ساسة العراق واللعب على المكشوف ..!!
من الجلي الواضح جداً في هذه المرحلة الحساسة ان الامور السياسية في العراق باتت لعبة مكشوفة وخرجت عن السيطرة واتضحت الأمور ساطعة جداً للقاصي والداني وكما يقول المثل العربي ( سطوع الشمس في واضحة النهار) منذ 1/8/2016يوم استجواب وزير الدفاع (خالد العبيدي) في مجلس النواب من قبل النائبة (عالية نصيف) ومن قبلها الاستجواب السري من قبل النائبة (حنان الفتلاوي ) الذي سربت وقائعه للاعلام فيما بعد .. يومها يعلم الجميع كيف تحول وزير الدفاع من موقع الدفاع الى موقع الهجوم .. ومن موقع الفساد و الاتهام الى صفة الشريف المظلوم ..!! وما تلت هذا الامر من عجائب وغرائب من رفع الحصانة عن رئيس مجلس النواب (سليم الجبوري) خلال مدة لا تتجاوز الايام .. ومن ثم تم تبرئته من التُهم الموجهة اليه خلال ساعات من قبل اعلى سلطة في العراق الا وهي مجلس القضاء الاعلى ...!! وطبعاً في كل هذه الاحداث قد اثبت السياسيون العراقيون سرعة ودقة ادائهم في الحفاظ على الفاسدين والمفسدين من اقرانهم بغض النظر عن توجهاتهم ..!! حيث اثبتت هذه السرعة في القرارات انها رقماً قياسياً يستحق ان يدون في موسوعة (غنيس) ...!! واثبتت ايضاً ان اصحاب الحل والعقد في العراق من مجلس القضاء الاعلى مرورا بنواة الفساد (مجلس النواب) الى ايون الفساد مقام رئاسة الجمهورية ويهلها الكترونات الفساد السلطة التنفيذية من رئيس الوزراء ووزراءه الاداة التنفيذية للسرقات والفساد والنهب والسلب جميع هؤلاء ما فكروا يوماً بمصلحة الشعب الذي انتخبهم او مصلحة العراق كوطن يجمعهم ...!!
وكانت نتائج هذه الفترة نتائج اعجب واغرب حيث ان الشعب مازال كما هو شعب عراقي اصيل يتبع مسيرة اجداده العظماء !! الذين جمعوا الحطب لحرق ابراهيم الخليل ونفوه واهله من ارض العراق وبعدها اخذوا يبكون عليه ...!! واجدادهم في نينوى الذين مل منهم يونس النبي وهرب منهم غاضباً واستبدلهم بالبحر وبطن الحوت ..!! نفس الشعب الذي ادخل الامام علي ثلاث حروب متتاليات خلال اربع سنوات اجهز عليه بعد ذلك بمحرابه فقتله ومن كثرة سخط وجزع الامام علي منهم قال مقولته الشهيرة ( فزت ورب الكعبة) فاز بأنه تخلص من هذا الشعب ..!! نفس الشعب الذي غدر بالامام الحسن واجبره على الصلح مع رمز النفاق معاوية امام الوهابية وداعش..!! حتى ان الامام الحسن اعتزلهم ولم ينصرهم الى يوم استشهاده ...!! نفس الشعب الذي هز عرش الله في يوم عاشوراء وجعل فرس الامام الحسين تصهل صهيلاً عالياً وتقول : ( الظليمة الظليمة الويل الويل لأمة قتل ابن بنت نبيها ) دعاء استجابه الله لهذا الحيوان الاصيل فما زلنا نعاني الويل جيل بعد جيل من يوم كربلاء الحسين لذا فأن كل يوم في عراقنا عاشوراء وكل ارض منه كريلاء لا ترويها الا الدماء ...!!
