الكتاب هو المكان الذي تفقد فيه الشعور بالزمان والمكان لتسبح في عالم خيالي رائع، أو تسافر من خلاله إلى الماضي وربما إلى المستقبل. هنا سنقدم لك باقة من أفضل الروايات الفلسفية العالمية التي سوف تأخذك إلى عالم الخيال الروحي وتحثك على التأمل. لذا، يجب عليك أن تبتعد قليلاً عن كل شيء، وتصنع لنفسك كوباً من الشاي وتقرأ إحدى روايات هذه القائمة…
10 – سدهارتا
“الباحث عن الحقيقة”، هذا ما يجب أن يكون عنوان هذا العمل الرائع الذي كتبه الكاتب الألماني هيرمان هسه والمعروف بأعماله التي تكشف الذات البشرية. ولد هرمان هسه في 2 يوليو عام 1877، من أشهر أعماله ستيفين وولف ولعبة الكريات الزجاجية، حصل في عام 1946 على جائزة نوبل في الأدب، وبالإضافة إلى كونه كاتب فهو رسام أيضاً.
تتحدث رواية سدهارتا عن شاب يترك عائلته ليعيش حياة تأملية، وبسبب استيائه من الشهرة والطمع يشعر باليأس ويذهب إلى النهر حيث يسمع صوتاً فريداً من نوعه، هذا الصوت يكون إشارةً لبداية رحلته والبحث عن حقيقة حياته التي تبدأ بالمعاناة من ثم الرفض والتناغم الداخلي وأخيراً الوصول إلى الحكمة، فينبذ كل الملذات الحسية والمادية ليكتشف الحقائق الروحية في نهاية الأمر.
“معظم الناس يا كمالا يشبهون أوراقاً متساقطة، أوراقاً ترف وتلف في مهب الريح، فتهوي مترنحة إلى الأرض، لكن آخرين قليلين، يشبهون النجوم، يسيرون في مسار ثابت، لا تسمهم الرياح، وفي ذواتهم لهم ناموسهم ومسارهم”
9 – الخيميائي
من أشهر الروايات في العصر الحديث، كتبها البرازيلي باولو كويلو في عام 1988 وألهمت القراء في جميع أنحاء العالم، فهي رواية رغم بساطتها جعلت من باولو يصل إلى العالمية.
تتحدث الرواية عن راعي أندلسي يدعى سانتياغو يسافر من موطنه في إسبانيا إلى الصحراء المصرية للبحث عن كنز مدفون في الأهرامات، وفي طريقه يلتقي بعدة شخصيات لإرشاده إلى طريقه منهم الغجرية، ورجل يدعى الملك، والكيميائي، ويحاول سانتياغو خلال رحلته التغلب على جميع العقبات، وتتحول تلك الرحلة من البحث عن كنز غير معروف ماهيته إلى اكتشاف الكنز الحقيقي وهي الروح والإنسانية واكتشاف الذات.
“الناس يعتقدون بأنهم يعرفون بالضبط كيف ينبغي لنا أن تكون حياتنا، ولكن لا أحد يعرف إطلاقاً كيف ينبغي له أن يعيش حياته.”
“وعندما تريد شيئاً ما، فإن الكون بأسره يتضافر ليوفر لك تحقيق رغبتك”
8 – زوربا
كتب هذه الرواية العالمية الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس في عام 1946، وهي من الروايات الكلاسيكية التي تحمل معها فلسفة تبحث عن الصراع بين الجمالية والعقلانية بين الحياة الداخلية وحياة العقل، نالت استحسان الكثير في جميع أنحاء العالم وأصبحت شخصية زوربا الموجودة في الرواية من أكثر الشخصيات البارزة في الأدب.
