كثير من الأمراض تظهر بشكل دوري، وتصيب خصوصا الأطفال مع بداية العام الدراسي.
ويمكن القول إن البيئة المدرسية تزيد الإصابات بالمرض؛ نتيجة وجود الأطفال في مجموعات كبيرة بها، يتعرضون خلالها للعديد من مسببات المرض من جراثيم وغيرها من مقومات العدوى.
وحسب مجلة بلسم/ مجلة الهلال الأحمر الفلسطيني، تتنوع الأمراض مع بداية الفصل الدراسي ما بين الأمراض الفيروسية والفطرية والطفيلية. فالقوباء والوحمات الراشحة الشائعة، والإصابة بالجدري المائي، تعد من أكثر الأمراض انتشارا بين طلاب المدارس؛ إذ تتنوع أعراضها بين بقع حمراء، تتطور إلى حوصلة، ثم إلى بثور سوداء. وبطبيعة الحال، تختلف درجة الإصابة من طفل إلى آخر، حسب قوة العدوى وتناوله للتطعيمات.
أما الأمراض الطفيلية التي تصيب الطلبة، فتتنوع بين الجرب والقمل، وهما من أكثر الأمراض في المدارس، وعندها يجب عزل المصاب من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع حتى يتم الشفاء. وترتفع الإصابة بالأمراض الفطرية، مثل "التنيا"، وهو من الأمراض المنتشرة بين الأطفال، والتي تصيب الشعر والجلد ثم الجسد.
أمراض العيون
ومن أهم أمراض العين التي تحدث في المدارس التهاب الملتحمة الوبائي، الذي يحدث من التهاب الملتحمة عن فيروس أو جرثوم (بكتيريا)، أو مسببات حساسية، ويتمثل هذا الوباء بالتهاب الملتحمة وانتفاخها، ويكون من أهم عوارض التهاب الملتحمة الوبائي الانزعاج من الضوء أو الشمس، احمرار العين، انتفاخ الجفن، تدميع العين، شعور بالحكة أو بحريق في العينين مع إفرازات صفراء أو خضراء، حكاك في الأنف، عطاس، ألم في الحنجرة، تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الأذن، وتنتقل العدوى من الأيدي إلى العين في حال كانت الأيدي ملوثة بالفيروس، ويمكن للأيدي أن تصبح ملوثة في حال لامست دموع أو إفرازات شخص مصاب عن طريق المصافحة أو ملامسة أسطح ملوثة بالعدوى أو إفرازات عين شخص مصاب، وتكون مدة حضانة الفيروس من يوم إلى عشرة أيام.
الوقاية
وينصح التلاميذ بغسل اليدين بالصابون والمياه الفاترة تكرارا، وعدم مشاركة الأغراض والأدوات الشخصية والمناشف والأغطية والأدوات المدرسية وغيرها مع الآخرين، وبخاصة المرضى منهم، وتجنب لمس أو فرك العينين، وغسل اليدين بعد الاختلاط بشخص مصاب، أو لمس أي غرض من أغراضه، وشدد على ضرورة استشارة طبيب مختص في طب العين عند شعور الطفل بألم شديد، أو اشتداد الورم، أو وجود إفرازات خضراء، أو وجود ضعف في البصر.
إصابات الأذن
من بين الأمراض التي تنتشر عند الأطفال في المدارس إصابة الأذن، التي ينتج عنها ضعف في السمع وعدم توازن الجسم، ويعدّ ضعف السمع من الأمراض الشائعة بين الأطفال، التي يكون لها تأثير سلبي على الطفل في تحصيله الدراسي، وبالتبعية في تكوينه العقلي واللغوي. ما يتسبب بالتأثير سلبا في التطور اللغوي لديه؛ إذ لا يمكن أن يحدث هذا التطور بشكل سليم إلا إذا تمتع الطفل بحاسة سمع سليمة.
وكي يتم تدارك الأمر وضمان تطور لغوي سليم لدى الطفل، لا بد من اكتشاف مثل هذه الاضطرابات بشكل مبكر، وعلاجها في الوقت المناسب. وهناك ثلاثة أنواع من ضعف السمع، حسب مكان الإصابة بالأذن، منها ضعف السمع التوصيلي، وهي مشكلة تصيب الأذن الخارجية أو الوسطى، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع انسداد الأذن بالشمع، وارتشاح مائي خلف طبلة الأذن، والتهابات صديدية بالأذن الوسطى، وتيبس عظمة الركاب. أما النوع الثاني، فهو ضعف السمع الحسي العصبي، وينتج عادة من مشكلة تصيب الأذن الداخلية والعصب السمعي، ويقتضي تأهيل الأشخاص بتزويدهم بسماعات طبية، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع العوامل الوراثية نتيجة زواج الأقارب، زيادة نسبة المادة الصفراء (البيليروبي) للمولود لمدة طويلة، تعرض الطفل لالتهاب الغدة النكفية، التعرض للضوضاء لفترة طويلة، ومرضى السكري، والفشل الكبدي والكلوي. والنوع الثالث هو ضعف السمع المزدوج، ويعد مزيجا من النوعين السابقين.
وهناك عدة أعراض تنذر بإصابة الأذن عند الأطفال، وهي عدم القدرة على السماع بصوره جيدة، ألم في منطقه الأذن، إفرازات من الأذن، ارتفاع درجات الحرارة، الشعور بالدوار، التعب والضعف العام، سيلان من الأنف أحيانا، احتقان الجيوب الأنفية أحيانا، صداع القيء والغثيان والإسهال في بعض الأحيان، حدوث طنين الأذن، أو تصلب وألم في الرقبة.