في احد المطاعم جلست امامي امرأة شابة في قمة الاناقة مع ولديها الانيقين مثلها، لفتت نظري ملابس الولدين الغالية والتي تحمل اسم ماركة معروفة.. طلب احدهما طبق اسباغيتي واثناء اكله وقعت بعض الصلصة على قميص الولد الفاتح اللون...
تحولت الأم فجأة الى وحش كاسر وصرخت بالطفل: ياغبي... شوف وش سويت بالقميص... ياحمار هذا قميص غوتشي صحيح انك مو كفو!!!!!
اعتذر الولد وهو يرتعش من الخوف فسحبت الام طبقه بقسوة وقالت : لا تاكل خلاص.. وبدأت تنظف القميص بجنون بمنديل مبلل في حين قالت لولدها الاخر: انتبه انت مو تصير حمار مثل اخوك!!!
تمنيت لحظتها ان اصفع هذه الحمقاء التي تعتقد ان اناقة الملبس اهم من اناقة اللسان بل واهم من نفسية أولادها .. ماقيمة القميص الغوتشي امام نفسية ولدك الذي صرخت عليه امام الناس وشتمته واحرجته و سحبت الطبق من امامه؟ ماقيمه الماركة التي صرفت مالك عليها من اجل المظاهر وهل سيشعر الطفل بقيمتها والاطفال لا يفكرون بهذه الامور؟ لتصل التفاهة ببعض الامهات بان تقوم بوصف طفلها بالغبي الحمار لانه اتلف قيمصا سخيفا سيلقى يوما ما في القمامة!!! وستبقى اثر هذه الحادثة في نفسه طويلا!! اي تفكير هذا!!!! ليتك يا مدعية الامومة البست هذا الملاك الخائف قميصا رخيصا و تركته يتلفه ويأكل سعيدا هانئا بدلا من ان يرتدي قميص غوتشي و يغوص بمقعده والدموع على خديه وقد حرمته من كرامته واكله...!!
متى نشعر ان اطفالنا ليسو ملكنا
متى ندرك انهم وديعة من الله
وأمانة سنُسأل عنها !؟