تتحدث الرواية عن قصة رجلين تربطهم علاقة قوية بشكل لا يصدق، زوربا الرجل الأمي الغريزي والفطري، والرجل الأخر مثقف غارق في الكتب يبحث دائماً عن الإجابات من خلالها، في البداية يلتقي هذين الرجلين لاستثمار منجم ومع مرور الوقت تنشأ بينهم صداقة رائعة يتعلم فيها الرجل المثقف من زوربا عن الحياة وفن العيش فيها، هذا العمل الرائع ألهم العديد من الناس حول العالم وأخرج عنه فيلم يحمل نفس الاسم من بطولة الممثل أنطوني كوين. بالمختصر هذا العمل رائع يستحق أن يكون على رفوف مكتبتك.
“ما أمتع الحزن الذي يملأ النفس من مرأى المطر الهادئ المتصل! إن جميع الذكريات المريرة، الراسبة في أعماق النقس تطفو حينئذ فوق السطح، ذكرى الأصدقاء الذين ذهبوا، والابتسامات الحلوة التي ذبلت، والآمال العزيزة التي فقدت أجنحتها”
“هل تعرف ما معنى أن يعيش الإنسان؟ معناه أن يشمر ساعديه ويبحث عن المتاعب”
7 – عالَم صوفي
كتب هذا الرواية جوستاين غاردر وهو من مواليد أوسلو 8 أغسطس عام 1985، نشرت في عام 1991، وترجمت عن اللغة النرويجية إلى أكثر من خمسين لغة، وهي تدور حول بعض الحوارات بين فتاة بالغة من العمر أربعة عشر عاماَ تدعى صوفي ورجل اسمه ألبرتو كونكس، يعتبرها البعض مدخل أساسي إلى علم الفلسفة، واستكشاف المفاهيم الفلسفية في الفكر الغربي.
تبدأ الرواية بسؤال فلسفي عميق “من أنت، ومن أين جاء العالم؟ ” ومن خلال هذا السؤال تبدأ رحلتها مع ألبرتو الذي يقوم بتعليم صوفي تاريخ الفلسفة ويسرد لها الأحداث الفلسفية من الفلسفة اليونانية لسقراط وصولاً إلى الفلسفة الوجودية لسارتر، ومن خلال الدروس يؤكد لها أن الفلسفة هي الطريق الوحيد لمعرفة الإجابات عن العالم. رواية شيقة تجعلك تتأمل العالم والكون من خلال العديد من الأسئلة الفلسفية العميقة.
” الأكثر ذكاء هو الذي يعرف أنه لا يعرف”
” الحيوانات تولد حيوانات … أما الإنسان فلا تلده إنساناً، بل تربيه ليصبح كذلك”
” من المستحيل أن نشعر أننا أحياء إذا لم نفكر أيضاً بأننا سنموت، كما أننا لا نستطيع التفكير بموتنا دون أن نحس وفي اللحظة نفسها بالمعجزة الغريبة، معجزة كوننا أحياء”
6 – طعام، صلاة، حب
قام بتجسيد شخصية هذه الرواية الممثلة جوليا روبرتس في فلم يحمل نفس الاسم، الرواية من كتابة إليزابيث جيلبرت في عام 2006 وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة.
تتحدث الرواية عن امرأة في الثلاثين من عمرها لديها زوج وبيت ومهنة ناجحة، لكن بدلاً من الشعور بالسعادة يملكها الذعر والارتياب، وبسبب ذلك تتخذ الخيار الصعب وهو أن تترك كل تلك الأمور خلفها وتبدأ بالبحث عما تريده حقاً من الحياة، فتبدأ رحلتها لدراسة ثلاث جوانب مختلفة من الحياة في ثلاثة ثقافات مختلفة لتكتشف فن السرور في إيطاليا، وفن التنوير الروحي في الهند، ومن ثم التوازن بين الأمرين في جزيرة بالي الإندونيسية.
“عليك أن تشارك دائما في تجليات نعيمك… وحين تبلغ حالة السعادة ينبغي عليك أن تعمل للحفاظ عليها… وأن تبذل مجهودا عظيما لتستمر بالسباحة للأعلى في تلك السعادة للأبد… لتبقى طافيا على سطحها والا فستخسر رضاك الفطري.”
