غواصات مائية صغيرة لرصد البحار والمحيطات
تتنافس الشركات العالمية حالياً على صناعة أجهزة تشبه الغواصات الصغيرة يتم تشغيلها من على بعد لرصد أعماق البحار وما يحتويه من ثروات مدفونة، وكذلك أي عمليات لتهريب المخدرات . وطبقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فهناك مئات من أجهزة الروبوت مزودة بكاميرات صغيرة، طورتها شركات عدة بحيث تقوم بإرسال الفيديوهات والبيانات المتعلقة بعالم البحار والمحيطات لأجهزة الحاسوب النقال وشاشات الحاسوب اللوحية .
انتشرت صناعة هذه الأجهزة بين الهواة من الأثرياء، لكنها تطورت بعد ذلك وأصبح لها سوق كبير يشهد تطوراً يوماً بعد الآخر، وأصبحت تلبي مطالب المؤسسات الحكومية والصناعية المختلفة .
ومن أبرز هذه الأجهزة الصغيرة غواصات الفيديو راي، وهي مجهزة بكاميرا وكاشف إشعاعي لرصد الأجسام الموجودة تحت سطح الماء ومنها جسم السفينة، وتعمل هذه الغواصات وحدها من دون قائد وموجودة منذ سنوات عدة وتستخدمها قوات البحرية الأمريكية وحرس السواحل للمساعدة على الكشف عن الألغام أو إحباط أي عملية لتهريب المخدرات، ومن أكثر الشركات شهرة في مجال صناعة هذه الغواصات شركتي بوينغ وجنرال ديناميك، حيث يقدمان غواصات أقرب الشبه بالطوربيد تستخدمها المؤسسات العسكرية والحكومية .
وظهر حالياً عدد من الشركات الخاصة التي طورت نماذج من هذه الغواصات أصغر حجماً وأقل تكلفةً، حيث يصل حجم الواحدة منها كرة القدم وتستخدم في الأغراض التجارية والبحثية سواء للتنقيب عن البترول أو للكشف عن مزارع الأسماك للمساعدة على الكشف عن الثروات المدفونة في قاع البحار والمحيطات .
تواجه هذه الصناعة حالياً بعض المعوقات التي تزداد مع تطورها، فالشركات المعنية بها مطالبة بدراسة السوق لمعرفة كيف يمكنها تسويق هذه التكنولوجيا لاستخدامها بشكل غير تقليدي، والتنافس في ما بينها، لكي تصبح تكلفتها أقل فتغري بذلك المشترين .
وهناك نوع جديد من هذه الأجهزة أنتجته شركة ديب تريكر يشبه الغواصات ويزن 18 رطلاً وتبدأ تكلفته ب3 آلاف دولار . وهناك إقبال عليه من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وعدد من الشركات الأخرى .
ويعد تشغيل هذه الأجهزة الصغيرة الغواصات تحت الماء أمراً ليس سهلاً فأحياناً تحدث بعض الأعطال فيها كأن يخرب المحرك مما يجعل الروبوت يغرق أو يحدث فيها شق أو صدع فيتسرب الماء إليها، ومؤخراً فقد فريق من جامعة ميموريال في نيوفاوندلاند بكندا غواصة تشبه الطوربيد ويبلغ تكلفتها 165 ألف دولار، وفي أحيان أخرى تتعرض الغواصات لهجوم من الأسماك الضخمة، فمنذ عامين هاجمت سمكة قرش روبوت أثناء وجوده على سطح البحر وكانت تقوم إحدى الشركات المختصة بتجربته، مما سبب أضراراً في الجهاز الذي كان مخصصاً لنقل بيانات لمصلحة شركة بترول بريطانية، وقضمت سمكة براكودة أحد الأجهزة في جزيرة أنتيجوا بمنطقة الكاريبي وقررت أن تجعله وجبة سائغة لها، ولكن تم إنقاذ الروبوت .
وهناك نوع آخر من الغواصات تعمل بنظام التحكم عن بعد ويطلق عليها ROV أو هيدروفيو، ويمكن التحكم فيها من خلال الحاسب المحمول أو الهاتف النقال ويتراوح سعرها ما بين 4 آلاف وثمانية آلاف دولار، وتم بيع نحو 200 جهاز منها لعملاء في قسم شرطة فلوريدا والتي تستخدمهم في أعمال المراقبة تحت سطح الماء .
وقامت شركة ديب تريكر الأمريكية المتخصصة في مجال تصنيع ROV ببيع منتجها لحرس السواحل والشركات الأمريكية الهندسية والهيئات التجارية والعسكرية، وتستخدم هذه الأجهزة في البحث عن الألغام الموجودة تحت سطح الماء، ورصد الخسائر التي يحدثها الإعصار، وللتنقيب عن البترول .
وتستخدم غواصات فيديو راي برنامجاً حاسوبياً خاصاً أو أجهزة جويستيك أو الهواتف الذكية لإطلاق الروبوت الخاص بها، ويتم بيع الواحدة منها بمبلغ 7 آلاف دولار، بينما تم بيع النسخ المعدلة للحكومات وشركات البترول بمبلغ 150 ألف دولار .
يقول سكوت بنتلي المؤسس المشارك لشركة فيديو راي إن الشركة التي يعمل بها 40 موظفاً تبيع من 200 إلى 400 غواصة في السنة وهذا يشكل نسبة مبيعات تصل إلى 10 مليون دولار سنوياً .
وتعمل أجهزة أكوابوتيكس وفيديو راي بنسختها الخاصة من أجهزة الغوص الأوتوماتيكي والتي لا تتطلب أن يتحكم فيها أي شخص من على بعد طوال فترة عملها، ويطالب حالياً مستخدمو ROV بأن تكون هذه الأجهزة متاحة للعلماء والمستكشفين الذين لن يستطيعوا تحمل النفقات العالية وأسعار الشراء .
ولذلك قامت شركة أوبن روف ببيع غواصة ROV بمبلغ 850 دولاراً، وتم بعد ذلك بيع عدة مئات منها للعلماء والهواة، والمشروع يشبه إنتاج هاتف ذكي مقاوم للماء ووضع جهاز تحكم فيه .
وقامت شركة ديب تريكر والتي أنتجت جهاز ROV الذي يزن 18 رطلاً بسعر يبدأ ب 3000 دولار، ببيع أجهزتها لعملاء شركات لاستخدامها في فحص المفاعلات النووية، وكذلك فحص أنظمة تنقية المياه .
وتحاول حالياً الشركة المنتجة لجهاز روف إجراء بعض التعديلات عليه لتركيب نظام انتشار أسلحة عليه، وذلك بناء على عروض تلقتها من مؤسسات عسكرية