مستشفى أمراض نفسية بلا أطباء. كلنا معتلّون في هذا البلد بأمراض متفاوتة. فُصام وقلق وارتياب، ووساوس... بعضنا يسيطر على نوبات جنونه، لكنه ينفجر يوماً، ويعيش وحدة لا أحد يهتم لها. لا أحد يفتقد أحداً، كلنا يائسون. كلنا ينظر إلى حاله التي تبدو أنها لا تتحسّن، إذا أمّنت نقوداً فلن تؤمّن حياة خالية من الرعب. أنا مريض، وكذلك أصدقائي بسبب الموت العبثي المتربص بنا في كل زاوية من زوايا المدينة. لم أقص شعري منذ عام أو أكثر.
أشعر أن الحلاق سيحزّ عنقي بموسى معقّمة، والدم ينطّ حاراً بينما يضحك زبائن المحل بهستيريا مجلجلة. الدم حار وعيوني باردة، والموسى نظيفة تماماً. لست ملاكاً ولا رامبو كذلك لـ«أقضي حياتي جالساً مثل ملاك في كرسي حلاق». لقدّ حوّلَتنا سلطات البلاد إلى كائنات تشككّ بكلِّ شيء. لِمَ حالي هكذا؟)
* عمر الجفال
** المقاطع من مجموعة شعرية بعنوان "الحياة بنقالة متهالكة"،
تصدر قريباً عن دار "مخطوطات" في بغداد.