كان الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام بين اخوته خليفة أبيه علي بن الحسن عليه السلام، ووصيه والقائم بالإمامة من بعده وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزهد والسؤدد وكان اكثرهم ذكرا واجلهم في العامة والخاصة واعظمهم قدرا ولم يظهر عن احد من ولد الحسن والحسين (سلام الله عليهما) من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن والسيرة وفنون الاداب، ما ظهر عن ابي جعفر عليه السلام.. (الارشاد- الشيخ المفيد).
أبوه الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وجده الامام الحسين سيد الشهداء بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي (سلام الله عليهم)، فهو سليل أميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، جدا وأبا وأما. ولد عليه السلام سنة 57هـ من الهجرة النبوية الشريفة، واستشهد بها في السابع من ذي الحجة عام 114هـ. وهو هاشمي من هاشميين، علوي من علويين، وقبره بالبقيع من مدينة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله).
بدأ يتلقّى علومه على يد أبيه ونشأ وترعرع في ظلال ابيه الامام زين العابدن يحيا حياته في الزهد والعبادة والعرفان ويعيش آلامه ومأسيه.
ويذكر المؤرخون في سيرة الإمام الباقر (سلام الله عليه) الشخصية، أنه كان "كثير الذكر، كان يمشي وإنه ليذكر الله، ويأكل الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكان يجمع ولده فيأمرهم بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة -قراءة القرآن- من كان يقرأ منهم، ومن كان لا يقرأ منهم أمره بالذكر، وكان ظاهر الجود في الخاصة والعامة، مشهور الكرم في الكافة، معروفاً بالتفضّل والإحسان مع كثرة عياله وتوسّط حاله.
لقد توفرت في شخصية الإمام أبي جعفر عليه السلام جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه الأمة، حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان. وكان الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السلام جامعاً للكمالات الانسانية في سيرته وسلوكه، فكان أهلاً للإمامة الكبرى بعد أبيه زين العابدين (سلام الله عليه).
بدأت طفولته عليه السلام، في غمرة جحيم الأحداث المتوالية ضد محبي أهل البيت، أمّا الحكم الأموي، فقد عانى عليه السلام منه الكثير. عاصر حكم يزيد، وشهد حكم عبد الملك والوليد وهشام ابنيه، كما رأى مسلك الحجّاج ابن يوسف، هذا الذئب من ذئاب جهنم، رأى الحصار الذي فرض على أبيه الجليل، رأى كيف كان الناس يتحرّكون بكامل حرّيتهم؛ فيقولون ما يشاؤون ويكتبون ما يشاؤون، إلاّ أهل بيت الرسول، فالحرّيّة محظورة عليهم، والناس لا يجرؤون على الاقتراب من بيت الإمام، أو سؤاله عن أيّ مسألة، دينيةٍ كانت أم غير ذلك، لا لشيءٍ، إلاّ لأنّ زين العابدين هو ابن الحسين وحفيد علي بن أبي طالب عليهم السلام. ورغم هذا التضييق الشديد فقد كان هناك رجال صدقٍ، لا يأبهون لأوامر الحكّام.
روی الزبير بن مسلم المکي قال، کنا عند جابر بن عبد الله الانصاري من اصحاب رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد الباقر وهو صبي، فقال علي لابنه محمد، قبَل رأس عمَك .فدنا محمد من جابر وقبَل رأسه .فقال جابر، من هذا، وکان قد کفَ - فقد بصره -. فقال له الامام علي بن الحسين: هذا ابني محمد .فضمَه جابر إليه وقال: يامحمد جدَك محمد رسول الله يقرئك السلام .
فقالوا: کيف ذلك يا أبا عبد الله .
قال: کنت عند رسول الله (صلى الله عليه وىله) والحسين في حجره وهو يلاعبه، فقال لي: ياجابر يولد لولدي الحسين ابن يقال له علي، ..ويولد لعلي ولد يقال له محمد، ياجابر إن ادرکته فأقرئه مني السلام، وإن لاقيته فاعلم ان بقاءك بعده قليل. فلم يعش جابر بعد ذلك غير ثلاثة ايام. (الارشاد - للشيخ المفيد).
بناء علی ذلك لقب محمد بن علي علیه السلام بالباقر، اي المتبحر بالعلم، المستخرج لغوامضه ولبابه واسراره والمحیط بفنونه .
رحل الإمام السجاد عليه السلام، إلی جوار ربه الأعلی سبحانه عام (95) هـ شهيدا مظلوما فنهض الإمام الباقر عليه السلام بأعباء إمامة المسلمين وقد امتدت امامته تسع عشرة سنة.
