العبودية والحرية في عالم النمل



في كل يوم تظهر عجائب جدبدة لمخلوق صغير لم ننتبه لها من قبل.. ويبقى القرآن كتاب العجائب ينطق بالحق وآياته تشهد على صدق رسالة الإسلام.
.


هل تعلم أن النمل يقوم "بغزوات" يأخذ فيها بعض
العبيد من النمل الآخر، فيسخره لخدمته!! وهل تعلم أن هذا النمل الذي يغزو يحاول أن يدب الرعب في "قلوب" النملات المستعبدة.. وهل تعلم أن النمل المستعبد يقوم بثورات من أجل الحرية فيقاتل النمل الغازي، وأحياناً يستسلم!!!
تقوم النملات الغازية بإخراج النمل من الأعشاش أو قتله، ثم تأخذ اليرقات وتجعلها تنمو في أعشاشها فيعتقد النمل المولود حديثاً أن ملكة النمل تخصهم فيدافعون عنها ضد نملاتهم الأصلية. وهكذا يخدع النمل المعتدي النملَ المستعبد فيجعله يقاتل بعضه بعضاً!!



تقول سوزان فويتزيك، من جامعة يوهانس غوتنبرغ في ألمانيا: "إنهم يستخدمون الحرب الكيميائية". وتوضح أن النمل، كجميع الحشرات الاجتماعية، له غدد "دوفور" التي تفرز مواد كيماوية يستخدمها للتواصل. وتقول: "يستخدم النمل غدة دوفور للتلاعب بالمدافعين المضيفين ودفعهم إلى مهاجمة بعضهم البعض بدلا من القتال ضد صانعي الرقيق".
كما أن النمل يتمتع بقدرة كبيرة على اتخاذ قرار الحرب أو الانسحاب حسب قوة العدوّ.. وفي حال اتخُذ قرار الحرب فإن النمل يستخدم حرباً كيميائية من خلال إطلاق بعض المواد الكيميائية التي يتخاطب مع بعضه، وأحياناً يستخدم هذه المواد الكيميائية لخداع العدو فيجعله يتقاتل مع بعضه... وهناك أسرار كثيرة لا تزال مجهولة في هذا العلم الشبيه بعالم البشر.



الدراسة الألمانية أجريت في جامعة Johannes Gutenberg University of Mainz in Germany وثبت من خلالها أن النمل المستعبد يتمرد أحياناً، كما يظهر في الصورة فالنمل البرتقالي كان عبيداً فتمرد على أسياده من النمل الأسود وقتل بعضاً منهم.. سبحان الله!
والسؤال: ألا يستحق هذا المخلوق أن ينزل الله سورة ويسميها سورة النمل ويذكر هذا الكائن العجيب في كتابه الكريم.. إن مجتمع النمل لا يزال يحير العلماء حتى إنهم يفكرون في تصنيفه كمخلوق شبيه بالبشر.. وسبحان الله، هذا ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى عن هذه المخلوقات وغيرها: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].