لا يعجب من قرأ تاريخ العراق بتمعن مما يحصل الان ومهما يحصل في القادم من الايام بل يتوقع الاسوء.. حرب اهلية مثلاً .. سنية كردية او شيعية سنية او شيعية شيعية.. الخ .. ولا عجب ان تفرز المرحلة ثلاثة دول مستقلة عن بعضها في ارض كان اسمها العراق ...!! ولا عجب ان تسحق الاغلبية المستقلة والفقيرة المسالمة لتكون عبيداً للرموز السياسية وقادة العصابات الحزبية .. حين تفرغ الساحة من داعش سوف تتفرغ لنا الاحزاب وقادتها المقدسين ..!! فلا عجب بان تأخذ من الشعب (الاتوات) والضرائب كما تفعل الحكومة الان ..(اليس الحكومة محاصصة احزاب؟!!) .. عندها قد يمر المواطن الفقير الاعتيادي بسيطرات تأخذ منه رسوم متعددة الاشكال والصفات ..!! يعني على سبيل المثال (والمثال يضرب ولا يقاس ) قد يأتي يوم وانت مسافر الى زيارة العتبات المقدسة او الى أي مكان في العراق قد تمر على سيطرات تأخذ منك ضريبة ولو رمزية وتسمى سيطرة (سيد فلان وحزبه ) والاخرى (سيطرة المجاهد فلان ) واخرى سيطرة (المرجع فلان) و طبعاً ستختلف المسميات فالكرد ستكون سيطراتهم (برزانية وطلبانية واحزاب كردية اسلامية ) وفي الوسط والغربية ستكون سيطرات (عربية و بعثية ودينية رديكالية) وتصور لو ينزلوا الركاب في السيطرة مرغمين ليدفعوا الجزية صاغرين ويستلموا وصل رسمي دعماً للقادة والاحزاب المقدسين ..!!! وطبعاً قد تطرق ابوبنا يوماً هذه (المافيات) لتجبرنا على الدفع ..!! او في شوارع مدننا .. وازقة محلاتنا .. واماكن اعملنا ..!! ولا يتوقع احد ان كان عراقياً اصيلاً ان هناك من سيعترض ... الا على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت .. او في المقاهي واماكن التجمعات الشعبية ... !! وذلك لسببين مهمين الاول : منذ سقوط الملعون صدام في 2003 واستلام هؤلاء الملاعيين السياسيين الجدد الذين ساروا على خطاه مخلصين فسرقوا ونهبوا ودمروا العراق ولم يعترض عليهم احد الا كم زوبعة في فنجان لم تغير شيء الا الاريكة التي في مجلس النوا ب (القنفه) يوم اقتحامه ..!! السبب الثاني وهو الاهم : ان كل رمز سياسي فاسد له عصابات شرسه تعبده وتدافع عنه الى حد الموت وتقتل من اجله شعباً كامل بدم بارد بالكاتم او باللاصق او بالغدر او بالسر او بالعلن ..!! وهذه المجموعات تبرر لإربابها جميع فعالها ..!! وتعتبرهم خطوط حمر لا يجوز الوصول اليها او التكلم عنها بسوء اصلاً ...!! وان تمادى احد المقهورين من الشعب ونشر حقائق عن (القائد المقدس) فمصيره جثة هامدة قتلها مجهول !!!
ان المأساة التي وصل لها العراق في زمن المراهقين السياسيين هذا تنذر بان القادم اسوء وان الشعب العراقي العظيم قد جرد من كل صلاحياته وسلب كل حقوقه وسيستمر الدق على رأسه وتقطيع اوصاله وقتل شبابه فاذا ترحم اليوم على صدام اللعين ..!! فغداً يترحم على زمن المحتلين ويتمنى ان يحكمه الصهاينة الاسرائيليين كما فعلها الكرد ..!!
قد تكون النظرة هذه سوداوية وتشاؤمية ولكنها حقيقة واقعية نلمسها ونشعر بها ونعيشها كل لحظة من حياتنا في الامن المسلوب من بلادنا والعيش والرزق المقطوع من افوهنا ..!! حيث تعلن الحكومة وساستها التقشف على الشعب وفرض الضرائب من الماء والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية وتضيف على كاهل المواطن البسيط الغرامات كونه عراقي ..!! وسأحاول استقصاء بعض الظلم العلني الذي يصيب العراقيين بالنقاط التالية :-
اولاً / البطاقة التموينية تبخرت حيث ان السياسيين الملاعين اعلنوا بانه لا فقر ولا فقراء في العراق بينما تعلن المنظمات الانسانية الدولية ان هناك اكثر من ستة ملايين نسمة في العراق تحت مستوى الفقر ليسوا فقراء بل (تحت مستوى الفقر) ..!! يعني ان ساسة البلاد الجدد قطعوا قوت اكثر من (ستة ملايين ) نسمة ..!! وكان ابرز سراق هذا القوت وزير (مؤمن لايترك صلاة الليل )) ..!!