“الألم الذي يعانيه البشر ناتج عن الكلمات تماما مثل الفرح، نحن نضع الكلمات لوصف تجربتنا وتلك الكلمات تحضر معها عواطف مرافقه تعذبنا”
5 – النورس جوثانان ليفنكستون
وهي من الحكايات الملهمة الأكثر شهرة في عصرنا الحالي، وتحكي قصة طائر مصمم على أن يكون أكثر من مجرد طائر عادي، يعتبرها البعض قصة مهمة للأشخاص الذين يرغبون في متابعة أحلامهم، فهي ألهمت العديد من الناس في السعي إلى هدف أسمى في الحياة.
كتب هذا العمل ريتشارد باخ في عام 1970، وهي تتكلم عن الطائر جونثان الذي يعتقد أن من حق جميع النوارس الطيران للوصول إلى الحرية المطلقة للتحدي والاكتشاف، ومن خلال إيمانه يتعلم جونثان معنى الحب والعطف ويحصل في النهاية على ما يريده لتحقيق حلمه.
” الحياة هو أن نجد ذلك الكمال ونصل اليه، وهذا القانون نفسه يسري علينا أننا نختار عالمنا القادم من خلال ما نتعلمه في هذا العالم، فاذا لم نتعلم شيئاً سيكون عالمك التالي نسخة ثانية من عالمك الذي انتقلت لتوك منه، الحدود نفسها، الأثقال نفسها، والمصاعب التي يتوجب عليك اجتيازها”
4 – صوت الجبل (ياما نو أوتو)
مترجمة باللغة العربية تحت اسم ضجيج الجبل، وهي إحدى روايات الكاتب الياباني ياسوناري كواباتا الحائز على جائزة نوبل للأدب في عام 1968، مكتوبة بطريقة نثرية أقرب إلى الشعر، يمكن تشبيهها بالهايكو (نوع من أنواع الشعر الياباني). يعتبرها البعض قصيدة مديح لكل ما هو إنساني في هذا الكون، صدرت لأول مرة في عام 1954، وصدر عنها فيلم يحمل نفس الاسم في نفس العام من إخراج ميكيو ناروسي.
الكاتب من مواليد 14 يونيو عام 1899، روايته الأولى راقصة أيزو في عام 1925. تتحدث رواية صوت الجبل عن عائلة أوغاتا، وتدور الأحداث عن رجل أعمال يدعى شينغو يقترب من التقاعد، وهو في عمر 62، في بداية الرواية يبدأ بتجربة هفوات الذاكرة المؤقتة، وتراوده أحلام مزعجة وغريبة عن الاستيقاظ أحياناً يسمع أصوات توقظه، ويأخذ شينغو هذا الصوت على أنه فأل موته الوشيك، يمكن وصف الرواية على أنها تأملات في الحياة والحب والعشرة.
“كان أشبه بالريح، بعيدًا متنائياً، عميقاً كدمدمة الأرض. ظن أن الصوت يضج في داخله، ظنه رنينًا يصمّ أذنيه، فهزّ شينغو رأسه. انقطع الصوت، اعتراه الخوف بغتة وعبرته رعشة باردة، كأنه أُبلغ بدنو الموت. أراد سؤال نفسه، بهدوء وصميم، هل كان صول للريح، الصوت للبحر، أم الصوت في أذنيه؟ لكنه لم يسمع ذلك الصوت، هو واثق. لقد سمع الجبل”
3 – رسائل خربر
هذا العمل كتبه الكاتب الأيرلندي كليف ستيبلز لويس وهو من مواليد عام 1898، ويعتبر واحد من الكتاب الأكثر تأثيراً في عصره. لديه أكثر من ثلاثين كتاباً، وكان معلم في الأدب الإنكليزي في جامعة أكسفورد، من أشهر أعماله نارينا والتي بيع منها أكثر من 100 مليون نسخة، وبجانب هذا العمل رسائل خربر الذي كان له تأثير كبير في عصره.
