0
فجأة وبدون سابق إنذار انتشرت في المجتمعات التقنية والمواقع الإخبارية شائعات وأخبار عن نظام تشغيل جديد مفتوح المصدر يتم تطويره من شركة غوغل العملاقة، الأخبار الآتية عن نظام التشغيل هذا مازالت قليلة جداً ولا توجد معلومات كافية عنه.
و يبدو أن شركة غوغل قد اتخذت منحى الغموض والسرية حول هذا الأمر، فقط ما خرجت بها هو أنها عبارة عن نظام تشغيل مفتوح المصدر تم تسميته Fuchsia. و بالبحث عن أصل هذه الكلمة إتضح أنها تسمية أتت منجنس من النباتات يتبع الفصيلة الأخدرية من رتبة الآسيات.
وعلى الرغم من قِلة المصادر حول هذا الأمر، إلا أننا في أراجيك تِك أبحرنا حول هذا الأمر لمعرفة المزيد عن النظام، وسَنُكّوِن في الأسطر التالية فكرة عامة عن هذا الأمر بإنتظار الأخبار الرسمية من شركة غوغل المطورة لها.
ماهو Google Fuchsia ؟!
أول شيء يجب أن نعرفه هو أن هذا النظام مفتوح المصدر، والشيء المثير للإهتمام هو أن النظام لا يستند على نواة لينكس الشهيرة، كما في نظام Android الموجه للهواتف الذكية ونظام التشغيل Chrome OS الخاص بأجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة، بل هو مشروع برمجي قائم بذاته يعمل عليه موظفي غوغل حالياً في سرية شبه تامة.
يمكن للمهتمين و المطورين الإطلاع على شفرة المصدر الخاصة بالنظام من خلال صفحته على موقع GitHub للمصادر المفتوحة، وهو أيضاً متاح على صفحة الشركة المطورة غوغل من خلال هذا الرابط، وعلى الرغم من الإهتمام الشديد من المطورين حول هذا الأمر إلا أن غوغل لم تعلن عن أي خطوات رسمية في هذا الموضوع إلى الآن.
هل هي منافسة لنواة لينكس؟
في الوقت الراهن يبدو هذا الأمر مستبعداً، لأن نواة لينكس لديها الخصوصية في أنها شفرة مفتوحة المصدر تم تطويرها من قِبَل الملايين من المتطوعين من جميع أنحاء العالم، ولقد تم تطويرها على مدى سنين طويلة تجاوز ال 25 سنة، ويبدو أن غوغل أرادت بدء مشروع ونواة خاص بها في مجال الأنظمة المفتوحة المصدر بالرغم من عدم تقديمهم للأسباب حتى الآن حول هذا الأمر.
إذاً لماذا هذا النظام الآن؟
إذا ألقينا نظرة على أنظمة التشغيل الموجودة حالياً، سنجد ” لينكس، ويندوز، ماك ” في المقدمة، و نجد أنها أصبحت قديمة نوعًا ما مقارنة مع حجم البيانات التي يتم معالجتها في الوقت الراهن وأيضاً التصاميم التي أصبحت قديمة على حد ما.
وهذا لا يعني أنه يجب أن نتخلى عنها، بل العكس نحن ما زلنا نحتاج إلى هذه الأنظمة، بل سنجد أن إحتياجات الحوسبة لدينا لم تتغير كثيراً في العقدين الماضيين، ولكن ما تغير هو حجم البيانات التي يجب حوسبتها ومعالجتها وهى في إزدياد مضطرد عاماً بعد عام.
هل تأتي هذه النواة بديلاً لنظام الأندرويد؟
وهذا يقودنا إلى نقطة أن غوغل قد عانت كثيراً في السنوات الماضية مع أندرويد كون أن النظام متواجد في ملايين من أجهزة الهواتف الذكية التي تم صنعها من ملايين الشركات المصنعة للهواتف بمختلف إصدارتها وهذا في حد ذاته تعتبر عملية مرهقة لغوغل في أنها تكلف الكثير في كل مرة تطلب إحدى هذه الشركات النظام لوضعها في الأجهزة الجديدة.