لقد عاني الإمام الباقر (سلام الله عليه) من ظلم الأمويين منذ ان ولد وحتى استشهد، ما عدا فترة قصيرة جدا هي مدة خلافة عمر بن عبد العزيز التي ناهزت السنتين والنصف. فعاصر أشد ادوار الظلم الأموي، ولقد ادرك في صباه مجزرة كربلاء الدامية وتجسدت بين عينية اشباح مجازرها الرهيبة. كما أشرف على أفول هذا التيار الجاهلي وتجرّع من غصص الآلام ماينفرد به مثله وعيا وعظمة وكمالا. لقد عاش الإمام محمد الباقر(سلام الله عليه) طيلة حياته في المدينة المنورة يفيض من علمه على الامة المسلمة، ويرعى شؤون الجماعة الصالحة، مقدما لها كل مقومات تكاملها واسباب رشدها وسموها.
لقد كان الامام الباقر عليه السلام مقصد العلماء من كل بلاد العالم الاسلامي. وما زار المدينة احد إلا عرّج على بيته يأخذ من فضائله وعلومه، وكان يقصده كبار رجالات الفقه الاسلامي، كسفيان الثوري و أبي حنيفة. روى عنه معالم الدين؛ بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين.
وأشار إلى مثل ذلك أحد كبار الرواة في ذلك العصر، وهو عبد الله بن عطاء، بقوله:"ما رأيت العلماء عند أحد، أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم بن عتيبة عنده -وهو شخصية علمية معروفة في ذلك العصر- مع جلالته في القوم بين يديه، كأنه صبي بين يدي معلّمه". كما قال عنه أحد رواته وهو محمد بن مسلم: "سألته عن ثلاثين ألف حديث".
ورغم تلك الظروف المأساوية أستطاع الإمام عليه السلام، ان يربي أعداد كثيرة من الفقهاء والعلماء والمفسرين حيث كان المسلمون يقصدونه من شتى بقاع العالم الإسلامي وقد دانوا له بالفضل بشكل لانظير له، ولم يعش منعزلا عن احداث الساحة الإسلامية، وخاض الإمام الباقر عليه السلام صراعا مريرا ضد العقائد المنحرفة التي نشطت في عصره، وساهم بشكل ايجابي في توعية الجماهير ضد هذه الانحرافات الفكرية والعقائدية، وتحريك ضمائرها وسعى لرفع شأنها واحياء كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي كآبائه الكرام واجداده العظام ولم يقصر عنهم عبادة وتقوى وصبرا واخلاصا وجهادا وكان قدوة شامخة للجيل الذي عاصره ولكل الاجيال التي تلته.
كان عصر الإمام الباقر عليه السلام، من أدقّ العصور الإسلامية، وأكثرها حساسيةً، فقد نشأت فيه الكثير من الفرق الإسلاميّة، وتصارعت فيه الأحزاب السياسيّة، كما عمت الناس ردّه قوية إلى الجاهلية وأمراضها، فعادوا إلى الفخر بالآباء والأنساب، ممّا أثار العصبيّات القبلية وعادت الصراعات القبلية إلى الظهور، وهذا ما شجّع عليه حكام بني أميّة، كما انتشرت مظاهر التّرف واللهو والغناء، والثراء الفاحش غير المشروع.
تصدّى الإمام عليه السلام لكلّ هذه الانحرافات، فأقام مجالس الوعظ والإرشاد، كي يحفظ لدين جدّه نقاءه وصفاءه. كما تصدّى عليه السلام للفرق المنحرفة، فاهتمّ برعاية مدرسة «أهل البيت». والتفّ حول الإمام الباقر علماء كثيرون، نهلوا من صافي علومه ومعارفه في الفقه والعقيدة والتفسير وعلوم الكلام.
