قارورة المسكِ المقطّرة الندى...جــاءت تنـوء بمُثقـل الأحـــزانِ...قابلتها عنــد العـقيق كــئيبةً...وتسيل منها دمعة الأشجانِ...تبكي رفيقا غادرته إلـى منى...تبغي الوصولَ لمنسكِ الإيمانِ...فخطبتها من دينها فتلعثمتْ...وتعـوذّتْ من همزةِ الشيطانِ...قالت إلى الرحمنِ أشكو رفقةً...تاهـــو بــدرب مـــرّ بالبلقانِ...فعرفتها من مقلةٍ يبدو بها...لونُ العراقِ ككحلةِ الأجفانِ...فزبيدةٌ رغمَ الفراق لدارها...مثل النقاطِ بأحرفِ العنوانِ...عطرُ البنفسج عابقٌ من ريحها...مثل النسيم يهبُّ من بستانِ...أعذاقها السفلى تنوءُ بحملها...كالغصنِ مـــالَ بناضجِ الرمّانِ...والزمـهريــرُ يلفّــها بثيابها...لفّ الرضيع بدافئ الأحضانِ...فعليكِ ما مرّت سنين تغرّبٍ...منَي السلامُ وشافعُ العرفانِ...أختاه لو تدرين سرَ تعلقّي...وتلهّفي لزيارة الأوطانِ...لعلمتِ أنّي في العراق متيّمٌ...فالرافدانُ تصبُّ في الشريانِ...أختاه لا أبغيكِ إلا صحبةً...تغني عن التحنانِ والسلوانِ...