تأريخ تأسيس المسجد المعظم
يفتقر الإرث التاريخي لمسجد السهلة المعظم إلى الكثير من المفاصل المحددة لتأسيسه و مراحل تطور عمرانه , و هو في ذلك شانه شأن العديد من المساجد و الآثار الإسلامية
و لا شك أن العهود المتوالية بما أثقلت به على الرواة و المحدثين الصادقين , قد ساهمت في طي صفحات كثيرة كتب لها أن تبحر في شواطئ التغييب و الكتمان ؛ لتحتضنها غياهب الضياع
فما مر بالكوفة من أحداث جسام بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام,
و ما تناهبها من كل صوب على مر المراحل , كان كفيلا أن يطمس حتى معالم الدين الحنيف , لولا إرادة العزيز الجليل
و إذا كان الإسلام على شفا حفرة بعد شهادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , و قد جرى ما جرى ؛ فان معابد الله و مساجده نالت من الإقصاء, و الإهمال, و التدنيس, و الإغلاق, و الاستبدال, و طمس المعالم, و الهدم و محو لوحة الذكرى , و منع نقل الرواية , وقتل المترددين إليها و الحافظين لروايات تشريفها , و تغييب رجالها في قعر السجون
و لا ريب أن مسجد السهلة المعظم قد نال حضه الأوفر من هذه الجولات القاسية من الطغاة و الظالمين
لكن الرحمة الإلهية المهيمنة قد حفظت لهذا المكان الطاهر بعض النصوص الكريمة التي أشار إليها أئمة أهل بيت الوحي عليهم السلام
و لم يستطع أولئك الظالمون أن يغيبوا – رغم كل ما عملوا – الأحاديث و الروايات الشريفة التي تحدث بها أمير المؤمنين و أبناؤه الطاهرون عليهم السلام عن المسجد المشرف
و من تلك الأحاديث يستدل الباحث على قدم هذه البقعة المباركة ؛ كونها كانت بيت النبي إدريس عليه السلام و موضع عمله , و بيت النبي إبراهيم عليه السلام و مقر انطلاقته , و مسكن عبد الله الصالح الخضر عليه السلام و محل تردده , و مقر النبي دواد عليه السلام و مصدر توجهه
كما يستدل الباحث بوضوح و صفاء المعنى الواسع الممتد لقداسة هذا المكان العظيم ؛ بما ورد عن حملة الوحي عليهم السلام من أن كل الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام قد صلوا فيه , و أنهم خلقوا من طينته , و حملت وجوههم زبرجدة أو صخرة موجودة فيه
و لعل حمل المسجد لأسماء شتى , دليل آخر على قدم بناءه
و انه في كل مرحلة تجديد أو حقبة زمن يحمل اسم القوم الذين يجددونه أو يجاورونه
و يبدو أن هيكل البناء و طرز العمارة فيه التي توالى الناس على إعادة البناء بصورتها , تشير إلى نمط المشيدات في القرن الأول الهجري ,و إلى أن المسجد كان مشـــــــــــــيدا قبل زمن خلافة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكوفة ( 35- 40 )هـ
و لعل تلك المرحلة من تجديد البناء قد ارتبطت ببني ظفر
و هذا ما تؤكده إشــــارة الأمير عليهم السلام إليه في حديثه بتسميته بمسجد بني ظفر, و ((و هؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة ))(1)
المصدر : (1) محمد بن جعفر المشهدي –فضل الكوفة و مساجدها- ص
قامات المسجد
1 - مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام
2 - مقام النبي إبراهيم عليه السلام
3 - مقام النبي ادريس عليه السلام
4 - مقام العبد الصالح الخضر عليه السلام
5 - مقام الانبياء والصالحين عليهم السلام
6 - مقام الامام زين العابدين عليه السلام
7 - مقام الامام صاحب العصر والزمان عليه السلام
مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام
مقام الإمام الصادق عليه السلام
يقع في وسط المسجد , و تشــير الروايات إلى أن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أدى الصلاة فيه مرارا ,و فيه لبى عليه السلام صرخة لمؤمنة سجينة مظلومة نطقت بقول : (( لعن الله ظالميك يا فاطمة )) , باداءه عليه السلام صلاة ركعتين بين المغرب و العشاء مشفوعة بالدعاء (( أنت الله لا اله إلا أنت ... )) ؛ فأطلق ســــــــراحها فورا.
و كانت توجد قرب مقام الإمام الصادق(عليه السلام ) بركة ماء بعمق ستة أمتار تقريبا يتم الوصول إليها عبر سلم طابوقي من مدخل ظاهر اليوم للعيان , غير أن البركة قد تم ردمها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي
مقام النبي إبراهيم عليه السلام
مقام النبي إبراهيم عليه السلام
يقع في الزاوية الشمالية الغربية , و هو موضـع بيت النبي إبراهـــــيم عليه السلام و منه خرج إلى حرب العمالقة
مقام النبي ادريس عليه السلام
مقام النبي إدريس عليه السلاميقع في الزاوية الجنوبية الغربيـــة, و هو الموضع الذي كان يخيط فيه نبي الله إدريس عليه السلام , و إدريس النبي عليه السلام هو الذي اخبر الله تعالى في كتابه انه رفعه مكانا عليا : [ و اذكر في الكتاب إدريس انه كان صديقا نبيا* و رفعناه مكانا عليا](1) كان عالما بالنجوم , و كانت حياته في الأرض ثلاث مئة سنة , و هو أول من طرز الطرز , و خاط بالإبرة , و أنزلت عليه ثلاثون صحيفة .و من هذه البقعة الشريفة رفع(عليه السلام ) إلى السماءمقام العبد الصالح الخضر عليه السلام :يقع في الزاوية الشــــــرقية الجنوبية , وهو
مقام العبد الصالح الخضر عليه السلام
الخضر عليه السلام هو صاحب القصة التي ذكرها القرآن الكريم مع كليم الله النبي موسى عليه السلام . و قد كرمه جل و علا بطول العمر , فهو حي يرزق إلى حين خروجه مع صاحب الأمر , ليكون من أصحابه
مقام الانبياء والصالحين عليهم السلام
مقام الأنبياء و الصالحين عليهم السلام : يقع في الزاوية الشمالية الشرقية , و يســــــــمى أيضا مقام الأولياء و الصالحين , و ينسبه البعض فيسميه مقام النبي صالح عليه السلام
مقام الامام زين العابدين عليه السلام
مقام الإمام زين العابدين عليه السلام
يقع بين الزاوية الجنوبية الشرقية , و وســط المسجد, و تشير تسميته إلى أداء الإمام زين العابدين عليه السلام الصلاة فيه
مقام الامام صاحب العصر والزمان عليه السلام
مقام الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه) : يقع في وسـط الضلع الجنوبي
و تم بتوجيه السيد محمد مهدي بحر العلوم (قدس سره) (( تشييد مقام الحجة في مســــــجد السهلة , وبناء قبة من الكاشي الأزرق عليه- كما هو اليوم ))
و كان بين مكان المقام الذي عينه السيد رحمه الله , و بين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار