تعتبر التوربينات على وجه العموم أحد الاختراعات الهامة التي توصل إليها العلم الحديث والتي أسهمت بشكل كبير في التطور الصناعي الهائل الذي حصل في شتى أنحاء العالم، فتوجد العديد من التطبيقات في الوقت الحالي التي تعمل بواسطة التوربينات كمحطات توليد الطاقة الكهربائية أو كالطائرات بمختلف أنواعها، ويعد التوربين الغازي أو كما يسمى في بعض الأحيان بالعنفة الغازية أحد أشكال التوربينات العديدة والتي يتم استخدامها في عديد من التطبيقات المختلفة فيعتبر التوربين الغازي أحد أشكال حركات الاحتراق الداخلي. فيتكون التوربين الغازي من ثلاث أجزاء متصلة مع بعضها البعض إذ يبدأ التوربين الغازي عمله في الضاغطة وهي أول أجزاء التوربين الغازي والذي يتم فيها ضغط الهواء الموجود في الجو إلى ضغط مرتفع، ومن ثم يتم إضافة الطاقة إلى هذا الهواء عن طريق رش الوقود والذي يكون عبارة عن غاز طبيعي أو شكل آخر من أشكال الوقود الأحفوري ليختلط مع الهواء المضغوط في غرفة الاحتراق والتي تعد ثاني أجزاء التوربين الغازي وبعد إضافة الوقود مع الهواء المضغوط يتم إشعال المزيج ممّا يؤدي إلى توليد هواء بدرجة حرارة مرتفعة جداً وضغط مرتفع وسرعة عالية أيضاً، فيقوم هذا الهواء المضغوط بعد ذلك بالدخول في الجزء الثالث من التوربين الغازي وهو التوربين بحيث تنتقل الطاقة من هذا الهواء إلى التوربين الذي يقوم بتحريك ما هو متصل به كالمولد الكهربائي على سبيل المثال ويخرج من التوربين بضغط أقل، ولا يكون العمود الذي يقوم التوربين بتدويره متصلاً مع الجهاز المراد تحريكه فقط إذ إنّه يكون متصلاً أيضاً مع الضاغط فيقوم بذلك الضاغط بأخذ الطاقة اللازمة لضغط الهواء الداخل إلى التوربين الغازي عن طريق التوربين نفسه، ويكون الجزء المراد تشغيله كالضاغط على سبيل المثال مربوطاً عن طريق علبة من التروس من اجل خفض سرعة دورانه العالية. ويتم تصميم التوربين بحيث يكون الهواء الناتج يحمل الطاقة اللازمة لنا بشكل أكبر حيث أنّ التوربين الغازي قد يستعمل في الطائرات النفاثة أو في السفن أو الدبابات أو محطات توليد الطاقة الكهربائية، ويمتاز التوربين الغازي بعدد من الامتيازات التي تجعله مرغوباً في العديد من التطبيقات كسرعة التشغيل إذ أنّ الأنواع الأخرى من التوربينات تحتاج إلى تحضيرات كثيرة من أجل تشغيلها كالتوربينات البخارية ممّا يجعل التوربينات الغازية مستعملة بشكل كبير في أوقات الذروة في محطات توليد الطاقة الكهربائية أو لتوليد الطاقة الكهربائية في المستشفيات أو بعض المجمعات على سبيل المثال عند انقطاع الطاقة الكهربائية.