يولد الأطفال ببشرة حساسة ورقيقة من السهل أن تُصاب بالتهيج من أقل شيء، بل إن جلد الطفل في السنة الأولى من حياته يكون أكثر عرضة لأنواع مختلفة من الالتهابات، الأمر الذي تقف أمامه الأم عاجزة وقلقة تراودها المخاوف والشكوك حول صحة طفلها؛ فهي لا تعرف ما أسباب ظهور هذه الالتهابات؟ وما طرق علاجها؟
1- حبوب أو بثور الأطفال
هذه البثور عبارة عن نتوءات صغيرة حمراء برؤوس بيضاء تظهر في الغالب على الخدين والجبهة، وقد تظهر أحيانًا على الرقبة والأذنين وفروة الرأس والذقن والصدر والظهر، وعادة ما تظهر بعد الولادة بثلاثة أو أربعة أسابيع، وقد تتكون نتيجة لفرط هرمونات الأم التي لا تزال تسري في جسم الطفل الصغير مع الدورة الدموية، وتُعرف باسم حب الشباب الطفلي وتكون أكثر شيوعًا بين الأطفال الذكور.
طريقة علاجها
لا تقلقي من هذه البثور، كل ما عليكِ هو عدم العبث بها نهائيًا، لأنها عادة ما تختفي تلقائيًا، قبل أن يبلغ الطفل الشهر الثاني من عمره أو خلال بضعة شهور، كل ما يمكنك عمله هو غسل وجه الطفل بالماء الفاتر وتجفيفه بلطف وستعود بشرة طفلك نقية وصافية كما كانت، واعلمي أن أي محاولة أخرى لن تفلح في إخفائها.
2- قلنسوة المهد (خبز الرأس)
يظهر خبز الرأس في صورة قشور دهنية سميكة تغطي فروة الرأس عند المولود الجديد، وتسمى طبيًا بالتهاب الجلد الدهني، وهي بقع باللون الأصفر المائل إلى الأحمر في فروة الرأس، كما يمكن أن تظهر في الوجه أو في منطقة الحفاض، وهو عرض يُصيب الأطفال حديثي الولادة في الشهور الأولى من أعمارهم، وعادة ما يختفي بعد أسابيع قليلة لا تتعدى الستة أشهر، وقد تظهر هذه القشور الدهنية نتيجة بقاء هرمونات الحمل في جسم الطفل بعد فترة الحمل، حيث تعمل هذه الهرمونات على تحفيز إفراز الغدد الزيتية في البشرة.
طريقة علاجها
يمكن إزالة هذه القشور بلطف بغسل شعر الطفل بانتظام، ثم تمشيطه بفرشاة ناعمة، أو دهن فروة رأس الطفل بزيت لطيف، مثل: زيت الزيتون أو زيت اللوز وتركه طوال الليل، ثم إزالة القشور بإسفنجة ناعمة وغسل رأس طفلك بشامبو خاص لا يسبب حساسية.
3- طفح الحفاضات
هو عبارة عن بقع أو طفح جلدي يظهر عند المقعدة بلون مائل إلى الاحمرار، وقد يمتد إلى الأعضاء التناسلية والبطن، وينشأ نتيجة ملامسة الحفاضات المبللة أو المتسخة بالجلد لفترة طويلة، ما يسبب التهابًا أو تسلخات شديدة في هذه المنطقة الحساسة من جلد الطفل.
طريقة علاجها
لعلاج هذه الحالة، لا بُد من تغيير الحفاضات كل ساعتين أو 3 ساعات على الأكثر، وتنظيف الطفل جيدًا بالماء الدافئ وتجفيف الجلد تمامًا، والتأكد من الحفاظ على منطقة الحفاض جافة دائمًا، ولا مانع من ترك الطفل دون حفاضات لمدة 30 دقيقة، لتهوية مكان الالتهاب، ويمكنك استخدام الكريمات المضادة للالتهاب والتسلخات لترطيب الجلد، قبل ارتداء الحفاض للقضاء على البكتيريا والفطريات، وتأكدي من أن الحفاضات ليست ضيقة على طفلك.
4- الأكزيما
تعد الأكزيما نوعًا من أنواع حساسية الجلد أحمر اللون، وقد تتفاقم الحالة لتتكون طبقة جلدية جافة صلبة أعلى الالتهاب، وتظهر عادة على الوجه، ويمكن أن تنتقل إلى منطقة المرفقين والصدر والذراعين، فتتكون على البشرة تدريجيًا إلى طبقة جافة ومتقشرة، وعادة ما تبدأ الأكزيما في الظهور على الجلد بعد 48 ساعة من التعرض لبعض المواد الكيميائية أو المواد المسببة للحساسية التي تعمل على تهيجها، مثل أن يلامس جلد الطفل ملابس غُسلت بمنظفات كيميائية شديدة الفاعلية، أو إذا تم دهان جلد الطفل ببعض الكريمات غير المخصصة لجلده الرقيق.
هناك أنواع عدة من الأكزيما تبعًا لسبب المشكلة الأساسي، لكن لجميع الأنواع صفات مشتركة تتمثل في الجفاف والحكة والاحمرار وتشقّق الجلد، وقد تنتقل الأكزيما بالوراثة، فهي أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الربو أو الحساسية.
طريقة علاجها
يرتبط علاج الأكزيما بنوعها ودرجتها، لذا يجب استشارة الطبيب لتحديد نوعها والعلاج المناسب لها، ولكن يمكنك المساعدة في علاج هذا الالتهاب، بتجفيف الطفل جيدًا بمنشفة ناعمة بعد كل رضعة، واستخدام مواد تنظيف لطيفة هادئة الفاعلية، وترطيب جلد الطفل مباشرة بعد الاستحمام.
ويمكنك استخدام كمادات لتخفيف الحكة، ويفضل ارتداء الطفل ملابس قطنية فضفاضة، لأن الملابس الصوفية أو الصناعية تُزيد الحالة سوءًا، وتساعد الرضاعة الطبيعية على حماية الطفل من الأكزيما وغيرها من أنواع الحساسية، كما يجب عدم المبالغة في التدفئة، لأنها تفاقم من حالة الأكزيما في بعض الأحيان، لذا يجب استعمال مفارش وأغطية سرير خفيفة مع تعديل حرارة الغرفة.
5- الطفح الحراري (الحمونيل)
الطفح الجلدي أحد الأمراض الجلدية الشائعة، فهو من أكثر ما يصيب الأطفال، خاصةً عند ارتفاع الرطوبة والحرارة، ويظهر في هيئة بقع أو بثور حمراء صغيرة جدًا على جلد الطفل، وغالبًا ما تصيب منطقة الرقبة ومنطقة الحفاض والإبطين.
طريقة علاجها
عادة ما تختفي هذه الحبوب دون علاج، ولكن حافظي على درجة حرارة طفلك معتدلة دائمًا، واستعملي حفاضة فضفاضة وملابس مصنوعة من القطن، واحرصي على استحمام الطفل يوميًا في فصل الصيف لحماية بشرة الطفل الحساسة من ارتفاع درجة الحرارة والتعرض للعرق والبكتيريا.
وحاولي أن تتركي جسمه يجف تلقائيًا في الهواء قدر المستطاع قبل أن تستعملي المنشفة، فترك طفلك عاريًا لفترة قصيرة يُمكن أن يعالج الطفح الحراري، وامتنعي عن الخروج بطفلك في الطقس الحار وتأكدي من شربه ما يكفي من السوائل، كي لا يتعرض جسمه للجفاف.