حروف الشمس الغديرية
قفْ هاهنا يا أيُّها الرسولُ
في هذه الرمضاء بلِّغْ أمرا
بهِ يكون الخيرُ أو يزولُ
فإن تحَسَّسُوا الرمضاءَ واستقاموا
فلَنْ تكونَ النّارُ ناراً أُخرى
يكفي هنا النيرانُ والصليلُ
وإنْ بغوا والشمسَ ما رعوها
ولمْ يكنْ حرُّ الهجيرِ طُهْرا
فلن يكون العودُ إلاّ الويلُ
قف هاهنا لا تحت ظلِّ شيئٍ
لتكْتُبَ الشمسُ حروفاً حمرا
بها فروعُ الدين والأصولُ
فَمَنْ تعامى عن لهيب شمسٍ
فإنّهُ بالعمْدِ هدَّ الكُبرى
وقصدهُ أنْ يَذْبلَ التهليلُ
لحنُ وليِّ الله عزفُ حبٍّ
يسمعهُ الغيثُ فيسقي الزهرا
وغيرُهُ البومةُ والطبولُ
يعلمُ أنَّ الأمرَ في عليٍّ
لو تمَّ صار الأمرُ مُسْتقرّا
لم ترتفعُ لاتٌ ولا هُبَيْلُ
من لمْ يراعِ وقْفةً في خُمٍّ
فهل يراعي بعدها بالصُغْرى
هيهات لن يعصمَهُ دليلُ
فبعد لفحِ الشمس في غديرٍ
وبعدما بُثَّ البيانُ ظهْرا
فهل بهذا تخمُدُ العقولُ
لما انتفاء الوعي في أميرٍ
أبانهُ اللهُ ليُحي الفكرا
في نهجه الميمونِ سلسبيلُ
لو كان في غير عليٍّ نهْجٌ
لنعمة الله لكان أحرى
لكنَّ لنْ يلحقَهُ مثيلُ
أنَسْألُ المولى الذي تجَلّى
بيوم خُمٍّ كيف لنْ تقُرّا
بإمرةٍ ما سنّها الجليلُ
فمرَّةً بالسيف قوَّموها
وتارةً قامتْ بنهج الشورى
ما عرضُها يا سادتي ما لطولُ
وهكذا حين أبوا هداهمُ
قد قرؤوا سطُراً وأخفوا سطرا
كقبلهم قد قُرئَ الإنجيلُ
و هكذا نحْصُدُ ما أضاعوا
تقذفنا الويلاتُ برّاً بحْرا
و صَفَقَّتْ تضحكُ إسرائيل
الثأرَ من حيدرةٍ طلْناهُ
بيوم أبكوهُ بقَهْرِ الزهرا
من يومها مرحبُنا مكحولُ
لا تفرحوا فالجرمُ حتْماً يفنى
لا تفرحي صهيونُ صبراً صبرا
أليس في الأيامِ جبرئيلُ
لا سيفُ إلاّ ذو الفقار يبقى
ولا فتى إلاّ علياً حصْرا
فتى بهٍ الإسلامُ يستطيلُ
بفكرهِ قبل اسْتلالِ سيفٍ
يدحضُ (فيروساً) يشلُّ (هكْرا)
كما يُميتُ الخلقَ عزرائيلُ
حسين إبراهيم الشافعي
سيهات