قصيدة (أُحِبُّ) من الشعر الحر
#الشاعر_حسن_الجزائري
أُحِبُّ الغُرْبَةَ الظَّلْما وإِنْ صَعُبَتْ
أُحِبُّ اللَّيلَ إِنْ حَلّا
لِانَّ اللَّيلَ يُعلِمُنا بِقَبرٍ فِيهِ مَأوانا
ودُنيا ضِيقُها يَبْدو
كَضيْقِ القَبْرِ إِنْ ضاقَتْ
أُحِبُّ النَّفْسَ إِنْ عَلِمَتْ
بِأنَّ اللهَ خالِقُها
وإنَّ الخَلْقَ غَيَّرَها
فَإنْ لُمْتُم، فَلوموا مَنْ يُربِّيها
أُحِبُّ الصَّمْتَ مِنْ صِغَري
كَرِهْتُ القَولَ مُذْ قالوا
كَثيرُ القَولِ كَذّابُ
وَصَمْتٌ يُبْعِدُ النّارا
لِألسِنَةٍ إِنْ اَغْتابَتْ
أُحِبُّ العِلمَ والأَخْلاقَ إِنْ جُمِعا
فَليسَ العِلمُ صَدّاعا ولَيس الخُلْقُ خَدّاعا
فَعِلْمُ النّاسِ كالنَّبْتِ
ثِمارٌ مِنْهُ أَخلاقُ
وَلكِنْ حالُ جُهّالٍ
كَحالِ الطَّيرِ في الصَّحرا
كَحالِ الصُمِّ والاَعْمى
وَحالُ القَلْبِ مَوجُوعٌ
كَحالِ الأُمِّ إِنْ عَلِمَتْ
رَضِيعاً ماتَ مُحْتَرِقا
لِخَلقٍ عِلْمُهُمْ بائِنْ
وَخُلْقٌ لَيْسَ يَحْويهِمْ
فَويْلٌ لِلَّذي يَنْفي
وجودَ العَقْلِ لِلحَيْوانْ
فَبَعْضٌ مِنْهُمُ بَلْ كُلَّهُمْ
يَحْظَونَ بِالعَقْلِ مِنَ الإِنْسانْ
فَعُذْراً مِنْ كَلامي ذا
فَهذا وَاقِعُ الأَحْزانْ
فإنَّ اللهَ خالِقُنا وَخالِقَهُمْ
فَكُلُّ النَّاسِ مِنْ حَطَبٍ
فَلَيْتَ النَّاسَ مِنْ صَخْرٍ وَلَيْتَ الصَّخْرَ إِنْسانُ