كيف تكون اجتماعي مع الناس
تعدّ الوحدة من أسوأ الأمور الّتي من الممكن أن تسيطر على الإنسان خلال حياته؛ حيث إنّها تعمل على عزله عن الناس وبشكلٍ كبير جداً، بالإضافة إلى أنّها تعمل على التّقليل من قيمته، وتعطّل ملكاته وقدراته؛ فالتقوقع والانطواء على النّفس من شأنهما أن يهدما الشخصيّة الّتي تمّ العمل على بنائها بامتداد السنين المختلفة والطويلة، وبسبب الانعزال لفتراتٍ طويلة نسبيّاً يُطلق العديد من الناس على هؤلاء الأشخاص لقب الانطوائيين.
أمّا الشّخص الاجتماعي فيمكننا أن نعرّفه بأنّه ذلك الشّخص الّذي يستطيع أن يخلق علاقاتٍ اجتماعيّة جديدة بينه وبين النّاس ومن لا شيء أحياناً، ممّا يجعله شخصاً مرحّباً به أينما حلَّ وأينما ارتحل، وذلك سيساعد وبشكلٍ كبير جداً على أن يطوّر من نفسه، وأن يزيد من ثقته بنفسه، وأن يستفيد من هذه العلاقات حينما يحتاج هو إلى ذلك.
كيف يكون الشخص اجتماعيّاً
حتّى يصبح الإنسان شخصاً اجتماعياً يتوجّب عليه أن يرفع من ثقته بنفسه؛ فالثّقة بالنفس من الأمور الهامّة جداُ والّتي تساهم في أن يصبح الشخص اجتماعيّاً أم لا، بالإضافة إلى ذلك فإنّه وبمجرّد أن يصبح اجتماعيّاً فإنّ ثقته بنفسه ستتأثّر بالزّيادة لأنّ الثقة بالنفس تؤثّر وتتأثّر حسب علاقة الإنسان مع الآخرين، وتفاعله معهم بشكلٍ إيجابيّ.
وبالإضافة إلى ذلك وحتّى يصبح الشخص شخصاً اجتماعيّاً فإنّه يلزمه أن يكوّن عدداً من الصداقات كبداية؛ لأنّ ذلك سيعمل على إخراجه من حالة العزلة الّتي سيطرت عليه، وسيقلّل من الرهبة الّتي تتكوّن عند التعامل مع الناس الآخرين. كما ويتوجّب عليه ألّا يكترث من إمكانيّة سخرية الآخرين منه بسبب عيبٍ معيّن موجود لديه، وليكن هذا العيب ما يكون، فلا يجب أن يكون عائقاً أمام أيّ شخص على الانخراط في المجتمع والتأثّر به والتأثير فيه.
ومن أهمّ الصفات الّتي يتّصف بها الشّخص الّذي تظهر عليه الاجتماعيّة أنّه يكون شخصاً محبّاً ورحيماً بالآخرين، فلا يمكن أن يكون الشّخص شخصاً اجتماعيّاً وكارهاً للآخرين في الوقت نفسه؛ لأنّ هذين الأمرين لا يجتمعان نهائيّاً. بالإضافة إلى ذلك فإنّ الشخص الاجتماعيّ يظهر دائماً اهتماماً كبيراً بمن يقيم معه العلاقة الاجتماعيّة، وهو شخصٌ متسامح لا يعرف الغلّ ولا الحقد على الأشخاص، هذا عدا عن كونه إنساناً لديه نسبة عالية من الذكاء الاجتماعيّ والذكاء العاطفيّ، بالإضافة إلى كونه شخصاً لا يخجل من المبادرة بتقديم الاعتذار إن أخطأ، فهذه الصّفات كلّها موجودة في هذا الشّخص، وبشكلٍ كبيرٍ جداً وواضح.