6 معتقدات عن الفلفل الحلو: صحيحة أم خاطئة؟
يجمع الفلفل الحلو بين خصائص الخضار والفاكهة في الوقت نفسه. مصدره أميركا الوسطى، غنيّ بالعناصر الغذائيّة الأساسيّة لصحّة الجسم. أمّا ألوانه، فتتدرّج من الأخضر إلى الأحمر، وذلك حسب مرحلة نضوجه.
- الفلفل صعب الهضم حتى بعد طهوه
خطأ! يحتوي الفلفل الحلو على الألياف التي يصعب على الأمعاء الدقيقة هضمها عند تناوله نيئاً (لا سيّما الفلفل الأخضر). أمّا بعد الطهو، فلا تسبّب هذه الألياف أيّة مشكلة في الهضم شرط مضغه جيّداً، على عكس القشرة والبذور التي يُنصح بانتزاعها. أفضل طريقة لتقشير الفلفل بسهولة، هي إدخاله إلى الفرن لبضع دقائق (على حرارة180˚C ) ثمّ وضعه داخل حقيبة حراريّة مخصّصة للتبريد لمدّة 10 دقائق بعد إغلاقه بإحكام. بعدئذٍ، تُفتح الحقيبة، وها هي القشرة تنفصل وحدها بشكلٍ كامل تقريباً. يُقال إنّ تناول هذا الخضار يسبّب تفاقم مشكلة القرحة، لكن هذا المعتقد خاطئ تماماً. فعلى غرار أنواع الفلفل الأخرى، يساهم الفلفل الحلو في تخفيف نزيف المعدة ويقلّل إنتاج الحمض المعدي.
- الخضار الأغنى بالفيتامين C
صحيح! تسجّل نسبة الفيتامين C في هذا الخضار معدّلات قياسيّة تصل إلى 165 ملغ في كلّ 100غ من الفلفل الحلو النيء، وهذا المعدّل أعلى من ذلك الموجود في البروكولي (110 ملغ)، السبانخ (40 ملغ)، والفجل (20 ملغ). بالتالي، إنّ العشرات من شرحات الفلفل المنثورة على طبق السلطة، تكفي لتوفير أكثر من ثلث كميّة الفيتامين C الموصى بها يوميّاً (100 ملغ). لكن انتبهي، فعند طهو الفلفل، يفقد حواليّ نصف كميّة هذا الفيتامين. يتميّز الفيتامين C بفوائد كبيرة، إذْ يساهم في الحفاظ على بشرة مشدودة، غضروف سليم وعظام قويّة، يقي من الالتهابات وأزمات القلب والأوعية الدمويّة. تشير دراسة فنلنديّة* إلى أنّ الفلفل الحلو، على غرار الطماطم، يحتوي على مادّة مهمّة مضادّة للأكسدة (الليكوبين) تخفّض من احتمال الإصابة بالاحتشاء بنسبة 59%، وتقلّص خطر التعرّض لسكتة دماغيّة بنسبة 125%.
* دراسة نشرت في أواخر العام 2012 في مجلّة Neurology.
- يساعد على خسارة الوزن
صحيح! الفلفل الحارّ والفلفل الحلو حليفان أساسيّان للرشاقة. يحتويان على نسبة كبيرة من المياه (أكثر من 90%)، وبالتالي، كلاهما قليلا السعرات الحراريّة: ما بين 20 و30 كيلو كالوري في كلّ 100غ، كما أنّهما يحتويان على الألياف (ما بين 1.5غ وغرامين في كلّ 100غ) التي تمنحكِ شعوراً بالشبع. يتضمّن الفلفل الحلو أيضاً مادّة الكابسين (وهي تشبه الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحارّ) التي تحفّز عمليّة الأيض الأساسيّ وتعزّز عمليّة أكسدة الدهون.
