على الرغم من أن طائر البومة من الطيور الماهرة في الصيد، إلا أنه اتضح أنها ليست أكثر ذكاءً من سائر الطيور والحيوانات الأخرى، على الرغم من هالة الحكمة التي تحيط بها أو التي صورتها الرسوم المتحركة وبرامج الحياة البرية عن هذا الطائر الغامض!
هل حقا طائر البومة حكيم؟
منذ آلاف السنين، ومن أسطورة يونانية قديمة إلى كتب الأدب الحديث وشاشات التلفزيون، صوَّر البشر طائر البومة بالحكيم الواعظ في مناسبات ومشاهد مختلفة، مثل الفيلم الكرتوني “ويني ذا بو” الذي تتمتع به البومة ببعد نظر وذكاء وحكمة كبيرة، لكن الواقع يقول غير ذلك، فالحقيقة أن البومة قد تكون أسوأ بكثير من الغربان والببغاوات بما يتعلق بحل المشاكل بطريقة ذكية!
فقد وجدت إحدى الدراسات أن البومة الرمادية فشلت مرارا وتكرارا في اختبار معرفي بسيط على الرغم من نجاح أنواع عديدة من الطيور في حل الاختبار، لكن هذا الأمر لا يعني أن البومة طائر أبكم! فقد وجدت نفس الدراسة أن بعض أنواع طائر البومة قادرة على ممارسة نشاط بدائي من أدوات بسيطة، كما أنها تقوم بالاختباء في روث الحيوانات من أجل جلب خنافس الروث إلى الجحور حيث تتغذى عليها لاحقا.
لكن وعلى الرغم من أن استعمال الحيوان لأداوت مختلفة يثير الإعجاب، إلا أن هذا الأمر لا يعني أن البومة طائر “حكيم” بمقاييس الإنسان، فهي حيوانات غير عادية بحد ذاتها وتتمتع بمهارة كبيرة في الصيد بسبب تطور حاسة السمع لديها وامتلاكها عيون أنبوبية فريدة تساهم بالتقاط فرائسها، لكن من أين جائت وتولدت فكرة هالة الحكمة التي تحيط بالبومة؟
الأصل في اعتبار البومة حكيما!
العديد من الأساطير والثقافات أدرجت البومة في قصصها لكن ليس جميعها اعتبرته طائرا حكيما وذكيا، فعلى سبيل المثال في الهند يرتبط البومة مع الحماقة والثروة الضائعة وليس الحكمة، لكم من المحتمل أن تكون الحمكة ارتبطت بالبومة في الأساطير اليونانية خاصة في أثينا التي وصفت الطائر بالحكيم وصورته بطائر الفنون، كما ذُكر في المؤلفات الأدبية اليونانية.