من منا لم يشم تلك الرائحة المميزة التي تنبعث في الهواء بعد هطول الأمطار بل أحياناً يمكننا تمييز تلك الرائحة قبل هطول المطر أو وصول العواصف الرعدية فما هو سر رائحة المطر و من أن تأتي تلك الرائحة و لماذا نعشقها ؟
حسناً هناك نوعان من الرائحة و ليس نوع واحد على الرغم من أنهما قد يختلطا في كثير من الأحوال
النوع الأول : الأوزون
النوع الأول يأتي من السماء و هو الأوزون و الذي ينتج خلال العواصف الرعدية حيث يتسبب التفريغ الكهربي في فصل ذرتي الأكسجين عن بعضهما لتعود بعدها تلك الذرات للإلتحام في صورتها السابقة أو في صورة أوزون ثلاثي الذرات هذا الأوزون تحمله الرياح لعشرات الكيلومترات ليصل إلى أنوفنا برائحته المميزه و هو سر الرائحة التي تسبق العواصف الرعدية و التي يستطيع ذوي الأنوف الحساسة التقاطها .
النوع الثاني : البتريكور
النوع الثاني يأتي من أسفل ...من التربة , و هو مزيج من الزيوت العطرية التي تنتجها النباتات و البوغيات التي تطلقها بعض أنواع البكتريا و التي تتحرر عقب سقوط المطر على التربة و يمكننا شم الرائحة ذاتها خلال ري التربة الجافة بالماء و تسمى هذه الرائحة بالبتريكور و هي تسمية ذات أصول أغريقية.
استخدم علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كاميرات عالية السرعة لدراسة قطرات الماء تصل إلى التربة و لاحظ العلماء أن هناك فقاعات تنتج من الهواء المحاصر تحت قطرات المطر حينما ترتطم تلك القطرات بالتربة المسامية . لتحرر الروائح العطرية بل و بعض أنواع البكتريا و الفيروسات التي توجد في التربة بشكل طبيعي.
تنتج الأمطار الخفيفة و المعتدلة مواد طيارة تظهر أكثر في التربة الرملية والطينية و تسمى بالأيروسولات أو الضبوب أو الهباء الجوي الزيوت العطرية والبوغيات ( التي تنتجها البكتريا ) و الموجودة في التربة تتم محاصرتها داخل هذا الضبوب و بمجرد أن تنفجر تلك الفقاعات تنتشر رائحتها المنعشة في الهواء كما يمكن أن تنتقل لمسافات طويلة مع الرياح و هذا يفسر قدرة البعض على تمييز رائحة المطر قبل هطوله أيضاً .
يعتقد أننا ورثنا عشق رائحة المطر و التي تغنى بها الشعراء من أسلافنا حيث كانت رائحة المطر دائماً ما تعني الخصب و الرخاء و بسبب هذه الرائحة المميزة التي يعشقها الكثيرون أستطاعت بعض الشركات انتاج تلك الرائحة من خلال استخلاص ما يتجمع منها في زيت خشب الصندل و هي تباع بأسعار مرتفعة تحت مسمى عطر الأرض .