ان دراسة حياة الباقر(سلام الله عليه) تكشف لنا، أنَّ مرحلته كانت من أشدِّ المراحل التي مرّت على العالم الإسلاميّ آنذاك، وهي مرحلة انتقال الخلافة من الأمويين إلى العباسيّين، والتي عاش فيها المسلمون صراعاً عنيفاً انتهى بسقوط العهد الأمويّ وبداية العهد العباسيّ، والإمام الباقر(سلام الله عليه) هو الذي استطاع أن يغني الواقع الإسلاميّ في العمق والامتداد، ذلك أنَّ الظروف السياسيّة، كانت بين وقت وآخر تضغط على هذا الإمام أو ذاك، فتمنعه من أن يبلّغ رسالته كاملةً غير منقوصة، بفعل الاضطهاد الجسدي والمعنوي ومصادرة الحريّات وما إلى ذلك، ما منع بعض الأئمة من أن يزيدوا في عطائهم الإسلامي في ما يتضمنه الإسلام من عقائد وقضايا ومفاهيم ومناهج ووسائل وأهداف، فلقد كانت مشكلتهم مع أكثر من حاكم في تلك المراحل، هي أنَّ هؤلاء الحاكمين كانوا يعرفون ما يملكه أئمة أهل البيت(ع) من غنى الفكر والروح والحركة مما لو اطّلع الناس عليه لأقبلوا عليهم كما يُقبل الظامىء على الماء، والرواية التي يذكرها المفيد في الإرشاد توضح هذا المعنى، فقد قال: حجَّ هشام بن عبد الملك، فدخل المسجد الحرام متكئاً على يد سالم مولاه، ومحمد الباقر بن علي بن الحسين عليهما السلام، جالسٌ في المسجد، فقال له سالم مولاه: يا أميرالمؤمنين، هذا محمد بن عليّ، قال هشام: المفتونُ به أهلُ العراق؟.
ان هذه الرواية تظهر لنا ايضا، كم كان المسلمون يلجأون إلى أهل البيت(سلام الله عليه) في قضاياهم العقائدية والاجتماعية والفقهية، وكم كان الحكام يحاصرونهم ويصدّونهم عن التحرّك في تبليغ ما أمر الله تعالى. فالحكّام يمنعون الإنسان من أن يفكّر بحريّة، ويمنعون المفكّر من أن يعلن عن فكره بحريّة، فهم يحاصرون الحريّة لأنّهم يخافون منها ومن الفكر عندما يعبّر عن نفسه في مستوى قضايا الناس في العدالة والقوّة وما إلى ذلك...
لقد عاش الإمام الباقرعليه السلام في أواخر الحكم الأمويّ، وكان الأمويون في صراعهم مع العباسيين مشغولين عنه من أجل الحفاظ على ملكهم، كما انشغل العباسيون عن ابنه الإمام الصادق عليه السلام من أجل تأسيس ملكهم. ولذلك اندفع الإمامان الباقر والصادق عليهما السلام، ليغنيا الساحة الإسلامية بما وهبهما الله من علم، وعلمهما هو من علم رسول الله صلى الله عليه وآله. فالله أعطى رسوله صلى عليه وآله، علم ما أراد أن يبلّغه مما يحتاجه الناس، والأئمة(ع) أخذوا من رسول الله(ثلى الله عليه وآله) ذلك كلَّه.. وفي تلك الفترة، كان الإمام الباقرومعه ولده الإمام جعفر الصادق عليهما السلام، يتحرّكان في مدرسة مفتوحة على الواقع الإسلامي كلِّه، فبالرغم من أنّهما كانا يمثّلان في موقعهما المميّز عنواناً مذهبياً في ما يعتقده الكثيرون من المسلمين بأنَّهما إمامان في موقع الوصاية من رسول الله صلى الله عليه وآله، لكنهما في مدرستهما الواسعة التي بدأها الإمام الباقر(سلام الله عليه)، كانا منفتحين على الواقع الإسلامي كلِّه، فنرى أنَّ مختلف العلماء ممّن يلتزمون اجتهاداً معيّناً، سواء أكان ذلك في خطِّ المذهبيّة الكلامية مما يختلف فيه الناس في علم الكلام، أو المذهبيّة الفقهيّة مما يتنوّع فيه الناس في مذاهبهم الفقهية، أو في بعض حركيّة المفاهيم في الواقع الاجتماعي الذي كان يعيشه الناس، نرى أن كلَّ هؤلاء العلماء كانوا تلامذة هاتين المدرستين اللتين ليستا إلا مدرسة الإسلام.
قضی الامام البافر عليه السلام عليه السلام، زهاء السنتين من فترة امامته التي امتدت تسع عشرة سنة، في حکم الوليد بن عبد الملك وسنتين في عهد سليمان بن عبد الملك -هي مدة حکمه- ثم تولی عمر بن العزيز قيادة الحکم الاموي فحدث تتحول کبير في سياسة الدولة، ورغم قصر ايام الرجل المذکور في الحکم، الا ان مواقفهم من أهل البيت عليهم السلام، کان فيها شيء من الاعتدال، إذ عمل علی رفع بعض انواع الظلم الذي لحق بهم، فرفع السبَ عن الإمام اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من علی المنابر، ذلك الذي سنَه معاوية وعمَمه علی الامصار، فصار سنَة يستن بها سلاطين بني امية إذ کانوا يأمرون ائمة المساجد بسبَ الإمام علي عليه السلام في خطبة الجمعة واستمر ذلك عشرات السنين حتی عهد عمر بن عبد العزيز الذي منعه.
