((( حقائق صامته )))
من بين الدول التي سنحت لي ظروف عملي بزيارتها في السبعينيات هي بلجيكا وبالتحديد سنة 1978..وفي مدينة (انتويرب)!!!
كنت مع اثنين من زملائي العراقيين نجلس في مكان هم دلوني عليه كوني ازور البلد لاول مره !!وهذا المكان اشبه بالمقهى يطلقون عليه تسمية (arabic cafe shop) اي المقهى العربي وذلك لكثرة رواده العرب وخصوصا االخليج والسعوديين بالدرجة الاخص حيث شاهدت بعضهم وقد بانت عليه الثمالة وهو يتحدث ويحتضن فتاة بلجيكية بعمر ابنته ان لم اقل حفيدته مغدقا عليها فقد امتلات طاولتهم حتى التخمة باصناف لم اعرفها من الطعام والشراب\\ في الحقيقة لم يروق لي البقاء وطلبت من اصدقائي مغادرة المكان وفعلا اتفقنا على الذهاب الى مكان آخر غير انهم استأذنوني للذهاب لبعض شؤونهم الخاصة على ان امكث بانتظارهم لدقائق //وكنت اعرف انهم يتهربون مني كي لا اعرف مبتغاهم الذي لايروق لي !!!بقيت جالسا لوحدي لحظات انظر حولي مستغربا لكثير من التصرفات التي اعتبرها معيبة في بلدي..
نهظت اروم الذهاب الى دورة المياه التي لاتبعد كثيرا في احد اركان المبنى وفي الممر المؤدي اليه بادرتني السلام فتاة كانت خارجة منه للتو !!
عدت ادراجي بعد قضاء حاجتي لاجد تلك الفتاة تجلس على طاولتي وعلى الكرسي الذي كنت اشغله::ابتسمت لها موضحا بان الطاولة مشغولة وهذا العصير لنا وسوف ياتي اصدقائي بعد قليل !!
اجابت وهي لازالت مبتسمة :عفوا وارجو ان تسمح لي بالجلوس لحين وصول صديقتي فليس هناك مكان شاغر غيرهذا وساتركه اذا عاد اصدقائك
جلست صامتا وقد شغلني جمالها عن الحديث واكتفيت بالنظر الى واجهة المقهى تحسبا لوصول زملائي **كسرت طوق صمتي بسؤال طالما اعتدت عليه ..what country are you from
(من اي بلد انت؟؟)
قلت لها انا عربي !! قالت اعلم انك عربي فالبلدان العربيه كثيرة..
قلت:-انا من مصر.... ابتسمت ابتسامة عريضة دليل الترحيب والرضى وراحت تكيل الثناء والمديح للشعب المصري وتشيد بالوعي الثقافي والعلمي والمجتمعي بشكل أثار استغرابي وشكوكي في آن واحد / وبدد استغرابي وازال شكوكي ووضعني على جادة اليقين هو استرسالها بالمديح وان المصريين هم الشعب الوحيد الذي تفهم السلام العالمي وسعى الى تحقيقه...قلت في داخلي بلا شك هذه اسرائيليه وما ذلك الاطراء والمديح للشعب المصري الا انعكاسا لحالة الترحيب الصهيويهودي لرحلة العار التي وقعت فيها اتفاقية كامب ديفيد وحداثة توقيعها التي لم يمضي عليها سوى شهور...
توقفت عن المديح والثناء وراحت تسالني ثانية ..what is your name ..اجبتها...(جورج)...
قالت:-أمسيحي انت؟؟
قلت:-غير مهم ..المهم ان يكون الانسان صالحا ويعمل على ارضاء الرب.
قالت :- أمتزوج؟؟
قلت لا لم يحن الوقت بعد؟؟؟
واردفت :- وانتي مااسمك؟؟
قالت :- كريستينا ،،
قلت متسائلا:- مسيحيه؟؟
قالت:- نعم .
قلت :-انتي من بلجيكا ؟؟؟
قالت:-لا انا مقيمة هنا،،غير اني المانية الجنسية...
كان هناك شئ ما في داخلي يقول لي انها تكذب..وتساورني افكار تزيد من مخاوفي وشكوكي وذلك ان بلجيكا معقل من معاقل الموساد الاسرائيلي الذي يدس السم بالعسل وان الكثير من هكذا فتيات يحملن امراض فتاكة ك(الأيدز)و(السفلس)وغيرها ويعملن لصالح المخابرات الاسرائيليه التي جعلتهن كطعم لاصطياد المغفلين من التجار واغنياء الدول الخليجيه الذين لايترددون بصرف آلاف بل ملايين الدولارات على سويعات من النزوات العابرة والتي تذهب بذهاب اموالها للصهاينة اعداء العروبة والاسلام..
