بين المظهر والجوهر فرق
المظهرْ جميعنآ نعلم أنّه هو الشيء الواضح منّا للآخرين ونعلم
جميعنا بأن مظهر الشخص يظهر من جانبين شكليْ وعقليْ!
شكليْ..من خلال ما يرتديه من ملآبس وما نضيفه من مواد
تعطي شيء من الجمالية للذكر والأنثى على حد السوآء.
أما الجآنب العقليْ..فيظهر من خلال الحديث وأيضا هذا
يأخذ جانب التجميل في الكلام وفن المرآوغة وما شابه .
الجوهرْ هو كل ما تحتويه النفس البشرية من مكنونات
داخلية من مشاعر وأحاسيس
وما يحتويه العقل من أفكار واتجاهات قـلّ من يعلمها
من المحيطين بنا وقد لا نظهرها للآخرين .
مسافة واسعة جداً تختلف بإختلاف الأشخاص
وطبيعتهم وما تحتويه قلوبهم
فهناك من يحكمه مظهره ويتعامل فيه مع الآخرين
وآخر يجد نفسه يصطدم مع الآخرين
لأنه يصر على العيش بواقعية مكنونات نفسه
دون تجمل أو إضافات كاذبة ،
يأخذ كلامه من عقله ويترك صادق مشاعره
تعيش مع الآخرين ليس لديه القدرة على النفاق
أو المجاملة الكاذبة لأنه يجد نفسه غريب عن ذاته إذا فعل ذلك ،
وعلى النقيض منه هناك من يلبس الأقنعة الواحد تلو الآخر
ليحسن مظهراً يعيش فيه مع الآخرين لا يجد حرجا في التكلف
أو الكذب ينافق هذا ويجامل ذآك
ليس له مبدأ يعيش فيه غير النفاق والكذب
يعيش بأكثر من وجه بل لكل شخص في حياته وجهْ .
بأشخاص ننخدع بمظهرهم وببرآءة وجوههم
المصطنعة نعيش معهم ساعات
وأيام وقد يتعدى الأمر لـِ أشهر
ولكن في النهاية تسقط الأقنعة فننصدم
بـِ وجه قبيح لا يحمل إلا الخبث
ويتقن فن التمثيل وقد نتجنب شخصاً ما
لـِ صرآحته المفرطة أو لـِ صدق كلماتهْ
ومع مرور الوقت نجد أنفسنا نرتمي
في أحضان هذا الشخص لـِ أننا
وجدنا فيه صدق*المظهر*والجوهر .يا لها من روعة أن تعايش مثل هذا الشخص وتعيش صدق إحسآسه وكلمآتهْ . شاسع فمن لبس*المظهر*وعاش فيه ليس صعب عليه الكذب في كل شيء وفي تعامله مع الآخرين..وقد يتعدّاه الأمر لـِ الكذب على ربّه والنفاق والرياء حتى في العبادات فلا تنتظر منه أن يكون صادقاً معك ، ومن إتخذ من الجوهر الصادق طريقاً ومنهجاً في حياته تجده صادقاً مع ربّه ومع الآخرين فلا تخاف منه أو عليهْ . فـَ لنكن ممن يعيشون بـِ جوهر صادق ومظهر جميل فـَ ليس نقاء الجوهر يعني إنعدام المظهر..على العكس من ذلك المظهرالصادق مرآة صادقة عن الجوهر .
وجهاً واحداً قلباً واحداً صَدق مع الذآت
وصَدق مع الآخرين.