كيف نواجه الخوف
ينتاب كثير منّا نوباتٍ من الخوف و القلق في حياتنا ، و قلّما ترى شخصاً لم يمر في حياته بلحظات ضعفٍ أو خوفٍ و قلقٍ ، فعندما يواجه الإنسان أمراً يتطلّب منه اتخاذ موقفٍ مصيريّ يشعر بنوعٍ من الخوف و القلق و التّردّد ، و عندما يقدم الإنسان على أداء امتحانٍ في دراسته أو مقابلةٍ في عمله ، يتسلّل إلى قلبه الخوف أحياناً من عدم النّجاح أو الإخفاق في الامتحان ، فكلّ ما يرتبط بحدوثه تحديد مصير الإنسان في حياته أو عمله أو دراسته يشعر الإنسان بنوع من الخوف و القلق ، الذي تتباين بلا شكّ درجته من إنسانٍ إلى آخر ، و قد ذكر الخوف في القرآن الكريم و عدّ نوعاً من الابتلاء ، قال تعالى ( و لنبلونّكم بشيءٍ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثّمرات و بشر الصّابرين ) ، و قال تعالى ( هو الذي يريكم البرق خوفاً و طمعاً ) ، و هذا النّوع من الخوف هو خوفٌ فطريٌ مشروعٌ ، فحين يخاف المؤمن في حياته على نفسه و أبنائه من بطش الظّالمين ، فإنّه بذلك يبتلى و يمتحن فإن صبر على ذلك كان الجزاء و البشارة له من ربّ العالمين ، و إنّ أدى به الخوف إلى جحد نعمة الله و الكفر به كان جزاؤه الخسران المبين ، و قد يخاف النّاس من قدوم الظّواهر الطّبيعيّة من الزلازل و العواصف و البراكين و غيرها ، و الخوف من ذلك كلّه بلا شكٍّ ابتلاء ، و لا ريب بأنّ سلاح المؤمن في معالجة الخوف من هذا النّوع تكون بالتّزود بالتّقوى ، و الإيمان بأنّ ما أصاب المؤمن فلن يخطئه و ما أخطأه فلن يصيبه ، فقضاء الله نافذ و قدره حتمي .
أمّا الخوف السّلبي و الذي قد يتحوّل إلى مرضٍ نفسيّ ، فسلاح التّخلص منه و القضاء عليه هو الأيمان و التّقوى أيضاً ، مع الأخذ بأسباب القوّة في الشّخصيّة و البدن ، فحين يمتلك الإنسان عزيمةً و ثقةً في نفسه يكون قادراً على مواجهة المخاوف التي تحدّق به بكلّ قوةٍ و مضاء ، و أن يؤمن بنفسه و قدراته و أنّه قادرٌ على اجتياز الصّعاب و ركوب الخطر مع الأخذ بالأسباب و التّوكل على الله .