رحت استرسل معها بالحديث قائلا :-
:-كريستينا انتي فتاة واعية ومثقفة ليتك تنصتين لهذه القصة القصيرة التي سارويها لكي واحكمي بعين العقل والعدل لمن من ابطالها الحق ومن هو على باطل..
قالت :-وماهي تلك القصة؟؟؟
قلت:-تصوري يوم ممطر وبارد مصحوب برياح شديدة وانتي تجلسين في منزلك الفاره ...ومن خلال زجاج النافذة لفت انتباهك شخص يقف خارجا في هذا الجو العاصف بدت عليه ملامح الفقر والحرمان وهو يرتجف من شدة البرد وقد بلل المطر ثيابه..بالطبع المنظر مؤثر وبتأثيره تحركت عاطفتك وانسانيتك لتفتحي له الباب وتدعينه للدخول الى المنزل ريثما تهدأ الرياح ويتوقف المطر...
وبعد دخوله جففتي له ملابسه وقدمتي بعض الطعام ليأكل ودار بينكي وبينه الحوار التالي:-
انتي:-مااسمك ؟؟؟
هو:- س..
انتي :- اين تسكن يا (س) ؟؟؟
هو :- ليس لدي مكان او منزل ما ..
انتي :- واين تعمل ؟؟؟
هو:- ليس لي عمل محدد فانا اعمل كل شئ حتى لو كان العمل وضيعا
انتي :-حسنا اين تذهب بعد خروجك الآن من منزلي؟؟
هو:-اذهب الى شارع آخر بانتظار عاصفة اخرى وقد لا اجد من يؤيني..
كلماته هذه حركت فيك الجانب الانساني والعاطفي مما دعاك الى ان تقدمي له عرضا بالبقاء معك في احد غرف المنزل الفائضة عن حاجتك وليكون لكي انيسا....
واستمر الحال على هذا المنوال يذهب (س) صباحا لاعمال لاتعلمين ماهي واين ويعود مساءا محملا باغراض شتى يضعها في غرفته حتى لم يعد هناك متسع فيها لنومه ..وذات ليلة طلب منك راجيا ان تمنحيه غرفة اخرى .وتم له ذلك لعدم حاجتك للغرفة وكسابقتها امتلأت هي الاخرى فجائك يطلب ثالثة ولو بالايجار وافقت على طلبه املا بالاسفادة من المبلغ لسد بعض النفقات..
سؤالي هنا هو هل من المنطق والحق والعدل ان يستحوذ (س)بعد ان اشتد ساعده ان يرميك خارج منزلك الى حيث كان هو في البرد والمطر بلا مأوى ويصرخ بوجهك مدعيا ان البيت بيته ؟؟؟
قالت :-لا ليس له الحق ان يفعل ذلك فهذا ظلم وجحود ونكران للجميل...
اجبتها ببرود وقد شخصت عيني بعينيها :- وهذا بالضبط ما فعله اليهود بالفلسطينيين ولازالو فهل هم على حق ام للفلسطينيون؟؟؟
لم تنبس ببنت شفه وراحت تنظر لي باستغراب ثم اردفت قائلة وبان الارتجاف على شفتيها وهي تكتم عصبيتها بشده :-انت عراقي ولا اظنك من بلد آخروذا تفكير العراقيين..
اجبتها :- نعم انا عراقي وافخر بعراقيتي واسمي ليس جورج وانتي اسرائيليه ويهوديه ولست مسيحيه وباسم يهودي وليس كريستينا :..لم اشأ ان اقول لها انكي تعملين للموساد الاسرائيلي..
قالت ساخرة وهي تقف مندهشة من صراحتي وفراستي :- كنت أمل ان نقضي معا وقتا ممتعا هذه الليله ولكنك اتلفت هذه المتعة وخسرت جسدي ..
قلت لها:-اي متعة سخيفة وباطلة تلك التي تجلب غضب الرب/لاحاجة لي بها ولا بجسدك الملوث..
اقول هناك الكثير ممن ترتبط بهم هذه القصة ممن نحسن اليهم ونأويهم فيستغلون انشغالنا ظنا منهم انا ضعفنا ويحسبون انهم قادرون ::::
اقول لهم تبا لكم ولاسيادكم الذين حشوكم باكثر مما تستوعبون واعلمو بان حشو الكيس باكثر مما يتسع سوف يمزقه وانكم يا اخوتنا جماعة مسعود ستخسرون ماتملكون اذا طمعتم بما يملك غيركم :وكفى لعبا بالنار...
وليس على قول المثل اللبناني (ذوقناه الطعميه راح قرقش الطبليه)
يقول الشاعر:-
لاتخدعن باطماع تزخرفها ::::::: لك المنى بحديث المين والخدع
فلو كشفت عن الموتى باجمعهم::::وجدت هلاكهم في الحرص والطمع
ودگ يابو طبل..... تراها حبله من گبل