"
25 أيلول 2016 | 11:40
فاجأ اغتيال ناهض حتر (1960-2016) الجميع اليوم، من مؤيّدي رأيه السياسي والمختلفين معه، فانتشر خبر الاغتيال بدقائق عبر مواقع التواصل وأحدث، كما العادة، حالاً من الانقسام بين رافض مبدأ الاغتيال السياسي، والمُعتبر أنّه يستحق مصيره. فمَن هو ناهض حتر؟
حتر هو كاتب وصحافي يساري أردني يكتب في جريدة "الأخبار"، معروف بمناصرته النظام السوري، خريج الجامعة الأردنية، قسم علم الاجتماع والفلسفة، حائز على ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر. يعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي. هو الذي سجن مرات عدة أطولها في الأعوام 1977 و1979 و1976، وتعرض لمحاولة اغتيال سنة 1998، أدت به إلى اجراء سلسلة جراحات، كما اضطر إلى مغادرة البلاد لأسباب أمنية، فتوجّه إلى لبنان سنة 1998، إلى أن انتهى مقيماً في عمان.
ووجه مدعي عام عمان الى الكاتب اليساري تهمتي "اثارة النعرات المذهبية" و"اهانة المعتقد الديني"، واعلن حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتهم به مؤكدا انه "غير مذنب".
وكانت عقوبة اي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل في حال ادانته الى الحبس ثلاث سنوات.
وكان حتر نشر رسما كاريكاتوريا، لم يرسمه، على صفحته الشخصية على "فايسبوك" بعنوان "رب الدواعش"، ما اثار جدلا واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم حذف المنشور من صفحته بعدما أكد أن الرسم "يسخر من الارهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الارهابيون".
واضاف قبل ان يغلق صفحته الشخصية، ان "الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري".
وتابع ان النوع الثاني: "إخونج داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون".
ولحتر اسهامات فكرية عدة في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية. اسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني، وهو موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ أيلول 2008.
من مؤلفاته:
- دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني.
- الخاسرون: هل يمكن تغيير شروط اللعبة؟.
- في نقد الليبرالية الجديدة، الليبرالية ضد الديمقراطية.
- وقائع الصراع الاجتماعي في الأردن في التسعينيات.
- الملك حسين بقلم يساري أردني.
- المقاومة اللبنانية تقرع أبواب التاريخ.
-العراق ومأزق المشروع الإمبراطوري الأميركي.