نبراس الذاكرة
شارع ابي نواس.. بقايا تاريخ
لبغداد شوارع ومحلات مميزة ومعروفة في جانبي الكرخ والرصافة ومن أهم هذه الشوارع هو شارع ابي نؤاس الذي يبدأ من محلة الباب الشرقي أبتداء من جسر الجمهورية (حاليآ) ويمتد بمحاذاة نهر دجلة باتجاه الكرادة جنوبا ، وقد اهتم البغداديون بهذا الشارع منذ الماضي القريب لجماله وموقعه المميز ولجواره من شواطئ دجلة فأنشئت عليه المتنزهات والحدائق ولعب الاطفال والكازينوهات والمقاهي العامرة والجراديغ المنتشرة على أمتداد شواطئ دجلة واطلق عليه اسم كورنيش شارع ابي نؤاس .
كانت العوائل البغدادية تأتي الى كورنيش شارع ابي نؤاس من اماكن متفرقة من بغداد للتنزه وقضاء اوقات سعيدة والتمتع بجمال الطبيعة بين الحدائق والمتنزهات المطلة على شواطئ دجلة ، خاصة في ايام العطل والمناسبات الرسمية والاعياد ،ثم اصبح كورنيش ابي نؤاس من المعالم السياحية المهمة في بغداد التي يرتادها اغلب السائحين والاجانب خاصة في اوقات الليل للسهر والتمتع باجواء بغداد الساهرة وتناول طعام العشاء من السمك المسكوف على انغام صوت ام كلثوم.
وكان معظم البغداديين يسهرون ويتسلون فيه الى اوقات متأخرة من الليل خاصة في فصلي الربيع والصيف وذلك لجمال المكان والجو الشاعري الساحر ونسيم الهواء المنعش ورائحة السمك المشوي وخاصة ( البني والكطان ) واصبحت اكلة السمك المسكوف في بغداد من سمات شارع ابي نؤاس التي صار لها صدى واسع داخل وخارج العراق ، وقد اشتهر السماكون في هذا الشارع بطريقة شوي السمك وطريقة تقديمه للزبائن. وكان البغداديون يهرعون من حرارة الصيف للسباحة في نهر دجلة خاصة على شواطئ شارع ابي نؤاس حيث توجد بلاجات رملية تساعد الشباب والاطفال على اللعب والسباحة ، ويكثر ايضآ على شواطيء ابي نؤاس الصيادون وادوات الصيد.
وهكذا كان البغداديون يشعرون بالمتعة والتسلية وهم يسبحون ويتسابقون في صيد السمك ، وستبقى تلك الايام والليالي البغدادية الساهرة على شواطئ دجلة راسخة في ذاكرة البغداديين.