في بداية عمره، ينام الإنسان حوالي 14 ساعة، وكلما تقدم في العمر قلت ساعات نومه. عندما يصبح في السادسة ينام تقريباً 12 ساعة، وعندما يصبح في الثانية عشرة ينام حوالي 9 ساعات، وعندما يبلغ الرشد ينام حوالي 7 – 8 ساعات، وخلال النوم يحلم الشخص بعدة أحلام، وتلك الأحلام شغلت عقول البشرية لآلاف السنين، وفي الآونة الأخيرة تعرضت الأحلام لعدة بحوث تجريبية ودراسات علمية.
ربما قد تساءلت يوماً ما لماذا نحلم؟ لكن أولاً دعونا نبدأ عن طريق الإجابة عن السؤال الأساسي ما هو الحلم؟ الحلم يمكن أن يشمل الصور الأفكار العواطف يمكن أن تكون الأحلام حية للغاية لدرجة أن نعتقد أنها حقيقية أو غامضة جداَ مليئة بالعواطف الجميلة أو الصور المخيفة مفهومة أو غير واضحة. يقول هنري ديفيد ثورو: “الأحلام هي محك شخصياتنا”.
هنا 10 حقائق ممتعة ومثيرة للاهتمام عن النوم والأحلام.
10 – حالات النوم
يوجد حالتان مختلفتان من النوم: النوم النقيضي أو نوم الأحلام وهو نوم الموجات السريعة وحركات العين السريعة وغيرها من نشاطات الجسم الملحوظة، والنوع الآخر هو نوم الموجات البطيئة ويصحبه حركات جسمية قليلة، وبقية ساعات النوم نقضيها في الانتقال بين هاتين الحالتين. يتبادل نوعا النوم خلال الليل كل تسعين دقيقة تقريباً، وان متوسط كل فترة من النوم النقيضي حوالي 20 دقيقة، ومن المعتقد ان الحلم يحدث عند انخفاض درجة حرارة الجسم ما بين منتصف الليل والثامنة صباحاُ.
يزعم بعض الناس أنهم لا يحلمون أبداً، إلا أن التجارب بينت أن الجميع يحلم، لكن القدرة على تذكر الحلم تختلف من شخص لآخر، وبينت بعض التجارب أن الأشخاص الذين يميلون إلى التفكير بطريقة منطقية ولديهم القليل من الخيال تكون القدرة على تذكر الأحلام ضعيفة، ومن يملكون خيال واسع هم أفضل بكثير من ناحية تذكر الأحلام.
9 – التعلم أثناء النوم
إذا كنت تدرس من أجل اختبار أو تحاول إنجاز مهمة جديدة، قد تفكر في أخذ قيلولة أو التوجه إلى الفراش في وقت مبكر بدلاً من التحديق فوق الكتاب لمدة ساعة. السبب هو أن الدماغ عندما يحلم فإنه يساعد على التعلم وحل المشاكل. ويقول الباحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد إن الأحلام هي وسيلة الدماغ للمعالجة ودمج وفهم المعلومات الجديدة، ولتحسين نوعية نومك وقدرة الدماغ على التعلم يجب تجنب الضوضاء أثناء النوم، فهي تؤثر سلباً على طول ونوعية الأحلام.
8 – المشي أثناء النوم
يوجد العديد من الأساطير حول المشي أثناء النوم وهي حالة يمكن أن تؤثر على كل من الأطفال والبالغين. لكن ليس كل شيء يقال عن تلك الظاهرة صحيح. المشي أثناء النوم يطلق عليه أيضاً اسم “Somnambulism”، وغالباً مايترافق مع بعض الأحداث غير المرغوب فيها مثل النهوض من السرير والتجول، ويمكن أن تنطوي على سلسلة من الإجراءات المعقدة الأخرى. قبل المشي من الممكن أن تجلس على السرير وتنظر حولك بطريقة مشوشة، ومن الممكن أيضاُ ان تجري محاولاً الهرب من تهديد تحلم به أو تتخيله. وفي بعض الأحيان قد تتحدث أو تصرخ والعيون في تلك الحالة تكون مفتوحة. ومن الصعب جداً ان نوقظ من يمشي أثناء النوم، وعند استيقاظ الشخص يكون مشوش للغاية، وذلك بسبب عدم تذكر ما الذي حدث، ربما يتذكر البالغ أحياناً بعض الأجزاء والقطع مما كان يجرى. أن هذه الحالة تحدث في الثلث الأول من النوم ليلاً، أو أثناء فترات النوم الطويلة الأخرى وهي خلال دورة الموجة البطيئة من النوم.
7 – اهتمام الأنسان بالأحلام قديم جداً
يرجع تاريخ أقدم الوثائق المكتوبة والمعروفة لدبنا عن الأحلام إلى خمسة آلاف عام، وهو كتاب فرعوني عن تفسير الأحلام، ومنذ ذلك الوقت ظهر العديد من الكتب المشابهة. واعتقد هنود الايروكو الذين عاشوا في أمريكا الشمالية منذ ثلاثمائة عام ان الأحلام هي تعبير عن الأفكار والمشاعر ذات الأهمية الكبيرة بالنسبة للشخص. لذلك كانوا يعملون على تحقيقها، حيث ان أي رغبة تظهر في الحلم يسارعون إلى تحقيقها بأسرع وقت ممكن.
