البخور والحناء والقطران لطرد الشياطين والاستجابة للدعاء
منذ الأزل طبعت على ليلة القدر المباركة خرافات وطقوس غريبة استغلها بعض الدجالين للترويج لوصفات تزيح العين والهم وتجلب الرزق والبركة، كما يقوم بعض الجزائريين بختان أبنائهم ليلة القدر المباركة لأجل جلب الرزق، وتقوم بعض الجدات بوضع الحناء على الأبواب والشرفات لمنح دخول الشياطين.
تطورت الحياة بأبعادها التكنولوجية والحضارية، لكن بعض العادات لدى الجزائريين لا تزال راسخة منذ الأزل، كالبخور والحناء، لكن البعض من هذه العادات تنحرف عن مسارها وتصبح أشبه بطقوس شيطانية.
تضع بعض النساء أيديهن كاملة في الحناء ويقومن بطبعها على الباب، ليلة القدر المباركة، وتعتقد النسوة أن ما يقمن به هو ردع لدخول الشياطين المصفدة.
وفي بعض العادات الجزائرية يقوم البعض بوضع أساور من القطران في معاصم الأطفال، وفي اعتقادهم أن القطران يحمي أطفالهم من المس والشياطين.
وتعمل بعض العائلات طوال الليل على وضع البخور في المنزل ليلة السابع والعشرين، وتعمد عائلات أخرى على تعليق إناء الفخار على الباب الخارجي للمنزل.
وينتظر بعض الجزائريين حدوث ظواهر كونية خارقة للعادة كرؤيتهم الشجر يسجد، أو رؤيتهم لنور ينبثق من السماء.
تقول إحدى كبيرات السن، وهي امرأة تجاوز سنها 80 عاما، إن ليلة القدر ما كانت لتمر ليلة عادية عند الجزائريين، إذ تذكر انه في صغرها، كانت أمها تمنعها من الخروج بعد العصر إلى ما بعد المغرب وتقوم بوضع القطران حول معصمها، وهي قد ورثت هذه العادات عن أمها وأصبحت بدورها تحرص على حماية أحفادها من الشياطين والمس.
وفي بعض العادات الجزائرية ينتظر الناس رؤية السماء تتشقق ويخرج منها نور، ويبقى بعض الناس ينتظرون هذا النور ليتمكنوا من رؤيته حتى يتم الاستجابة لدعائهم.
لا تزال الجدات تروي لأبنائهن أن من ينتظر ليلة القدر المباركة ويرى النور يخرج من السماء يستجاب له ما دعا من الأدعية.
وفي بعض العادات الجزائرية يطلق الجزائريون على الشخص الذي يستجيب الله لدعائه بأنه شخص تصادف وليلة القدر، فيتحول ذلك الشخص إلى أشبه بولي صالح يطلب الناس الدعاء منه لله حتى يستجاب لهم.
من بين الأساطير التي سمعناها أن عجوزا طاعن في السن رزقها الله الذرية الصالحة ورزق أبناءها الكثير من المال، يقولون إن هذه العجوز كانت في صغرها تقية وصالحة، وتصادفت وليلة القدر حيث دعت أن يرزقها الله من خيراتها، ويقولون إنها رأت ضوءا أشبه بنور يخرج من السماء فاستجاب الله لدعائها.
وتبقى هذه الخرافات وأخرى مجرد طقوس ورثها الجزائريون عن شعوب سكنت المنطقة فأصبحت عادة، وتبقى ليلة القدر المباركة ليلة أمر بإحيائها بالذكر وقراءة القرآن، فالحافظ والحامي هو الله سبحانه وتعالى.