العديد من النساء بدأن متابعات جيدات لكل ما يجري على الساحة السياسية ويقمن بتحليلها واصدار أحكام على كثير مما يحدث فيها وكثيرات ممن لم يدرسن ويتعلمن لهن اهتمام بشؤون السياسة ويتابعن الأخبار وما تنشره الصحف حتى لو عن طريق الآخرين ممن يقومون بقراءة الصحيفة لهن .. وليس صحيحاً بأن المرأة العراقية ليس لها اهتمام يذكر بهذا الأمر، فالسياسة أصبحت من اولويات العراقيين جميعاً رجالاً ونساء ، وهنا أستطيع أن أضرب مثلاً واقعياً حيث كانت والدتي ( رحمها الله ) سيدة أمية ولكنها تتابع الأخبار الخاصة بالشأن السياسي يومياً وكنت أحصل منها على خلاصة ما موجود في الساحة السياسية لكل يوم كوني مشغولة أغلب الأحيان بعملي وكانت تقدم لي تحليلاً لبعض التصريحات التي يصرح بها الساسة في ما يخص الشأن السياسي وليس فقط على الساحة العراقية بل العربية أيضاً وهذا كله نابع من إيمانها بدورها في المجتمع فهي تشكل نصف المجتمع وتنتج النصف الثاني
منه. ورغم ان أخطاء شابت واعتلت بناء الديمقراطية في العراق الا ان المرأة بقيت محافظة على صورتها ونهجها العفوي والقوي في بناء شخصيتها ورسم امور حياتها وبيتها وفق ما تراه مناسبا في هذا الزمن الضائع !! ويكفينا القول بأن المرأة العراقية سجلت حضورها في تخطيها لمسارات حياتية منحنية وصعبة وواجهت اعتى الانكسارات الا انها ظلت متماسكة ، أذ تكفي الثقة مع الجدارة ومع الانوثة، ومعظمهن اثبتن وجودهن في الجانب السياسي ، وهي لا تحجم ميولها وآراءها في البيت وشؤون الاولاد فقط، انما تضع في اعتبارها ان المتابعة السياسية والاخبارية من شأنها ان تزيد من معلوماتها وثقافتها،وان احاطتها لما يدور حولها من احداث يومية تشكل جزءا من شخصيتها امام مجتمعها ، والكثير من النساء لهن اهتمامات سياسية لها قيمتها ووزنها وتنفرد احيانا بالرأي في ما يدور من حوادث وسجالات سياسة تتفوق بها بشجاعة وتتنافس مع زملائها واقرانها فضلا عن تفوقها ونجاحها كأم ومربية وعاملة وزوجة من طراز جيد ، فلماذا تتهم المرأة دائما بضعف ثقافتها في مجالات عديدة ، فهذا ليس من استحقاقها. فالظروف المتذبذبة التي مر بها المجتمع العراقي وما عانته المرأة على وجه الخصوص من انتكاسات وخوف وتهميش وحرب نفسية ، جعلتها تقاوم تفاصيل الحياة العقيمة وغير المجدية في مجتمع تسوده الطائفية والاضطرابات وعدم الاستقرار والامراض التي تفتك بالمجتمع.