- الفلفل الأخضر، الأصفر والأحمر هي أنواع مختلفة من الفلفل
خطأ! اختلاف ألوان الفلفل يدلّ على مراحل نضوجه. الفلفل الأخضر يكون غير ناضج، يصبح مع الوقت أصفر، ثمّ برتقاليّ، وأخيراً أحمر عند نضوجه. أمّا الطعم، فيختلف قليلاً، إذْ أنّ الفلفل الأحمر حلو أكثر من غيره، أمّا الأخضر، فحادّ أكثر. كذلك الأمر بالنسبة إلى الفوائد الغذائيّة، لأنّ الفلفل الأحمر يوفّر المزيد من الحماية للجسم، كونه يحتوي على نسبة أكبر من الكاروتينات المضادّة للسرطان مقارنةً بالفلفل الأخضر (كلّ 100غ منها يحتوي على 790 ميكروغرام من البيتا كاروتين، مقابل 208 ميكروغرام للفلفل الأخضر). ظهرت مؤخّراً أنواع هجينة من الفلفل، كالأبيض، البنفسجيّ والأسود. تحتوي جميعها على الفيتامين C، غير أنّ الفلفل الأبيض يحتوي على نسبة أقلّ من الفيتامين A المفيدة للحفاظ على شباب البشرة، ما يفسّر لونها الباهت.
ملاحظة: قد يتسبّب تناول الفلفل الأخضر النيء بردّات فعل لدى الأشخاص الذين لديهم حساسيّة على حبوب لقاح شجر البتولا (حكّة أو حريق موضعيّ). في هذه الحالة، يُستحسن طهو الفلفل أو تناول اللّون الأحمر منه.
- الفلفل ينشّط الذاكرة
صحيح! يتميّز الفلفل الحلو باحتوائه على نسبة عالية من اللوتيولين، وهو نوع من البوليفينول المضادّ للالتهابات الذي يكافح تراجع الوظائف الإدراكيّة. هذا المكوّن الطبيعيّ، الذي نجده أيضاً في الكرفس، يعزّز القدرة على التعلّم ويساهم في الحفاظ على الذاكرة. أجري في جامعة إلينوي* في الولايات المتّحدة اختبارٌ على الفئران، أظهر أنّ الحيوانات المتقدّمة في السنّ التي زوّدت بمادّة اللوتيولين لمدّة 4 أسابيع، تمتّعت بقدرة أفضل على التحرّك داخل متاهة وضعت فيها، وقد تمكّنت من الخروج منها بسرعة.
*نشرت في نهاية العام 2010 في صحيفة The Journal of Nutrition.
- يساهم في مكافحة مرض الباركنسون
صحيح! يقول علماء أميركيّون في مجال الأحياء من جامعة واشنطن، إنّ استهلاك الفلفل بانتظام (مرّتين أسبوعيّاً على الأقلّ) يخفّض من احتمال الإصابة بمرض الباركنسون بنسبة 30%. يُعزى سبب هذا المرض إلى نقص في الدوبامين، ما يؤدّي إلى الرعشة والبطء في الحركة. تفسّر الطبيبة Susan Searles Nielsen، المتخصّصة في علم الأوبئة والاضطرابات العصبيّة: "يحتوي الفلفل على مادّة النيكوتين التي تعزّز إنتاج الدوبامين في الدماغ، وبالتالي تقي من خطر الإصابة بمرض الباركنسون".
- من الأفضل حفظ الفلفل في الثلّاجة
ليس دائماً... الفلفل لا يحبّ الرطوبة. من الأفضل إذاً حفظه في مكانٍ جافّ، لكن ليس بالضرورة في الثلّاجة. عند حفظ الفلفل الأخضر على درجة حرارة الغرفة، يبقى صالحاً تماماً لمدّة أسبوعين، لا بل ينضج قليلاً مع الوقت وترتفع بشكلٍ مفاجئ نسبة الفيتامين C الموجودة فيه. أمّا الفلفل الأصفر والأحمر، فهما أكثر هشاشة، وقد يذبلان عند تركهما خارج الثلّاجة.