هداية الله وإضلاله :
إن الله هدى بمعنى عرف الإنسان نجد الإسلام وهو سبيل الشكر والخير ونجد الكفر وهو سبيل الشر والعصيان وفى هذا قال تعالى بسورة البلد :
"وهديناه النجدين "
وقال بسورة الإنسان:
"إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "
وبذا يكون قد هدى الكل بمعنى عرفهم الحق من الباطل وفى هذا قال على لسان موسى (ص)بسورة طه:
"ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى "
وأما لفظ هدى أو يهدى ولفظ أضل ويضل فى أقوال مثل قوله بسورة المدثر :
"كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء "
فتعنى هكذا يعذب الله من يكفر ويرحم من يسلم وقوله بسورة البقرة :
"يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين "
فيعنى يعذب بتكذيب القرآن كثيرين ويرحم بطاعة القرآن كثيرين وما يعذب بتكذيب القرآن إلا الكافرون ويفسر هذا قوله بسورة الأحزاب "ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب على المؤمنين والمؤمنات"وقوله بسورة آل عمران "تعز من تشاء وتذل من تشاء "
فيضل تعنى يعذب تعنى يذل ويهدى تعنى يتوب أى يعز أى يرحم أى ينصر وأما الفعل اهتدى ويهتدى وضل ويضل فى قوله تعالى بسورة الإسراء :
"من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها "
فيعنى من أطاع فإنما يرحم نفسه ومن كفر فإنما يعذب نفسه أى من أسلم فإنما يعمل لمصلحته ومن كذب فإنما يعمل ضد مصلحة نفسه وأما قوله بسورة القصص:
"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء "
فيعنى إنك لا ترحم من وددت ولكن الله يرحم من يريد فالرسول (ص)لا يقدر على إدخال من يحبهم الجنة لو كانوا كفرة والله يرحم من يريد وهم المؤمنين