کما اعاد فدکا -وهي منحة الرسول الاکرم صلی الله عليه وآله وسلم إلی ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة سلام الله عليها- إلی الإمام الباقر عليه السلام معتبرا أمر مصادرتها من لدن الحکام السابقين لامبرر له .
وبالنظر إلی ان البيت الاموي لم يألف مهادنة أهل بيت الرسالة عليهم السلام، فان عمر بن عبد العزيز کان يواجه الضغط من بني امية بسبب سياسته الانفتاحية عليهم، ولم يدم حکمه اکثر من سنتين وخمسة اشهر إذ انه مات في ظروف غامضة ومشکوکه .
وتولی الحکم بعده يزيد بن عبد الملك المشهور تاريخيا بلهوه وخلاعته وغزله الماجن، وربما کان انشغاله باعماله الصبيانية ومجونه لم يعطه فرصة للتصدي لمسيرة الاسلام التاريخية التي يقودها الإمام الباقر عليه السلام .
ثم جاء هشام بن الملك الذي تولی الحکم الاموي المنحرف بعده وغير الوضع، فقد کان خشن الطبع شديد البخل فظا جاهلي الطباع ناقما علی المسلمين من غير العرب، فضاعف من حجم الضرائب المالية عليهم واعاد ايام يزيد والحجاج الدموية، لذا تصدی له انصار أهل البيت عليهم السلام من خلال انتفاضة الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام التي کانت صدی لثورة الحسين عليه السلام وامتدادا لها، فاستشهد هو واصحابه وامر الطاغية هشام بصلب جثته ومن ثم حرقها وذر رمادها في نهر الفرات - تاريخ الاسلام / ج1.
راح هشام بن عبد الملك يلاحق انصار الإمام الباقر ومريديه واحدا بعد الاخر، فاصدر امرا الی واليه علی الکوفة يقضي بقتل جابر بن زيد الجعفي الذي کان من کبار العلماء ومن ابرز تلامذة الامام الباقر عليه السلام. غير ان الإمام الباقر عليه السلام قد افشل المخطط بان امر تلميذه بالتظاهر بالجنون کطريق وحيد لضمان نجاته من القتل، وهکذا کان إذ راح جابر يلعب مع الصبيان متظاهرا بالجنون، فکتب والي الکوفة الی هشام عن جابر انه (کان رجلا له فضل وعلم وجنَ، وهو دائر في الرحبة مع الصبيان، وبذلك نجی جابر من القتل). مناقب آل ابي طالب /ج4.
ان هشام بن عبد الملك کان واثقا من ان مصدر الوعي الإسلامي الصحيح انما هو الإمام الباقر (سلام الله عليه)، وان وجوده حرا طليقا يمنحه مزيدا من الفرص لرفد الحرکة الاصلاحية في الامة، لذا اتجه المکر الاموي نحو اعتقال الإمام الباقر(سلام الله عليه) وإبعاده عن عاصمة جده المصطفی صلى الله عليه وآله، التي أجمعت هي والحجاز عموما علی اجلاله والتمسك به .وهکذا حمل الإمام عليه السلام وابنه الصادق عليه السلام إلی دمشق بأمر السلطة الاموية لايقاف تاثيره في الامة المسلمة، وأودع في احد سجون الحکم هناك. غير ان تاثره الفکري فيمن التقی بهم حمل السلطة الاموية علی اطلاق سراحه .
وعندما لم تحقق المضايقة الاموية غاياتها الدنيئة ضد الامام الباقر(سلام الله عليه) عن النهوض بمهامه الرسالية العظمی فقد رأت السياسة المنحرفة انه ليس لها عن اغتياله من بديل.
وهکذا دس اليه السم بواسطة إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك بامر من هشام بن عبدالملك فرحل إلی ربه الأعلی سبحانه شهيدا صابرا محتسبا يوم الاثنين السابع من ذي الحجّة سنة 114 هجريّة على المشهور، وعمره الشريف يومذاك سبعة وخمسون عاماً، فدُفن في البقيع بالمدينة خلف أبيه زين العابدين وعمّ أبيه الحسن بن عليّ عليهم صلوات الله أجمعين.
وفقدت الامة بذلك إماما من أهل بيت النبي الاکرم صلی الله عليه وآله وسلم وغصنا شامخا من هذه الشجرة الطاهرة .