°¸ يــقولــــون ما لا يفعــلون .. ¸°
عندما تصادف أُناساً فترى أقوالهم طيبة وجميلة ... كلمات مرتبة .. وأقوال منمقة .. مرصوفة وكأنها لآلئ تنير الدروب المظلمة .. وتهدي كل ضال إلى الطريق الصواب..
لكن للأسف عندما يأتون لتطبيقها ..
لا يستطيعون تطبيقها على أنفسهم..
فقط شعارات زائفة وأقوال مهترئة.... بل صدئة.. من كثر استخدامها وقولها لكل من يصادفه ..
سواءً كان يهمه أمره أم لا... وتستغرب من هذا الشخص العجيب..
الذي لا يفتأ يذكر الله ويقول قال الله وقال رسول الله ، والله ورسوله بريئون منه..
فيحاورك يميناً وشمالاً لتقتنع برأيه وبأن ما تفعله هو الخطأ بعينه.. من ثم تُصدم بأن الشخص يفعل الشيء الذي نهاك عنه سابقاً وجعل من نفسه بطلاً قومياً أمامك وأنه لا يرضى بالخطأ .. وكأنه ملاك قد أُنزل من السماء رحمة بمن في الأرض.. وبعدها تراه وقد فعل الشيء الذي نهاك عنه..
فماذا تشعر حينها؟
سينتابك الغضب بالطبع من هذا الشخص.. الذي يقول ما لا يفعل..
نحن نمشي على كف القدر ولاندري ماهوالمكتوب.....
نعلم أن ماأصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا..ومع هذا...!!
فنحن جزوعون كثيروا الشكوى
نقول :أن الأرزاق مقدرة من عند الله
ونحزن إذا أصابنا الفقر.
فما أدراك فهو ابتلاء وامتحان من الله فمن صبر جزاه
الله بالأجر.
فليس المقصود أن تجلس مكتوف الأيدي أمام أحداث الدنيا وتقول:
فعلت أو لم أفعل..
مالفائدة فكله مقدر من عند الله ومكتوب علي الشقاء..
واعلم أن الله اذا أحب عبدا ابتلاه
فهنيئا لك يامن أحبك الله
أصبحنا ولسوء الحظ من الذين يقولون ما لا يفعلون من الذين
غضب الله عليهم أشد الغضب ((كَبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون))
ندعي حب الله ورسوله..
ولا نطبق سنته...والقرآن يهجر
أليس من الأولى طاعة الحبيب فيماأمر
ليس فقط في أمور الدين..بل في الدنياأيضاً
فنحن نكره الخيانة والغدر
ولا نرضى بها ولكن نتلذذ في طعن غيرنا
بدافع الإنتقام والدفاع عن النفس
ندعي الصدق ولا تزال ضمائرنا تعاني التأنيب من كثرة الكذب...
دع قولك يطابق فعلك..
أصدق مع نفسك ولو مرة ...