ثانياً / الامن تلاشى والاموال التي سرقت ولا زالت تسرق في وزارتي الدفاع والداخلية والجهات الامنية الاخرى لا تخفى على احد منذ هروب (ابن ثورة العشرين وابن المجاهدين ) وزير الدفاع الذي اتهم بسرقة مبلغ (ستة ملايين) دولار علناً ولحد الان !! الامن الوطني والمخابرات والاستخبارات و..و..و .. ميزانيات مفتوحة للسراق وبيع المناصب وبناء العصابات والمافيات ..!!
ثالثاً / التعليم حدث ولا حرج يعاني معاناة لا مثيل لها في كل بقاع الارض لا فرق بين طلبة العراق وطلبة في افقر البلدان الافريقية ..!! فكلاهما يفترش الارض ويدرس في مدارس طينية سقوفها من اغصان الشجر وآيلت للسقوط في أي لحظة ..!! ولا ننسى ان هذه الوزارة كان احد وزراءها (رجل تقي كان يلقي محاضرات في تفسير القرآن على القنوات الفضائية)!!
ربعاً / التعليم العالي والبحث العلمي انحط انحطاط لا مثيل له في تاريخ العراق حتى غدت الشهادات العليا تباع وتشترى علنا والايفادات مخصصة في زمن معين الى جهة معينة امتلكها الوزير (العجيلي ) كورث لأهله وحزبه وذويه .. ودمرها (الشهرستاني ) بعلمه (النير كونه عالم نونوي لا مثيل له ) حتى غدا يسب في كل جامعات العراق علناً ..!! واكمل عليها (الاديب ) بأدبه واخر ما اجتهد به هو ابتكاره بأن الطالب يكلف الدولة (13 ) مليون دينار في العام الدراسي !! فستنتج وهو (المجاهد المؤمن والمفكر الاسلامي ) بان تلغى مجانية التعليم .!!!
خامساً / كل الوزارات الاخرى من النفط والخارجية والمالية والكهرباء والصحة وكل الدوائر الخدمية الحكومية جميعها لا تقل فساداً ولا سرقات ولا محسوبيات و لا مافيات عن سواها والحديث يطول و وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية ملئت بالوثائق في حين ان جميع الوزراء وكوادرهم يدعون الوطنية والعلم والنزاهة والتضحية والجهاد من اجل بناء العراق الجديد منذ 2003 ..!! فكان بناءهم دماراً وعلمهم خراباً وعملهم فساداً واضحا ..!! والشعب مشتت كل له صنم يعبده من دون الله ويجعله اقدس من الوطن .. واما اللامنتمين فهم نفسهم (حزب الاريكة) الصامتين ..!! الذين ينظرون وينتقدون ويتفرجون على مدرجات التخدير بعين بلا نور وبيد لا حيلة ولا قوة لها على التغيير وان كان عدد كثير ..!!
و ظهرت اسماء جديدة على العلن وعلى لسان وزير الدفاع وشارك القضاء بالفساد وبدأ موضوع التسويات وانتهى الامر ..!! والشعب المحروم ( لايحل ولا يربط) يبقى بين المطرقة والسندان وهو خاضع خانع مستسلم للامر الواقع لا امان ولا سكن ولا عمل ولا حياة كريمة الا للمقربين من المافيات والخطوط الحمراء المقدسين ... ومنهم مثلاً (هيثم شغاتي ) هذا الاسم الغريب الذي قال عنه ( حاكم الزاملي ) رئيس لجنة الدفاع النيابية :- ( انه ثالث اغنى رجل في العراق .. !! بينما هو مسجل في السجلات الرسمي انه جندي مطوع في الجيش العراقي منذ 2008 .. !!).
واليوم كبر الملعب ودخل الكرد اللعبة وصوت البرلمان على فساد (هوشيار زيباري ) وزير المالية ( الممول الرئيسي للسرقات الكردية) ..!! والتصويت على اقالته بـ(180) صوت جاءت بالتصويت السري .. ويقال ان قائمة المفسدين قادمة ومسيرة الاصلاح مستمرة ..!! ولكن هل هي حرب ضد الفساد ؟!! ان كانت كذلك فهل عقومة الحيتان التي سرقت مليارات الدولارات وعاثت في ارض العراق الفساد وهلكت الحرث والنسل وجعلتنا مهزلة اما م العالم نتصدر قوائم الفساد والجبن والتفرقة والقتل والدماء هي مجرد اقالتهم ؟!! واسقاط سرقاتهم وتركهم يتنعموا بما سرقوه ؟!! ... ام هي تصفية ثارات وحسابات وكما يقال بالمثل العراقي (طلعت الشمس على الحرامية ) وصار اللعب على المكشوف .!!!
&&&***&&&
هود السائح
ايلول 2016