وافقت سلطات إقليم كردستان العراق على اقامة مدرسة حكومية باسم "مدرسة باليه السليمانية" وهي الاولى من نوعها في مجتمع يتسم بالاتجاه المحافظ والتقليدي اجمالا.
اربيل: حققت روبار احمد ما حلمت به طوال 17 عاما وتمكنت من تاسيس فرقتها الخاصة للباليه في اقليم كردستان العراق منذ مطلع العام 2009وتقديم عروض واعطاء دروس في هذا النوع الصعب من فنون الرقص.
وتقول روبار احمد (37 عاما) خريجة اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد انها تسعى جاهدة، منذ انهاء دراستها العام 1992، الى تاسيس مدرسة للباليه في اقليم كردستان بعد ان تلقت، بالتزامن مع دراستها في اكاديمية بغداد، دروسا في الرقص.
وتضيف روبار التي اجهشت في البكاء بعد تقديم فرقتها عروضا في قاعة "ميديا" في اربيل، كبرى مدن الاقليم، ان محاولاتها الحثيثة لاقامة مدرسة للباليه تحققت بداية العام 2009 وبالتحديد في شباط/فبراير
ووافقت سلطات الاقليم على اقامة مدرسة حكومية باسم "مدرسة باليه السليمانية" التابعة للمديرية العامة التربية.
والمدرسة هي الاولى من نوعها في مجتمع يتسم بالاتجاه المحافظ والتقليدي اجمالا.
وتتابع "منذ سبعة عشرة عاما احاول تاسيس فرقة للباليه في كردستان.
وقررت الاخذ بتجارب ومناهج دول مثل فرنسا واميركا وايطاليا لتاسيس مدرسة وفي العام الحالي حصلنا على موافقة الحكومة" .
وقدم طلاب مدرسة الباليه مجموعة عروض فنية جميلة في فعاليات "مهرجان الباليه السنوي الاول" بلوحات "الابتسامة" و"رسالة الى امي مع رقصة الحب" و"رقصة الجمال" على انغام موسيقى عالمية ممزوجة بموسيقى كردية فلكلورية.
وتقول روبار حول هذا المزج الموسيقي "نحن معروف لدينا ان الموسيقى الكلاسيكية تنسجم مع حركات الباليه وراقص الباليه ولهذا استطعنا الاستفادة منها بالاضافة الى ما لدينا من ارشيف كبير من الموسيقى الكردية ينسجم مع رقصة الباليه".واشارت الى ان الطلاب تدربوا على رقصات الباليه خلال عطلة الصيف "فبعد افتتاح المدرسة كنا في وسط العام الدراسي ولهذا حاولنا تعويض ما فاتنا من الدراسة
وتضيف روبار التي يساعدها زوجها في اعطاء الدروس وفرقة موسيقية صغيرة العدد "كان الاطفال في غاية الحماسة اثناء تقديمهم عروض الباليه".
وتوضح "استطعنا تقديم الحفلة رغم ضرورة الانتظار ثلاث سنوات لتخريج اول دفعة من مدرسة الباليه، والانتظار الى حين بلوغ مستوى تقديم العروض".
واشارت الى ان "الدراسة بدأت مع 14 طالبا من الفتيات والفتيان فقط، اما اليوم فقد بلغ العدد 44 طالبا ولم يكتمل المبنى المخصص للمدرسة وندوام حاليا في مدرسة اخرى ولدينا قاعة صغيرة استمرينا بها من الخطوة الاولى الى حين الانتهاء من تشييد المبنى".وتتراوح اعمار التلاميذ بين السابعة والخامسة عشرة.
واكدت على "الاقبال الواسع لدى الطلاب للانضمام الى مدرسة الباليه".وتقول مديرة المدرسة نجية نايف انه "خلال فترة التسجيل، نتسلم عادة 200 طلب ونختار منها 40، اما هذا العام، وبسبب الاوضاع وضعف الامكانيات، تسلمنا 40 طلبا فقط وقبلنا 15 منها".
من جهتها، تقول سنار اراس (12 عاما) طالبة الباليه "انا سعيدة جدا لمشاركتي في تقديم هذه العروض الفنية استطعنا تقديم اولها في اقليم كردستان".
بدورها، توضح مينا نياز (14 عاما) "لا اعرف كيف اعبر عن شعوري لاننا نجحنا في تقديم عروض رقصة الباليه وقد حاز ذلك على اعجاب الحضور".وتؤكد مديرة مدرسة الباليه تقديم العروض ذاتها في المدن الكردية الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد.
يشار الى وجود مدرسة لتعليم رقض الباليه تضم مئات الطلاب من مختلف الاوساط والمذاهب قرب احد اكبر معسكرات الجيش العراقي وسط بغداد.وفي المدرسة التي يدخلها طلاب من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية، تخصص ساعات الصباح الاولى للمواد الدراسية وساعات بعد الظهر للموسيقى او الباليه تحت اشراف اربعين استاذا