القصة على شكل رسائل من قبل الشيطان الكبير الذي يدعى “خربر” إلى ابن أخيه “الشيح” يقدم فيها المشورة من أجل ضمان الهلاك لرجل بريطاني معروف باسم “المريض”، من خلال الرسائل يعطي خربر نصائح مفصلة للأساليب المختلفة لزعزعة إيمان الرجل وتعزيز الخطيئة فيه، ويتخللها ملاحظات عن الطبيعة البشرية والعقيدة المسيحية.
2 – ولدن
ولدن، أو الحياة في الغابة كتاب قام بكتابته الكاتب والفيلسوف الأمريكي هنري ثورو، وهو من مواليد 12 يوليو عام 1817، يتحدث هذا العمل عن الجانب الشخصي من الاستقلال، التجارب الاجتماعية، رحلة لاكتشاف الروح، ودليل للاعتماد على الذات، نشرت لأول مرة في عام 1854، وهي تفصيل تجارب ثورو عندما بنى كوخ في وسط الغابات بالقرب من بركة ولدن وعاش فيها لمدة سنتين، وهو خليط رائع من جميع الأشكال الأدبية، كل فصل يحمل تجربة شيقة من تجارب ثورو التي خاضها خلال حياته وحيداً في الغابة.
“إن الثروة الزائدة عن الحاجة لا تستطيع إلا شراء ما هو زائد عن الحاجة، إننا لا نحتاج إلى نقود لشراء ضرورة واحدة من ضرورات الروح”
“خطوة واحدة لن تعبد طريقا على الأرض، كما أن فكرة واحدة لن تغير شيئا في العقل، تتابع الخطوات ستعبد الطريق كما أن الكثير من التفكير سيصنع المستحيل الذي سيغير حياتنا.”
1 – جبران خليل جبران
طبعاً لا نستطيع أن نضع القائمة دون أن نذكر الشاعر والكاتب والرسام جبران خليل جبران، ولا نستطيع حصر عمل أو عملين له، لذا سأذكر بعض أهم أعماله الرائعة. جبران من مواليد 6 يناير عام 1883 هاجر وهو صغير إلى أمريكا درس الفن واشتهر في العالم الغربي، من أشهر أعماله النبي الذي نشره في عام 1923 وترجم إلى أكثر من عشرين لغة، وهذا العمل عبارة عن مجموعة من القصص الشعرية في إطار فلسفي وروحي، تغطي شتى المواضيع مثل الحب، الأطفال، الزواج الأكل، العمل، الفرح والحزن، العقل، العاطفة ومعرفة الذات.
العمل الآخر هو الأجنحة المنكسرة التي تتحدث عن تجربة حب يخوضها شاب يبلغ من العمر الثامنة عشر، وكيف انتهى هذا الحب بسبب التقاليد الشرقية حيث كان محكوم على الفتاة التي تدعى سلمى أن تتزوج بموجب الاتفاقية بين الأسرة على الزواج من رجل أخر، ونضيف أيضاً إلى أعماله الرائعة الأرواح المتمردة، ودمعة وابتسامة، والمواكب، والمجنون.
“أنا لا أتجاهل، أنا فقط أحاول أن تبقى روحي بعيدة لكيلا تتعلق بشيء تحبه اليوم ويزول غدًا”
“إن حياة الإنسان لا تبتدئ في الرحم كما أنها لا تنتهي أمام القبر، وهذا الفضاء الواسع المملوء بأشعة القمر والكواكب لا يخلو من الأرواح المتعانقة بالمحبة والنفوس المتضامنة بالتفاهم”
“ليحب أحدكم الأخر، ولكن لا تجعلا من الحب قيدا بل اجعلاه بحرا متدفقا بين شواطئ أرواحكما”