سهول كوكب بلوتو المسماة بـ "قلب بلوتو" نشأت نتيجة التعامل بين غلافه الغازي والحفر الناجمة عن سقوط نيازك والتي جعلت النيتروجين وأول أكسيد الكربون يتراكمان في هذا الركن من الكوكب.
وعندما اقترب مسبار " New Horizons " من كوكب بلوتو وأسرة أقماره في يونيو/حزيران عام 2015 اكتشف العلماء ما يسمى بـ "قلب بلوتو" المضيء بلون أفتح مقارنة بسطح الكوكب الباقي.
وقد دلت الأرصاد اللاحقة على أن هذا "القلب" يمتلك بنية معقدة ويتألف من نصفين أعلى وأسفل تختلف مكوناتهما الكيميائية حيث يسود في قسمه الأسفل الجليد المائي. أما سطحه الأعلى فيغطيه جليد النيتروجين وأول أكسيد الكربون الأخف وزنا.
ودلت الحسابات على أن لون بلوتو لم يكن أحمر أولا بل أبيض يغطي مزيج من جليد الميثان والنيتروجين وأول أكسيد الكربون سطحه كله.
وافترض العلماء أن نيزكا كبيرا ما سقط في الماضي البعيد على سطح بلوتو فخلف في منطقة سهول "قلب بلوتو" حفرة يبلغ عمقها 3 كيلومترات غيرت عملية دوران الجليد في الكوكب. وتسبب سقوط النيزك بارتفاع الضغط في موقع سقوطه، ما أدى بدوره إلى انخفاض درجة الحرارة في داخل الحفرة والتكثيف السريع لأول أكسيد الكربون والنيتروجين اللذين يتحولان إلى جليد عند دراجات حرارة تقل عما هو عليه في غاز الميثان.
وبنتيجة ذلك انتقل النيتروجين وأول أكسيد الكربون بكليتهما بعد مرور 10 آلاف سنة إلى داخل الحفرة. اما غاز الميتان فبقي في مناطق أخرى من بلوتو لأنه لم يذب بسرعة عند قدوم "الصيف" إلى بلوتو كما هو الحال مع غازي النيتروجين وأول أكسيد الكربون.
وكان مسبار " New Horizons " قد سجل وجود طبقات من جليد النيتروجين عند تحليقه فوق قطبي بلوتو والمناطق القريبة منهما. لكنها يجب أن تختفي حسب العلماء بعد أن ينخفض الضغط في الغلاف الغازي لـ بلوتو بقدر ما يبتعد الكوكب من الشمس.
ويقول العلماء أن ملامح بلوتو ستتغير جذريا بعد مرور 10 أعوام واختفاء طبقات الجليد .