوث يدفع" ومبدأ سيادة الدولة والبيئة الدولية والمبدأ الوقائي والاحترازي ومبدأ التنمية المستدامة.

وأصبح للاقتصاد البيئي حاليًا دور مهم في مواجهة القضايا البيئية المعاصرة على كلا المستويين الدولي والوطني. ومن الضروري فهم الأسباب والتبعات الناتجة عن سوء استخدام الموارد البيئية والتدهور البيئي والتلوث وتغير المناخ. يعد الاقتصاد البيئي الجزء الرئيسي في عملية إعداد سياسات بيئية حول العالم