اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قدم رجل يقال له ذعلب الى الامام (علي ) (ع),

وكان الرجل ذرب اللسان, بليغا في الخطب,شجاع القلب,

فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة , فلأخجلنه اليوم لكم في مسألتي اياه ,

فقال : يا أمير المؤمنين , هل رأيت ربك ؟

فقال (ع) : ويلك يا ذعلب , لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره .

قال : فكيف رأيته ؟ صفه لنا ,

قال (الامام علي ) ( ع) :
--------------------------------
ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار , ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان,

ويلك يا ذعلب , ان ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون . ولا بقيام قيام انتصاب,

ولا بجيئة ولا بذهاب, لطيف اللطافة لا يوصف باللطف , عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ,

كبير الكبرياء لايوصف بالكبر , جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ رؤرف الرحمة لا يوصف بالرقة

مؤمن لا بعبادة, مدرك لا بمجسه,قائل لا يلفظ, هو في الأشياء على غير ممازجه ,

خارج منها على غير مباينة, فوق كل شيء ولا يقال سيء فوقه , أمام كل شيء ولا

يقال له أمام داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل , وخارج منها لا كشيء من

شيء خارج,

فخر ذعلب مغشيا عليه فقال : تالله ماسمعت بمثل هذا الجواب, والله لأعدت الى مثلها.