كما أن غوغل مضطرة في كل مرة للإفراج عن جدول التحديث السنوي للنظام وهذا الأمر يأخذ فترة طويلة لتحديث كافة الأجهزة العاملة بنظام الأندرويد، وهي أيضاً مضطرة لتحمل الأخطاء والعبث بالنظام من قِبل الصانعين والناقلين، وليست لديها القدرة لدفع التحديث مباشرة إلى جميع أجهزة الهواتف بل أن هذا الأمر يرجع للمصنعين بصورة رئيسية مما يتسبب ببطء شديد في النمو المطلوب في السوق، ونجد أن نواة لينكس ليست مثالية لكل حالة، خاصة في حالة الأجهزة المدمجة مثل لوحات السيارات أو وحدة نظام تحديد المواقع.
كما أن نواة لينكس ليست فقط قديمة الطراز، بل تم مواجهتها بالعديد من الدعاوى و المسائل القانونية المتلاحقة من مصنعي المعدات الأصلية أخذ الكثير من هوامش الأرباح المالية التي حققتها غوغل للدفاع عن نفسها ودفع التسويات بعيداً عن المحاكم.
إذا ماذا تتوقع غوغل من هذا النظام الجديد؟
بما أن غوغل هي المالكة لبراءة إختراع هذا النظام، فهذا من شأنه أن يدفع الشركة خطوات كبيرة للسيطرة على عالم الهواتف الذكية والتقنيات بشكل عام في المستقبل من خلال إمتلاكها للغة برمجة خاصة بها تستطيع تطويعها كما تريد لمختلف الأجهزة والتقنيات المستقبلية، بعكس نظام الأندرويد التي يشارك في برمجتها الملايين من المتطورين.
وبالتأكيد ستتجنب غوغل الدخول في معارك لدفع مبالغ مالية خيالية في صفقات براءات الإختراع، كما ستساعدها في عمليات التحديث المنظم والسريع لمختلف الأجهزة، كما تستطيع توحيد هذا النظام للعمل على أكثر من منصة في المستقبل، و بتطويرها لهذا النظام سيكون لديها الحق في بيع رخصة التشغيل لباقي مطوري الأجهزة للعمل بها.
هل هنالك أخبار أخرى عن النظام؟
حتى الآن لم تفرج غوغل عن أي شيء يتعلق بالنظام وتضرب حوله سياجاً من السرية والكتمان بصورة تقول بأن هذا المشروع ليس كباقي المشاريع الأخرى، والأخبار الرسمية قليلة جداً عنها في الوقت الراهن، و صفحة مجتمع GitHub الخاص بالنظام إكتفت فقط بهذا الأمر.
“Pink + Purple == Fuchsia) “a new Operating System)
إذا لماذا وضعته غوغل ككود مفتوح المصدر؟
هذا السؤال شغل ومازال يشغل الكثيرين من المطورين والباحثين، إذا أرادت غوغل تطوير النظام بسرية، فلماذا أعلنت عنه بهذا الشكل الغامض؟ إجابة السؤال أتى من أحد مطوري النظام نفسه ويُدعى Brian Swetland الذي صرح قائلاً ” أن القرار اتُخِذ لبنائهِ مفتوح المصدر، لذلك كان على الشركة الإعلان عنه بهذه الطريقة ونشر كوده المصدري “.
خُلاصة الأمر هو أن هذا الأمر ربما تكون مجرد تجربة من غوغل وهي التي عودتنا كثيراً على البدء في مشروع ومن التخلي عنه بكل بساطة، وربما لن يرى هذا النظام النور في أي منتج تجاري، كون أن تطوير نواة بأكملها ونظام تشغيل قائم بحد ذاته هي مهمة ضخمة وتحتاج للكثير من العمل والسنوات لإخراجها للعلن، و الخطة السائرة الآن هي أن جوجل لا زالت مستمرة في استخدام الأندرويد، ونظام التشغيل كروم حتى إشعار أخر.