"الدين" و "المذهب" و "الحس الطائفي" أصبحت من الأدوات الفعّالة التي تستغلها بعض الدول للنفوذ في دول أخرى؛ فترى هذه الدول الطامعة تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتخدع شعوبها الطيّبة البسيطة بحجة الحفاظ على حقوقهم "الدينية" أو "المذهبية"، فيضحكون على هؤلاء البسطاء، ثم شيئاً فشيئاً ينفذون في هذه الشعوب؛ ويصادرون قرارها؛ ويتحكمون بمصيرها وهي غافلة لا تعلم! .
وهنا تحضرني كلمة للأسقف ديزموند توتو (وهو رجل دين مسيحي مهم من جنوب إفريقيا، اشتهر بمناهضته للعنصرية ورفض الاستعمار حتى لو كان المستعمر هو الغرب "المسيحي!" ) يقول هذا الرجل: "عندما جاء المبشرون لإفريقيا كان بيدهم الإنجيل وكانت لدينا أراضينا .قالوا لنا : "هيا بنا نصلي . . ." نحن أغمضنا أعيننا، و عندما فتحناها كان لدينا الإنجيل، وكانت بأيديهم أراضينا ! ".
هذه الكلمة مُعبّرة جداً، وتحمل بين طيّاتها الكثير من الحكمة والوعي واليقظة! .
لا أخفيكم بأنني - يوماً بعد يوم - أزداد يقيناً بضرورة "الوحدة الوطنية"، وعدم الانجرار وراء كل صوت يأتينا من خارج بلداننا بحجة الدفاع عن حقوق هذه الطائفة أو تلك الأقليّة أو غير ذلك. لابدَّ أن نتعايش في بلدنا الواحد، ونتفاهم فيما بيننا؛ حتى لا نبيع أوطاننا من حيث لا ندري ! .
أسامة الساعدي