مشيئة الله ومشيئة الخلق :
إن فعل المخلوق هو عمله وهو فى نفس الوقت خلق الله فالفعل أى العمل خلقه الله وصاحبه بدليل قوله بسورة الصافات :
"والله خلقكم وما تعملون "


ويطلق على فعل الإنسان كسب كما بقوله بسورة غافر :
"تجزى كل نفس بما كسبت "
وعمل كما بقوله بسورة الزمر :
"وفيت كل نفس ما عملت "
وخلق كما بقوله بسورة العنكبوت :
"وتخلقون إفكا "
وقوله بسورة آل عمران على لسان عيسى (ص):
"إنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير "
إذا ففعل الإنسان يسمى خلق ومن ثم نعرف أن الفعل من المخلوق هو خلق منه وفى نفس الوقت خلق من الله أى شاء الله والإنسان شاء فى نفس الوقت فوقعت المشيئة حيث أقدر الله الإنسان على الفعل وفى هذا قال تعالى بسورتى الإنسان والتكوير:
"وما تشاءون إلا أن يشاء الله "أى أن المخلوقات لا تفعل إلا أن يفعل الله أى أن المخلوقات لا تخلق إلا أن يخلق الله وهذا يعنى أن الله هو الذى يقدر المخلوق على احداث الأفعال ومن أجل ذلك نهانا عن أن نقول للأمر نحن فاعلون الأمر كذا غدا وأمرنا أن نقول نحن فاعلون الأمر غدا بمشيئة الله .