بحث رائع: النبات يبكي ويدافع عن نفسه!!‏



هل تعلم أن النبات يتبع طريقة مخادعة لطرد الحشرات المزعجة؟ هل تعلم أن النبات يميز بين الحشرة الصديقة والحشرة الضارة؟ دعونا نتأمل
.

في دراسة علمية نشرت في مجلة Scientific Journal Proceedings of the Royal Society B في عدد آب / أغسطس 2014 تبين أن نبات الخردل يقوم بالدفاع عن نفسه ضد اليرقات بطريقة رائعة وغريبة.
هذا النبات يكره اليرقات التي تعيش وتتغذى على أوراقه فما هو العمل؟ لقد وجد الباحثون أن نبات الخردل يتخلص من هذه اليرقات بأسلوب ذكي ومن قبل أن تسبب له أضراراً، وذلك من خلال إطلاقه لرائحة خاصة تجذب حشرات الزنابير التي تقوم بافتراس بيوض اليرقات وتضع بيوضها على هذا النبات، وهذه البيوض سوف تفقس وتتحول لزنابير تأكل ما تبقى من بيوض ويرقات.. وبالتالي يتخلص النبات من هذه اليرقات بطريقة آمنة ودون أضرار!!



إنه مشهد أثار دهشة الباحثين واستغرابهم! فهذه الطريقة في الدفاع عن النفس لدى النبات تدل على أن الكون منظم ولا يسير عشوائياً أو بالمصادفة كما تدعي نظرية التطور، ولذلك في كل يوم يكتشف العلماء أسراراً جديدة تؤكد وجود قوة تتحكم بهذا الكون، ولكنهم لا زالوا يسيرون وراء وهم الإلحاد على الرغم من أن كل ذرة في هذا الكون تشهد على خالقها سبحانه وتعالى.



هناك نباتات تطلق روائح لجذب حشرات محددة تقوم بتلقيحها! فمعظم أنواع النبات تصدر روائح مغرية لبعض أنواع الحشرات التي تأتي وتظن أن هناك غذاءً ولكنها لا تجد شيئاً، إلا أن غبار الطلع يعلق بجسم هذه الحشرة وخلال انتقالها بين الزهور تنشر هذ الغبار (أو ما يسمى بحبوب التلقيح) فتسهم هذه الحشرات في تلقيح النباتات .



الدراسة قامت بها جامعة Wageningen University and Research Centre وتبين أن هناك بعض أنواع النبات تتعرض لهجوم بعض الحشرات.. فتستغيث و"تتوسل" وتبكي من خلال إطلاق مواد كيميائية تفهمها النباتات المجاورة فتهرع هذه النباتات لمساعدة النبات المتضرر من خلال إطلاق روائح تجذب حشرات مفترسة لتقضي على هذه اليرقات وبيوضها. كما نرى في الصورة هذه حشرة الزنبور تأكل البيوض قبل أن تتحول إلى يرقات.. سبحان الله!



نرى في الصورة يرقات وبيوض الفراشة التي تتغذى على أوراق الملفوف.. الدراسة تمت على أحد أنواع نبات الملفوف (الكرنب) الذي يتعرض باستمرار لهجوم من قبل فراشات الملفوف large cabbage white butterfly التي تتغذى على أوراقه وتضع بيوضها عليه لتتحول إلى يرقات مفترسة فيما بعد. فيقوم الملفوف بإطلاق مادة كيميائية يستجيب لها نبات الخردل الأسود black mustard فيقوم بدوره بإطلاق مواد كيميائية تجذب حشرات الزنابير التي تقوم بافتراس بيوض الفراشات ويرقاتها... وبالتالي يتخلص النبات من هذا العدو بطريقة رائعة في الدفاع عن النفس.



دراسة أخرى بينت أن النباتات آكلة الحشرات Carnivorous plants تقوم بسلوك غريب يدل على أنها تعرف ماذا تفعل!! النبات آكل الحشرات يصدر روائح لجذب الحشرات ليقوم بافتراسها والتغذي عليها، ولكنها بحاجة لحشرات النحل الصديقة له لتعمل على تلقيحه فما هو العمل؟
يقوم هذا النبات بإصدار روائح تجذب النحل وبعض الحشرات الأخرى التي يحبها هذا النبات آكل الحشرات فيتركها تقوم بتلقيحه من خلال التنقل بين أعضائها ونقل حبوب اللقاح من جزء لآخر.. دون أن يمسها بأدنى أذى، وهذه التقنية المتطرة تضمن الحفاظ على نسل النبات وتكاثره وعدم انقراضه... سبحان الله!
وعند هذا المشهد لا يملك الإنسان إلا أن يقول: سبحان الله! فكيف تمكّن النبات من معرفة أن هذه البيوض ستسبب له أضراراً في المستقبل؟ وكيف تمكن من إطلاق الرائحة التي تجذب تلك الزنابير التي تساعد النبات على القضاء على الحشرات الضارة دون أن تتعرض لأذى الزنابير؟ ولماذا لا تجذب هذه الرائحة حشرات أخرى مضرة بالنبات...
ومن الذي علم النبات أن يطلق رائحة تجذب أنواعاً من الحشرات مثل النحل لتقوم بتلقيح هذه النباتات؟؟ كيف علمت أنه لولا هذه التقنية لانقرض عالم النبات... من الذي علمه ذلك، أليس هو الله القائل: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 102-103]، هذا هو الله وهذه قدرته سبحانه وتعالى!