انطلق مسبار فضائي تابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) على متن صاروخ من طراز أطلس-5 من فلوريدا مساء امس الخميس في مهمة لم يسبق لها مثيل لجمع عينات من كويكب والعودة بها إلى الأرض أملا في معرفة المزيد عن أصل الحياة.
وانطلق الصاروخ التابع لشركة يونايتد لونش ألاينس في الساعة 7:05 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2305 بتوقيت جرينتش) من قاعدة كيب كنافيرال التابعة لسلاح الجو الأمريكي.
وكان المسبار أوزيريس-ريكس مثبتا على الجزء العلوي من الصاروخ الذي يعادل ارتفاعه مبنى مؤلفا من 19 طابقا. والمسبار صممته شركة لوكهيد مارتن لتنفيذ المهمة التي تستغرق سبعة أعوام وتبلغ تكلفتها مليار دولار للوصول إلى الكويكب بينو القريب من الأرض والعودة مرة أخرى.
ويونايتد لونش ألاينس هي شراكة بين شركتي لوكهيد-مارتن وبوينج.
ومن المتوقع أن يستغرق المسبار الذي يعمل بالطاقة الشمسية ويزن 1500 كيلوجرام عامين للوصول إلى مقصده وهو كويكب عبارة عن كتلة صخرية مظلمة عرضها ثلث ميل تقريبا وعلى شكل ثمرة بلوط عملاقة ويدور حول الشمس عند نفس المسافة تقريبا مثل الأرض.
ويعتقد العلماء أن الكويكب بينو مغطى بمكونات عضوية تعود إلى المراحل الأولى لتشكل المجموعة الشمسية.
وسيقوم المسبار فور وصوله إلى مدار حول بينو في 2018 برسم خرائط لسطح الكويكب لمدة عامين اخرين ودراسة مكوناته الكيميائية والمعدنية.
وسيختار العلماء في نهاية المطاف موقعا لاختبار وتوجيه المسبار للتحليق بالقرب من بينو حتى يتسنى لذراع المسبار التي يبلغ طولها 3.4 متر لمس سطح الكويكب وجمع عينات منه.
وبعد جلب 60 جراما على الأقل من المواد سيعود المسبار مرة أخرى إلى الأرض في سبتمبر أيلول 2023.
والمسبار أوزيريس-ريكس هو الأحدث ضمن سلسلة بعثات لكويكبات بدأت عام 1991 بتحليق مركبة الفضاء جاليليو التابعة لناسا -التي كانت متجهة إلى كوكب المشتري- فوق الكويكب جاسبرا.
وتمكن المسبار الياباني هايابوسا-1 من جلب عينات دقيقة للغاية من الكويكب ايتوكاوا إلى الأرض عام 2010 في أول مهمة من هذا النوع. وتجري مهمة ثانية بواسطة المسبار هايابوسا-2.