6 – لماذا نحلم وما الغرض من الأحلام
يوجد العديد من النظريات التي تم اقتراحها، لكن لا يوجد توافق واحد في الآراء، وبالنظر إلى الكمية الهائلة من الوقت الذي نقضيه في حالة الحلم إلا أن الباحثين لم يفهموا الغرض من الأحلام. ويرى بعض الباحثين أن الأحلام لا تخدم أي غرض حقيقي، بينما يعتقد البعض الآخر أن الحلم رفاه ضروري عقلي وعاطفي وجسدي.
على سبيل المثال يقول أرنست هوفمان مدير مركز اضطرابات النوم في مستشفى نيوتن وليسلي في بوسطن من الممكن أن يكون الحلم آلية جديدة في نظام الذاكرة تقلل من الإثارة العاطفية وغير التكيفية لمساعدتنا على مواجهة المزيد من الصدمات النفسية أو الأحداث المجهدة.
يوجد أيضاً العديد من النظريات المثيرة للاهتمام من بينها نظرية تقول ان الحلم هو عملية لمعالجة المعلومات التي جمعناها خلال اليوم، ونظرية سيغموند فرويد التي تقول ان الحلم هو تحقيق للرغبات المكبوتة.
5 – نظرية التحليل النفسي للأحلام
اقترح هذه النظرية سيغموند فرويد والتي تقول إن الأحلام هي تمثيل رغبات اللاوعي والأفكار والعواطف. ووفقاً لتحليل فرويد النفسي للشخصية، الناس تتحرك من خلال الغرائز العدوانية والجنسية التي يتم قمعها من الإدراك الواعي، وفي حين لم يتم التعبير عن هذه الأفكار بوعي، اقترح فرويد أنها تجد طريقها إلى وعينا عن طريق الأحلام.
في كتابه الشهير تفسر الأحلام، وصف اثنين من العناصر المختلفة من الأحلام: المحتوى الواضح، والمحتوى الكامن، المحتوى الواضح يتكون من الصور الفعلية والأفكار في الحلم، في حين أن المحتوى الكامن يمثل المعنى النفسي الخفي للحلم. لاقت هذه النظرية شعبية كبيرة، ولا يزال يتردد صداها إلى يومنا هذا.
4 – يمكننا التحكم في الأحلام
وفقاَ لنتائج مسح 3000 شخص ظهر ان التحكم في الأحلام أو الحلم الواضح “Lucid dreaming” قد يكون شيء حقيقي، حيث أفادت 64.9 بالمئة من المشاركين أنها تدرك أنها كانت تحلم داخل الحلم، وقال 34 بالمئة أنهم يستطيعون التحكم والسيطرة على ما يحدث أحياناً في أحلامهم، وإن اخذ مسؤولية محتوى الأحلام مهارة لا يملكها كل شخص، لكن يمكن تطويرها كما يقول الدكتور والباحث في الأحلام كيلي بوكيلي. وهذه التقنية أو المهارة مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من الكوابيس المتكررة، كما يقول.
3 – أكثر الأحلام الشائعة
ان الأحلام الأكثر انتشار بين الناس عادة تكون السقوط، أو الطيران، أو ربما حلم عن سقوط أو فقدان الأسنان، أو ان تكون مطارد، أو ان نكون عراة في مكان عام. وأجريت لوري كوين وينبرغ وهي خبيرة في الأحلام مسحلأكثر من 5،000 شخص، ووجدت أن حلم الخيانة الزوجية هو الكابوس الذي يطارد معظم الناس في بعض الأحيان على أساس متكرر.
حسب استفتاء أجرته صنداي تايمز ل 25000 شخص ان الكوابيس في أحلام النساء تزداد عن أحلام الرجال وتشيع لديهم أحلام القلق والأحلام التي تدور حول البحار بنسبة 40% للنساء مقابل 27% للرجال.
2 – نحلم عدة أحلام في ليلة واحدة
في كل ليلة لا نحلم فقط بحلم واحد، بل نحلم بين أربع إلى سبع مرات في الليلة الواحدة. يقول خبراء ربما لا تتذكر أي حلم منها، ونحن نحلم كل 90 دقيقة طوال الليل ومع كل دورة من الحلم يصبح الحلم أطول من السابق، تقول وينبرغ أننا نحلم في أول الليل حوالي 5 دقائق والحلم قبل الصحوة من الممكن أن يكون 45 دقيقة إلى ساعة واحدة، لكن في حقيقة الأمر ان معظم الأحلام تكون قصيرة. ويقدر ان معظم الناس لديهم أكثر من 100000 حلم طوال حياتهم.
1 – الأحلام المتكررة قد تكون طريقة عقلك لتقول لك شيئاً
تقترح وينبرغ أننا يجب ان نبحث عن الرسائل الكامنة خلف الأحلام المتكررة، بحيث يمكننا ان نخلص أنفسنا منها. على سبيل المثال يوجد لبعض الناس حلم متكرر يدور حول خسارة أو تكسير أسنانهم. تقول وينبرغ يجب ان نفكر بماذا يمثل في فكر الناس الأسنان والفم في هذا الحالم، ربما أسنانك فضلاً عن أي جزء من فمك هي رمز لكلماتك والحلم يحاول أرسال رسالة كامنة ليساعد على مراقبة وتحسين طريقة التواصل كما يقول.