ذكرت صحيفة "الغارديان" أن دراسة مهمة قالت إن الطعام الغني بزيت الزيتون والفواكه والخضراوات، يساعد على التقليل من السكتات القلبية والجلطات الدماغية، وقد يمنع حوالي 19 ألف حالة وفاة سنويا في بريطانيا.
ويورد التقرير، نقلا عن الدراسة، قولها إن اتباع نظام غذائي يعتمد على الحمية الغذائية، التي يستخدمها سكان دول البحر المتوسط، كفيل بأن يمنع الحالات المرضية التي تصيب القلب و تجلط الدم.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم أن منافع الطعام الغني بزيت الزيتون والفواكه والخضراوات معروفة لدى خبراء التغذية والأطباء، إلا أن الدراسة، التي أجرتها وحدة الأوبئة في مجلس الأبحاث الطبي في جامعة كامبريدج، تعد الأوسع من ناحية المعلومات التي جمعتها، والفترة الزمنية التي استغرق إعدادها، حيث جمعت بيانات حول عادات الطعام لدى 24 ألف شخص من منطقة نورفولك، وعلى مدار ما يقرب من 12 إلى 17 عاما.
ويشير التقرير إلى أن الباحثين وجدوا أن نسبة 12.5% من حالات الجلطات القلبية كان يمكن منعها، لافتا إلى أنه بالنسبة لبريطانيا، فإن هذا يعني منع حدوث 19 ألف حالة جلطة قلبية، من بين 155 ألف حالة تحدث نتيجة لأمراض القلب كل عام.
وتنقل الصحيفة عن الدكتورة نيتا فروهي، التي قادت فريق البحث، قولها: "نقدر أن نسبة 3.9% من الحالات الجديدة من أمراض القلب، أو 12.5% التي كشفت عنها دراستنا، كان يمكن منعها لو زاد السكان من التزامهم بنظام التغذية الشرق أوسطي".
ويلفت التقرير إلى أن اسم "شرق أوسطي"، ونظام الطعام المستخدم في المنطقة، لا يعني احتواءه على الحمص والخبز أو سمك الأنشوفي، فهو مصطلح وصفي وليس توجيهيا، ويعني نظام الطعام الذي يحتوي على الفواكه والخضراوات وزيت الزيتون والمكسرات وبعض السمك والألبان واللحم الأحمر، لكن ليس المعلبات والبقوليات.
وتبين الصحيفة أن الباحثين وجدوا صعوبة في تحديد نسبة ما يحتويه النظام الغذائي من هذه العناصر، ليصنف بأنه "شرق أوسطي" في الدراسة، التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي، مشيرة إلى أنه بعد دراسة للأدبيات، والعودة إلى المراجع، تم بناء هرم للحمية الغذائية الشرق أوسطية، أعدته مؤسسة الحمية الغذائية الشرق أوسطية، وحدد الهرم الطعام الذي استهلكته العائلات بناء على تحديد نقاط لكل نسبة، وكانت نسبة العلامات العليا هي 15 نقطة، وبالنسبة للعائلات توقعت الدراسة أن تحقق العائلات 13.1 نقطة كحد أعلى، و3 كحد أدنى.
وينوه التقرير إلى أن الباحثين وجدوا أن العائلات التي حققت علامات عالية كانت بسبب وجود عناصر متعددة من النظام الغذائي الشرق أوسطي، وهي بالتالي أقل خطرا لتعرضها لأمراض القلب أو الوفاة نتيجة له، بعد الأخذ بالعوامل الأخرى، مثل التدخين، والنشاط الجسدي.
وتقول فروهي إن الرسالة التي توجهها دراسة فريقها هي أن النهج القائم على "الطعام الصحي"، الذي يتبناه المجتمع، ويدعو إلى تناول أنواع غذائية، مثل الكرنب، أو أنواع معينة من التوت، ليس حلا، ولا تخفيض مواد معينة من الطعام، مثل السكر أو السمن، وتضيف أن النمط الغذائي الواجب استخدامه يجب أن يقوم على "موازنة أنواع متعددة من الطعام المتوفرة لدينا"، بحسب الصحيفة.
وتفيد الصحيفة بأن المصابين بأمراض القلب يوصيهم الأطباء باتباع نظام حمية غذائي شرق أوسطي، وتقول فروهي إن الدراسة الجديدة تظهر أن الطعام الشرق أوسطي جيد لكل شخص.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول مسؤول وحدة علوم التغذية في مؤسسة الصحة العامة "إنجلترا إن" الدكتور لويس ليفي: "نظام الحمية الغذائية الشرق أوسطي في هذه الدراسة يماثل النصيحة الرسمية في بريطانيا، التي تظهر في دليل (كل جيدا)، وننصح أيضا بالتقليل من المواد السكرية، والسمنة، والملح في الطعام والمشروبات، والحرص على مستوى السعرات الحرارية، من أجل حماية القلب والصحة بشكل عام".